نصف مليون فلسطيني عادوا إلى مدينة غزة المدمّرة مع استمرار وقف إطلاق النار

أربيل (كوردستان24)- عاد نصف مليون فلسطيني السبت إلى مدينة غزة المدمّرة في اليوم الثاني من وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، وغلبت الصدمة كثيرين منهم أمام حجم الدمار فيما حذرت الحركة من مفاوضات "صعبة" في المرحلة التالية من خطة ترامب.

وفيما يُتوقع وصول قادة أجانب بينهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مصر الاثنين لعقد قمة، أكد قيادي في حركة حماس لوكالة فرانس برس أن قبول الحركة تسليم سلاحها "غير وارد".

وينص الاتفاق على تبادل الرهائن المتبقين في غزة مقابل معتقلين فلسطينيين في السجون الاسرائيلية بحلول الساعة 9,00 بتوقيت غرينتش الاثنين.

وأعلنت السلطات الإسرائيلية السبت أنها جمعت في سجنين المعتقلين المتوقع الإفراج عنهم مقابل إعادة الرهائن في غزة.

وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي اقترحه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ستُفرج حماس عن 47 رهينة، أحياء وأموات، من أصل 251 اختطفوا في هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، إضافة إلى رفات رهينة احتجز في العام 2014.

وفي المقابل، ستُفرج إسرائيل عن 250 معتقلا فلسطينيا محكومين بالسجن المؤبد، و1700 معتقل من سكان غزة احتجزوا منذ اندلاع الحرب.

وقال المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف الذي زار غزة في وقت سابق السبت مع صهر الرئيس الأميركي جاريد كوشنر ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير "أنتم عائدون إلى دياركم" في إشارة إلى الرهائن.

وقالت إيناف زانغاوكر إحدى الناشطات من أجل عودة الرهائن، خلال تجمع في تل أبيب السبت "سنواصل الهتاف والنضال حتى يعود الجميع إلى ديارهم". ويُعتبر ابنها، ماتان زانغاوكر، البالغ 25 عاما، أحد الرهائن العشرين الذين يُعتقد أنهم ما زالوا على قيد الحياة.

- "دمار، دمار" -
وتزامنا مع تنظيم عمليات الإفراج هذه، أعلن الدفاع المدني في غزة السبت أن أكثر من نصف مليون فلسطيني عادوا إلى شمال القطاع منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ ظهر الجمعة.

واستغلت رجا سلمي الهدنة لتعود سيرا إلى بيتها في مدينة غزة، حيث استهدف الجيش الإسرائيلي بالقصف والعمليات البرية على مدى أسابيع مناطق قال إنها كانت تؤوي مقاتلين من حركة حماس.

وقالت سلمي لوكالة فرانس برس "مشينا ساعات طويلة، وكل خطوة كانت مليئة بالخوف والقلق على منزلي". لكن عندما وصلت إلى حيّ الرمال، وجدت أن بيتها "لم يعد موجودا، مجرد كومة من الركام".

وأضافت "وقفت أبكي أمامه... كل الذكريات تحوّلت إلى غبار".

وقال أحد العائدين ويدعى ساهر أبو العطا "لا أجد كلمات تصف ما أراه... دمار، دمار، ومزيد من الدمار".

مع انسحاب القوات الإسرائيلية من بعض المناطق اعتبارا من ظهر الجمعة، بدأت مهلة ال72 ساعة أمام حماس لإطلاق سراح الرهائن.

وقال ترامب لصحافيين الجمعة إنه يعتقد أن وقف إطلاق النار "سيصمد"، بعد فشل هدنتين سابقتين، فيما توقع عضو المكتب السياسي لحركة حماس حسام بدران السبت أنّ تكون مفاوضات المرحلة الثانية من خطة السلام التي طرحها ترامب أكثر صعوبة وتعقيدا، وهي تنص على نزع سلاح الحركة الإسلامية في غزة.

واعتبر بدران في مقابلة حصرية مع وكالة فرانس برس في الدوحة أنّ المرحلة الثانية من المفاوضات "ليست بسهولة المرحلة الأولى".

وأكد أنّ "حماس لن تكون مشاركة" في عملية توقيع وقف إطلاق النار الاثنين في مصر بل "فقط الوسطاء والمسؤولون الأميركيون والإسرائيليون".

وقال بدران "نحن نأمل أن لا نعود إلى هذه المرحلة (الحرب) لكن (...) بلا شك إذا فرضت هذه المعركة فان حماس ستواجه وستبذل كل ما لديها من إمكانيات لصد هذا العدوان".

وأكّد مسؤول في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فضل عدم الكشف عن اسمه في حديث لوكالة فرانس برس أنّ "موضوع تسليم السلاح المطروح خارج النقاش وغير وارد".

وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس باسم نعيم في مقابلة مع قناة "سكاي نيوز" باللغة الإنكليزية: "لن نُسلِّم سلاحنا... (إلّا) عندما نحصل على دولة مستقلة ذات سيادة قادرة على الدفاع عن نفسها".

وتنصّ خطة ترامب أيضا على إنشاء قوة دولية لتوفير الأمن في قطاع غزة.

وفي هذا السياق، قال قائد القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) الأدميرال براد كوبر السبت إنه زار قطاع غزة لبحث سبل إرساء الاستقرار في مرحلة ما بعد الحرب، مؤكدا في الوقت نفسه أنه لن تُنشر أي قوات أميركية في الأراضي الفلسطينية.

ويأتي هذا التصريح غداة إعلان مسؤولين أميركيين كبار إنّ واشنطن سترسل إلى الشرق الأوسط فريقا مكوّنا من 200 عسكري أميركي لـ"الإشراف" على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

لكنّ مسؤولا أميركيا كبيرا أكّد أنّ "لا نيّة لنشر جنود أميركيين في غزة"، موضحا أنّ مسؤولين عسكريين مصريين وقطريين وأتراكا وربّما أيضا إماراتيين سينضمّون إلى الفريق.

وأودت الحملة العسكرية الإسرائيلية بما لا يقل عن 67682 شخصا، بحسب وزارة الصحة التابعة لحركة حماس في قطاع غزة، وهي أرقام تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة. ويُظهر الإحصاء أن أكثر من نصف القتلى من النساء والأطفال.

واندلعت الحرب إثر هجوم غير مسبوق شنته حماس على جنوب إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، أسفر عن مقتل 1219 شخصا معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدّتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية.

AFP

 
 
Fly Erbil Advertisment