العائدون من النزوح بين منازل مهدمة ووعود مؤجلة.. سبع سنوات من الانتظار بلا حلول
أربيل (كوردستان 24)- بعد سنوات طويلة من النزوح، عادت آلاف العائلات إلى مناطقها في محافظة الأنبار على أمل استعادة الاستقرار وبناء حياة جديدة. إلا أن الواقع كان مختلفًا؛ فالدمار ما يزال شاخصًا في أحياء كثيرة، والمنازل المهدمة لم تُرمّم، والمنح المالية التي وعدت بها الحكومة لم تُصرف، فيما بقيت الوعود معلقة دون تنفيذ.
يقول أحد المواطنين العائدين: "نحن نطالب بالتعويضات ونطالب بمنحة العائدين. سبع سنوات ونحن نسمع وعودًا فقط. لا رأينا تعويضًا ولا منحة، والوضع يزداد صعوبة يومًا بعد يوم".
ويشير الأهالي إلى أن غياب الدعم الاقتصادي يجعل إعادة الإعمار شبه مستحيلة، إذ يعتمد معظم العائدين على أعمال بسيطة لا تكفي لتأمين احتياجات أسرهم، فضلًا عن تكاليف إعادة بناء المنازل المدمرة.
أطفال بلا مستمسكات.. تعليم مؤجل
مشكلة أخرى تواجهها العائلات العائدة تتعلق بالأطفال الذين وُلدوا خلال سنوات النزوح في المخيمات.
كثير من هؤلاء الأطفال لا يمتلكون مستمسكات رسمية، ما يعرقل التحاقهم بالمدارس ويهدد مستقبلهم التعليمي.
إحدى الأمهات تقول: "ابني لا يملك شهادة ولادة. ذهبنا إلى الدوائر أكثر من مرة ولم نحصل على شيء. كيف سيدخل المدرسة؟ ما مصيره؟"
هذه الفجوة القانونية تضيف عبئًا اجتماعيًا جديدًا على العائلات، وتخلق جيلًا مهددًا بحرمانه من التعليم.
غياب الحلول.. أسئلة بلا إجابات
يتساءل المواطنون عن سبب تعطّل صرف التعويضات ومنحة العودة التي أعلنت عنها وزارة الهجرة والمهجرين.
هل هي أزمة مالية؟ أم مشاكل تنظيمية وإدارية؟
الملف ما يزال عالقًا منذ أكثر من سبع سنوات من دون توضيحات رسمية حاسمة.
ويقول ناشط محلي: "الناس تحتاج إلى المال لتعمير بيوتها واستعادة الاستقرار. هذا حق إنساني قبل أن يكون واجبًا حكوميًا. لا يمكن الحديث عن عودة حقيقية بلا تعويضات".
تبقى آمال سكان الأنبار معلّقة بين منازل مهدمة ووعود لم تتحقق، فيما ينتظر العائدون خطوة جدية من الجهات المعنية لإنهاء معاناتهم.
فالاستقرار لا يتحقق بالشعارات، بل بتطبيق القرارات وصرف الحقوق وضمان عودة كريمة تحفظ كرامة الإنسان.
تقرير: محمد الدليمي – كوردستان24 - الأنبار
