تراجع الزراعة يهدد الأمن الغذائي في العراق.. بينما تشهد كوردستان خطوات توسعية لتعزيز الإنتاج المحلي

أربيل (كوردستان 24)- يشهد القطاع الزراعي في العراق تراجعًا متسارعًا في السنوات الأخيرة، وسط غياب خطط فعّالة لحماية الأمن الغذائي، وارتفاع معدلات البطالة خصوصًا في القرى والمناطق الريفية التي كانت تعتمد سابقًا على الزراعة كمصدر رئيسي للدخل.

في العاصمة بغداد، وتحديدًا في منطقة الميدان، تحولت مساحات واسعة من الأراضي الزراعية إلى أراضٍ جافة ومتشققة، رغم قربها من نهر دجلة الذي لا تصل مياهه إلى هذه الأراضي سوى يوم واحد أسبوعيًا، الأمر الذي دفع كثيرًا من المزارعين إلى ترك مهنة الزراعة والبحث عن بدائل أخرى.

جاسم محمد، أحد المزارعين المتضررين، يقول: "لم تعد الزراعة مجدية. سابقًا كنا نزرع الخضروات والأعلاف، أما الآن فلا يتبقى سوى بعض أشجار النخيل والحمضيات بإنتاج قليل جدًا. المياه لا تصلنا إلا ليوم واحد أسبوعيًا فقط".

بينما يوضح المزارع وليد مصطفى: "كنا نزرع الباذنجان والطماطم والبامية والخيار ونزوّد بغداد ومحافظات أخرى. الآن انتهى كل هذا لأن الحكومة لا تؤمّن لنا مياه الري".

أسباب التدهور

انخفاض منسوب نهري دجلة والفرات

تراجع المياه الجوفية

غياب خطة حكومية لمعالجة مشكلات المزارعين

ازدياد الاعتماد على المنتجات الزراعية المستوردة

ومع مرور الوقت، يتناقص عدد المزارعين عامًا بعد عام، وتتراجع القدرة المحلية على تحقيق الاكتفاء الغذائي.

في المقابل: خطوات عملية في إقليم كوردستان

تنقلنا كاميرا كوردستان24 إلى إقليم كوردستان، حيث اتخذت الحكومة سياسات واضحة لدعم الأمن الغذائي وتنويع مصادر الدخل.

يقول مراسل القناة في إقليم كوردستان آزر فاروق: "في الكابينة التاسعة، ارتفع نمو القطاع الزراعي من 1.8% إلى 10%. كما تعمل الحكومة على زيادة هذه النسبة من خلال دعم الإنتاج والتسويق، وإنشاء السدود والبرك لحماية مصادر المياه".

أحد المشاريع النموذجية هو البيوت البلاستيكية بنظام الزراعة المائية، حيث يتم إنتاج أكثر من 200 طن من الطماطم سنويًا في مساحة 8000 متر مربع، مع توفير 95% من المياه مقارنة بالزراعة التقليدية.

أحمد سامي، المشرف على المشروع، يوضح: "في الزراعة العادية ينتج المتر 5 أو 6 كغم من الطماطم، أما هنا فينتج من 60 إلى 80 كغم. كما سهلت الحكومة حصولنا على الأرض ومنعت استيراد منتجات منافسة في مواسم معينة لحماية المنتج المحلي".

ومع هذا الدعم:

تم إنشاء 30,000 بيت بلاستيكي

وبناء 319 مخزنًا مبردًا لتخزين وتسويق المحاصيل

وتوسيع التصدير إلى وسط وجنوب العراق والدول المجاورة

دانا عزيز، صاحب مكتب تسويق، يقول: "أكثر من 75% من منتجاتنا تسوّق إلى وسط وجنوب العراق دون أي مشكلة".

مشاريع المياه: أساس الأمن الغذائي

ضمن خطة طويلة الأمد لحماية الموارد المائية: تم إنشاء 23 بركة مائية

و58 بركة قيد الإنشاء

بالإضافة إلى 6 سدود بسعة تخزين تصل إلى 253 مليون متر مكعب

هذه المشاريع تشكل القاعدة الأساسية لاستمرار الزراعة وضمان الأمن الغذائي في الإقليم.

بينما يتراجع القطاع الزراعي في أجزاء واسعة من العراق نتيجة غياب التخطيط وندرة المياه، يمضي إقليم كوردستان بخطوات عملية لدعم المزارعين، تنشيط الإنتاج المحلي، وحماية الأمن الغذائي.

الفرق بين النموذجين يظهر بوضوح: حيث توجد رؤية وسياسة مستدامة، تبقى الأرض حيّة والإنتاج مستمر.

 

تقرير: ديلان بارزان – بغداد

آزر فاروق – أربيل – كوردستان24

 
Fly Erbil Advertisment