السعودية تستقبل قادة المال والأعمال للترويج لمشاريعها الضخمة
أربيل (كوردستان24)- انطلق في الرياض الثلاثاء ولثلاثة أيام منتدى "مبادرة مستقبل الاستثمار" المؤتمر الاستثماري السنوي البارز الذي يشكّل فرصة للمملكة للترويج لمشاريعها الضخمة وإبراز طموحاتها في مجال الذكاء الاصطناعي، بحضور مسؤولين سياسيين وشخصيات اقتصادية رفيعة المستوى من حول العالم.
ومن ضيوف المنتدى المنعقد في مركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات، الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع ونائب الرئيس الصيني هان تشنغ، إلى جانب عدد من الوزراء وأكثر من 150 من كبار قادة الشركات.
كذلك، يحضر المؤتمر نجل الرئيس الأميركي دونالد ترامب جونيور، ورؤساء كبرى مؤسسات الاستثمار الأميركية مثل غولدمان ساكس وجاي بي مورغان وبلاك روك.
وتقام النسخة التاسعة من المؤتمر التي تستضيف نحو عشرين من قادة الدول، في ظل سريان هدنة في قطاع غزة ونمو اقتصادي قوي تشهده منطقة الخليج.
والإثنين، انطلقت أربع جلسات نقاش بشأن الكربون والعملات المشفرة والاستثمار في القيادات، لكن خلف أبواب مغلقة.
ويُعد منتدى "مبادرة مستقبل الاستثمار" الذي يعرف أيضا باسم "دافوس الصحراء"، منصة لاستقطاب رؤوس الأموال العالمية إلى السعودية، في وقت تسعى فيه المملكة الغنية بالنفط إلى تنويع أنشطتها الاقتصادية ضمن رؤية 2030، برنامج التغييرات الذي يقوده ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وبعد 9 سنوات من إطلاق هذه الرؤية في 2016، يمكن "رؤية النتائج في كل مكان" على ما أفاد ياسر الرُميّان محافظ صندوق الاستثمارات العامة السعودي، الذراع الاستثمارية للحكومة السعودية، في الجلسة الافتتاحية للمنتدى الثلاثاء.
وأكد أنّ "الاستثمار الأجنبي (في السعودية) نما العام الماضي بنسبة 24% ليصل إلى 31,7 مليار دولار".
وأضاف "لقد أخذنا السعودية إلى العالم والآن العالم يأتي إلى السعودية" مشيرا إلى حصول بلاده على حق تنظيم معرض اكسبو 2030 وكأس العالم لكرة القدم في 2034.
لكن بعض المشاريع الضخمة المدرجة ضمن هذه الرؤية الطموحة تُثير تساؤلات، وفي مقدمتها "نيوم"، المدينة المستقبلية التي تبلغ تكلفتها 500 مليار دولار ولا تزال قيد الإنشاء.
وتشير تقارير إلى أن مشروع "نيوم" يواجه تأخيرا وإعادة نظر في تصاميم أساسية، وسط تزايد الضغوط على الميزانية السعودية بفعل تراجع عائدات النفط، لاسيما مع استعداد المملكة لاستضافة إكسبو 2030 وكأس العالم 2034.
ويقول روبرت موغيلنيكي، الباحث البارز في معهد دول الخليج العربية في واشنطن، إن هذا الحدث يشكّل "فرصة سنوية محورية لجذب الاستثمارات الأجنبية، لدعم أجندة التحول الاقتصادي التي تتسم بكلفتها العالية وتحدياتها الكبيرة".
ويضيف "من الواضح أن هناك إعادة ضبط لأولويات الإنفاق في المملكة، ما سيدفع المستثمرين إلى الاهتمام بوجهة الأموال مستقبلا".
- طموح تكنولوجي -
ترى كارين يونغ، الباحثة المتخصصة في سياسات اقتصاد الخليج لدى معهد الشرق الأوسط في واشنطن، أن التراجع عن بعض المشاريع الضخمة لا يعني بالضرورة ضعف جاذبية الاستثمار الأجنبي.
وتشرح يونغ "على العكس، يُظهر ذلك انضباطا ماليا"، مضيفة أن الفرص المتاحة في قطاعات أخرى، من السياحة والترفيه إلى العقارات والبنية التحتية والطاقة، تدلّ على "اهتمام قوي بالاقتصاد المحلي".
وتسعى السعودية إلى ترسيخ مكانتها كقوة صاعدة في مجال التكنولوجيا، لا سيما الذكاء الاصطناعي، والذي تتنافس فيه دول الخليج الثرية على تعزيز حضورها الإقليمي والعالمي.
ومن المتوقّع أن يشهد المنتدى توقيع اتفاقيات تشمل شركة "هيومين" (Humain) المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة السعودي، وعددا من الشركات الدولية، بحسب منظّمي مبادرة مستقبل الاستثمار.
ويوضح موغيلنيكي أن "بعض شركات التكنولوجيا الناشئة في السعودية لا تزال في مراحلها الأولى، لذا تسعى إلى طمأنة المستثمرين بأن طموحات المملكة التكنولوجية حقيقية وقابلة للتحقيق ومشوّقة".
ويُعقد المؤتمر قبل أسابيع من زيارة مرتقبة لبن سلمان إلى الولايات المتحدة، الأولى له منذ آذار/مارس 2018، أي قبل أشهر من حادثة مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي على أيدي عملاء سعوديين في القنصلية السعودية في إسطنبول، والتي أدّت إلى عزلة دولية موقتة لولي العهد آنذاك.
وفي واشنطن، من المقرر أن يلتقي ولي العهد السعودي بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعد زيارة الأخير إلى الرياض في أيار/مايو التي شهدت تعهّدات استثمارية سعودية قدّرتها الحكومة الأميركية بحوالى 600 مليار دولار.
ويقول موغيلنيكي إن "الحضور الكبير لرجال الأعمال الأميركيين يعكس أهمية الشراكة الاقتصادية بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية".
AFP
