محادثات أوكرانية أمريكية مرتقبة في سويسرا بشأن خطة ترامب لإنهاء الحرب

أربيل (كوردستان 24)- يجتمع مسؤولون أوكرانيون وأميركيون قريبا في سويسرا لمناقشة خطة الرئيس دونالد ترامب لإنهاء الحرب المستمرة منذ نحو أربعة أعوام، وهي مبادرة تسعى كييف وحلفاؤها الأوروبيون لتعديلها.

تُنظر كييف بقلق بالغ إلى هذه الخطة المؤلفة من 28 نقطة، لأنها تتضمن عدة مطالب روسية رئيسية: تنازل أوكرانيا عن أراضٍ، وتقليص حجم جيشها، والتخلي عن فكرة الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو). لكن الخطة تقدم أيضا لكييف ضمانات أمنية غربية لمنع أي هجمات روسية مستقبلا.

رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة الخطة التي حثه ترامب على قبولها، مؤكدا أنه سيقترح على الأميركيين "بدائل" منها.

وقال حلفاء أوكرانيا الأوروبيون الذين لم يشاركوا في صوغ الاتفاق، إن الخطة "تتطلب مزيدا من العمل"، وذلك خلال اجتماع على هامش قمة مجموعة العشرين في جنوب إفريقيا.

وأصدر زيلينسكي مرسوما يقضي بتشكيل الوفد المُكلّف المشاركة في المحادثات مع واشنطن. سيقود هذا الوفد مدير مكتبه أندريه يرماك، ويضم رئيس مجلس الأمن الأوكراني رستم عمروف ورؤساء أجهزة الأمن والاستخبارات ورئيس هيئة الأركان العامة للجيش، ما يعطي الوفد طابعا عسكريا خصوصا.

وقال الرئيس الأوكراني "في الأيام المقبلة، ستجري مشاورات مع الشركاء بشأن الخطوات اللازمة لإنهاء الحرب".

وأضاف "يعرف ممثلونا كيفية الدفاع عن المصالح الوطنية لأوكرانيا وما هو ضروري لمنع روسيا من شن غزو ثالث".

كما أجرى زيلينسكي مكالمات هاتفية مع القادة الأوروبيين، بعدما تعهد العمل على مدار الساعة لضمان أن يحمي اتفاق السلام النهائي مستقبل أوكرانيا.

وكان رئيس مجلس الأمن الأوكراني رستم عمروف أشار في وقت سابق إلى أن المحادثات ستجري في سويسرا.

وأضاف عمروف الذي تولى سابقا حقيبة الدفاع "هذه مرحلة أخرى من الحوار الجاري في الأيام الأخيرة، وتهدف بالأساس إلى توحيد رؤيتنا للخطوات المقبلة". وكان عمروف قد قاد بضع جولات من المفاوضات مع روسيا في تركيا، لم تُسفر إلا عن عمليات تبادل للأسرى والجثث.

وجاء في مرسوم زيلينسكي أيضا أن المفاوضات ستشمل "ممثلين لروسيا الاتحادية"، لكن لم يصدر أي تأكيد فوري من روسيا بشأن مشاركتها.

"مزيد من العمل"

وقال زعماء دول أوروبية رئيسية، بالإضافة إلى كندا واليابان، في بيان مشترك على هامش قمة العشرين إنهم "يرحبون بالجهود الأميركية المتواصلة لإحلال السلام في أوكرانيا"، مضيفين أن الخطة "تتضمن عناصر مهمة" لتحقيق هذا الهدف.

لكنهم اعتبروا أن الخطة الأميركية "تشكل أساسا سيتطلب مزيدا من العمل".

وأضافوا "نحن واضحون بشأن مبدأ عدم جواز تغيير الحدود بالقوة. كما نشعر بالقلق إزاء القيود المقترحة على القوات المسلحة الأوكرانية والتي من شأنها أن تجعل أوكرانيا عرضة لهجمات مستقبلية".

وسيجتمع مستشارو الأمن القومي الفرنسي والألماني والبريطاني والأميركي الأحد في جنيف لبحث الخطة، وفق ما أفادت مصادر مطلعة وكالة فرانس برس.

في وقت سابق، وجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رسالة قاتمة إلى المجتمعين في جوهانسبرغ، قائلا إن "مجموعة العشرين قد تكون على مشارف نهاية دورها"، مضيفا أن المجموعة "تواجه صعوبة في التوصل إلى معيار مشترك بشأن المشهد الجيوسياسي"، سواء تعلق الأمر بـ"الدفاع عن القانون الإنساني أو سيادة الشعوب أو الكرامة الإنسانية".

وبرزت بريطانيا وألمانيا وفرنسا كداعمين رئيسيين لأوكرانيا، اذ قدمت اليها مساعدة عسكرية ومالية حاسمة، خصوصا بعد تراجع الدعم الأميركي إثر عودة ترامب إلى الرئاسة.

"خيار بالغ الصعوبة"

قال زيلينسكي في خطاب إلى الأمة الجمعة "إن الضغط على أوكرانيا شديد جدا. قد تواجه أوكرانيا خيارا بالغ الصعوبة، بين فقدان الكرامة أو خطر فقدان شريك رئيسي".

وأضاف أن بلاده تمر "بواحدة من أصعب اللحظات في تاريخها"، موضحا أنه سيقترح بدائل لمقترح ترامب.

أمهل الرئيس الأميركي نظيره الأوكراني حتى 27 تشرين الثاني/نوفمبر الذي يصادف عيد الشكر في الولايات المتحدة، للرد على خطته للسلام.

وقال ترامب للصحافيين في البيت الأبيض الجمعة "من الأفضل أن تعجبه، وإذا لم تعجبه، فكما تعلمون، سيتعين عليهم مواصلة القتال".

من جانبه، اعتبر فلاديمير بوتين أن الخطة يمكن أن "تشكل أساسا لتسوية سلمية نهائية"، مؤكدا أنه مستعد "لمناقشة معمّقة لكل تفاصيل" النص الذي أعدته واشنطن، محذّرا من مواصلة الحرب في حال رفض كييف الخطة.

وتنص الخطة على "الاعتراف" بمنطقتي لوغانسك ودونيتسك بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014، "كأراض روسية بحكم الأمر الواقع"، بما في ذلك من قبل الولايات المتحدة.

كما "ستنسحب القوات الأوكرانية من الجزء الذي تسيطر عليه حاليا من منطقة دونيتسك"، ويتم "تجميد" خط التماس في منطقتي خيرسون وزابوريجيا اللتين تحتلهما موسكو جزئيا.

وتنص أيضا على فكّ عزلة روسيا عن العالم الغربي مع إعادة إدماجها في مجموعة الثماني والرفع التدريجي للعقوبات، على أن يكون عدم الانضمام الى الناتو نصا واضحا في الدستور الأوكراني.

وعلى كييف أن تحد من حجم جيشها إلى 600 ألف جندي وتكتفي بالحماية التي توفرها طائرات مقاتلة أوروبية متمركزة في بولندا، فيما يلتزم حلف شمال الأطلسي عدم نشر قوات في أوكرانيا.

 

المصدر: فرانس برس 

 
Fly Erbil Advertisment