بعد 20 عاماً من الوعود.. العراقيون يفقدون ثقتهم بالسياسيين "بالجملة"
أربيل (كوردستان 24)- في ظل أجواء انتخابية جديدة، يتحدث العراقيون اليوم بمرارة عن فقدان الثقة الكاملة بالطبقة السياسية، بعد أكثر من عقدين من الوعود الكبيرة التي بقيت حبيسة الشعارات.
فبين أزمات الكهرباء والماء والبطالة، يشعر المواطن أن كل دورة برلمانية لا تختلف عن سابقتها سوى بشعارات جديدة لا تجد طريقها إلى الواقع.
"لا ماء.. لا كهرباء.. ولا أمل"
يقول أحد المواطنين في بغداد لـكوردستان24:
"الحقيقة أن المواطن فقد الثقة مئة بالمئة بالسياسيين. كل الوعود التي أطلقوها كانت براقة وشفافة، لكنها لم تتحقق حتى في الأحلام. اليوم لا ماء ولا كهرباء، رغم أننا كنا نملكهما قبل عشرين عامًا. البرلمان الحالي من أسوأ الدورات التي مرت، وأكثر من 210 نواب لم يتحدثوا حتى بكلمة واحدة تحت قبته."
ويضيف آخر:
"البرلمان لم يقدّم شيئًا لا للمواطن ولا للكتل السياسية نفسها. السياسيون بعيدون كل البعد عن هموم الناس، والقليل جدًا منهم ما زال يحمل روح الوطنية، لكنهم محاصرون بقوى متنفذة تمتلك المال والسلاح وتتحكم بالمشهد."
"قوى متنفذة تسيطر.. وناس تتاجر بالطائفية"
يرى مواطنون أن المشكلة لا تكمن فقط في أداء النواب أو الوزراء، بل في شبكة النفوذ التي تحكم العملية السياسية منذ عام 2003.
فبعض القوى، كما يقولون، "تتاجر بالطائفية، وأخرى تتلاعب بالمشاعر القومية والمذهبية، وثالثة تستثمر في دماء الشهداء، لتبقى مسيطرة على القرار السياسي".
ويتابع أحد المواطنين:
"العراق اليوم خليط غير متجانس من المصالح، هناك عبث سياسي واضح، ولا أحد يفكر بمصلحة الناس. المواطن خُذل في كل شيء: في الخدمات، في فرص العمل، في الأمان، وحتى في الوعود التي لا تنتهي."
برلمان غائب ومجتمع ناقم
الإحصاءات تشير إلى أن أكثر من 210 نائباً في البرلمان العراقي الحالي لم يشاركوا في أي مداخلة أو نقاش برلماني طوال الدورة، ما اعتبره المواطنون دليلاً إضافياً على غياب الدور التشريعي الحقيقي.
ويقول أحد المواطنين غاضبًا:
"النواب لا يحضرون الجلسات، ولا يؤدون واجبهم. لهذا السبب فقد الناس ثقتهم بالبرلمان وبكل من يمثلهم سياسيًا."
خاتمة: 20 عامًا من الخذلان
بعد مرور أكثر من عشرين عامًا على التغيير السياسي في العراق، يختصر المواطن العراقي موقفه بجملة واحدة:
"خُذلنا في كل شيء."
فالخدمات غائبة، والأمان مفقود، والبطالة تتفاقم، فيما يتجدد المشهد الانتخابي بذات الوجوه والوعود القديمة.
ومع اقتراب الانتخابات المقبلة، تبدو الثقة الشعبية في أدنى مستوياتها، لتصبح نقمة الشارع العراقي على الطبقة السياسية أشد من أي وقت مضى.
