علماء يدعون إلى إلغاء التوقيت الشتوي والصيفي: «يزيد خطر السرطان وحوادث السير واضطرابات النوم»
أربيل (كوردستان24)- جدد عدد من العلماء تحذيراتهم من الاستمرار في تطبيق نظام التوقيت الشتوي والصيفي (Daylight Saving Time - DST)، داعين إلى إلغائه نهائياً، وسط تصاعد القلق من انعكاساته الصحية الخطيرة التي تشمل ارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان وحوادث السير واضطرابات النوم، وفق ما نقلت صحيفة الديلي ميل البريطانية.
وفي الساعات الأولى من صباح يوم أمس(الأحد)، تم تأخير عقارب الساعة ساعةً واحدة إلى الوراء في الدول الاوربية، ما يمنح الناس وقتاً أطول للنوم. غير أن الخبراء يؤكدون أن هذا التغيير الموسمي لا يخلو من مخاطر، إذ يرون أن «الآثار الخفية» لهذا النظام تتجاوز فائدته المعلنة في تنظيم ساعات العمل والضوء.
تاريخ النظام وأهدافه
أُقرّ العمل بالتوقيت الصيفي لأول مرة عام 1916، بهدف رفع إنتاجية العمال عبر الاستفادة من ضوء النهار في أشهر الصيف. ووفق النظام المعمول به، يتم تقديم الساعة ساعة واحدة في آخر أحد من شهر مارس (آذار)، ثم تأخيرها ساعة في آخر أحد من أكتوبر (تشرين الأول).
لكن على الرغم من الهدف المعلن المتمثل في «زيادة ساعات الضوء خلال اليوم»، تشير دراسات علمية متزايدة إلى أن هذا التغيير المتكرر يخلّ بالتوازن الطبيعي للجسم ويؤدي إلى إجهاد بدني واضطراب في النوم.
آثار صحية مقلقة
يفقد الناس ساعة نوم عند تقديم الساعة في الربيع، ما يؤدي إلى شعور عام بالإرهاق، في حين تعتمد الساعة البيولوجية في أجسامنا على ضوء الصباح الطبيعي لضبط الإيقاع اليومي الممتد على 24 ساعة.
وتحذر أبحاث حديثة من أن اختلال التوازن بين التوقيت الشمسي وساعة الجسم الداخلية قد ينعكس سلباً على الصحة العامة على المدى الطويل، خصوصاً في المناطق التي يزداد فيها الفرق بين التوقيت المحلي والتوقيت الشمسي.
وأظهرت دراسات أن سكان المناطق الغربية في النطاقات الزمنية، حيث يكون الانحراف أكبر، أكثر عرضة للإصابة بسرطانات الدم والمعدة والرئة والثدي. ويرى بعض العلماء أن تقديم الساعة في الربيع يشبه من حيث التأثير هذا الانحراف، مما يجعل نظام التوقيت الصيفي عاملاً محتملاً في زيادة تلك المخاطر الصحية.
دعوات متزايدة للإلغاء
في ظل هذه النتائج، تتعالى أصوات الخبراء للمطالبة بإنهاء العمل بالنظام الذي كان يُنظر إليه قبل أكثر من قرن كوسيلة لتطوير الإنتاج. اليوم، يقول العلماء إن الفوائد الاقتصادية المحتملة لم تعد مبرراً كافياً أمام الأضرار الصحية المؤكدة، وإن الوقت قد حان للتخلي عن التوقيت الصيفي بشكل نهائي.
وحسب آخر البيانات أن هناك حوالي 70 دولة تقريبًا في العالم تستخدم نظام التوقيت الصيفي أو تغيّر الساعة موسميًا. فيما تُشير المصادر أيضاً إلى أن ما يقارب ثلث دول العالم فقط تطبّق هذا النظام حالياً. مع وجود أكثر من 140 دولة جربت يوماً ما نظام التوقيت الصيفي، لكن نحو نصف هذه الدول أوقفت تطبيقه أو تغيّره.
