اغتيال مرشح تحالف "السيادة" في شمال بغداد يعيد التوتر السياسي إلى الواجهة
بغداد (كوردستان24)- أعاد اغتيال صفاء مشهداني، عضو مجلس محافظة بغداد والقيادي ضمن تحالف السيادة برئاسة خميس الخنجر، مشهد العنف السياسي إلى الواجهة مجددًا في العاصمة العراقية.
فقد لقي مشهداني حتفه مساء الثلاثاء إثر انفجار عبوة لاصقة استهدفت سيارته في منطقة الطارمية شمال بغداد، في حادثة أثارت موجة غضبٍ واسعة بين الأوساط السنية والسياسية التي اعتبرتها محاولةً لضرب الاستقرار وإسكات الأصوات الوطنية في المنطقة.
وقال ليث الدليمي، القيادي في تحالف السيادة: "هذا الحادث المؤلم وجّه ضربة قاسية لتحالفنا ولسكان الطارمية. الخلافات السياسية موجودة، لكنها لا يمكن أن تصل إلى حد القتل. ما حدث جريمة مرعبة وآلمت الجميع، خصوصًا أهالي المنطقة.".
ولسنواتٍ عدة، ظلّ استهداف القيادات والشخصيات السنية البارزة في شمال بغداد ظاهرة متكررة، مما جعل رؤساء العشائر والوجهاء هناك في حالة استنفار دائم، وسط دعواتٍ لمحاسبة الجهات المتورطة وكشف الجهات التي تقف وراء تلك العمليات.
وقال الشيخ قيس لطيف، رئيس مجلس عشائر الشراب: "سفا لم تكن له خصومات مع أحد، كان سياسيًا شجاعًا وصاحب مواقف واضحة، يعمل من أجل منطقته وينقل معاناة أهل الطارمية إلى مجلس المحافظة. اغتياله أمر مرفوض ومؤلم."
من جانبه، أوضح غيث علي، مسؤول مكتب المشهداني: "شخصيات منطقتنا تُستهدف بشكلٍ متعمد من قبل جهات لا تريد لنا العمل والبناء. هدفهم خلق الفوضى والتخويف ومنع أي نشاط سياسي أو خدمي حقيقي".
ويُذكر أن صفاء المشهداني كان من أبرز الوجوه الشابة في الطارمية، حيث فاز في آخر انتخابات لمجلس محافظة بغداد بأعلى عددٍ من الأصوات في شمال العاصمة ضمن المكوّن السني. كما ترشّح لاحقًا للانتخابات البرلمانية السادسة، وتعرّض سابقًا لمحاولة اغتيال أُصيب خلالها بجروح.
وأدان رئيس مجلس النواب العراقي الحادث بشدّة، مؤكدًا أن “كل من يخرج من المكوّن السني ويعبّر عن رأيه بحرية، يُستهدف فورًا بالإرهاب والاغتيال”، داعيًا الأجهزة الأمنية إلى تحقيق عاجل وشفاف.
اغتيال المشهداني يسلّط الضوء من جديد على عودة دوامة العنف السياسي في العراق، وعلى هشاشة البيئة الأمنية التي تهدّد العملية الانتخابية المقبلة، فيما يبقى سكان الطارمية بانتظار إجاباتٍ تضع حدًا لسلسلة الدم المستمرة.