واشنطن "متفائلة جدا" بإمكان التوصل لاتفاق ينهي الحرب في أوكرانيا وويتكوف يتوجه إلى موسكو

أربيل (كوردستان24)- أبدى البيت الأبيض الإثنين "تفاؤلا كبيرا" بإمكان التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا، في حين يتوجّه المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف إلى موسكو.

ومن المقرر أن يلتقي ويتكوف الثلاثاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المستمر في موقفه المتصلب حيال إنهاء الحرب بعد أكثر من ثلاث سنوات على بدء روسيا غزو أوكرانيا.

وقالت الناطقة باسم الرئاسة الأميركية كارولاين ليفيت "أعتقد أن الإدارة متفائلة جدا"، مضيفة أن الرئيس دونالد ترامب وفريقه "عملوا بجد من أجل هذه المساعي ويريدون جميعا أن تنتهي هذه الحرب".

وأضافت "في الأمس فقط، أجروا محادثات جيدة جدا مع الأوكرانيين في فلوريدا والآن بالطبع، المبعوث الخاص ويتكوف في طريقه إلى روسيا" حيث من المقرر أن يلتقي الرئيس الروسي.

من جهته، أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن أمله في البحث مع نظيره في "قضايا رئيسية" وصفها بأنها "صعبة للغاية"، متّصلة بخطة واشنطن، بعدما أفاد المفاوض الأوكراني رستم عمروف الاثنين بتسجيل "تقدم كبير" بشأن مسودة الخطة، مع أنه أشار إلى أن "تعديلات" لا تزال ضرورية.

وشدّد زيلينسكي على أن إرساء "أمن حقيقي" يقتضي الحرص على عدم نيل روسيا "اي مكافأة" عن هذه الحرب.

وتلقى زيلينسكي الذي يواجه ضغوطا سياسية وعسكرية متزايدة، جرعة دعم قوية الإثنين من نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي جدد تأكيد استنفار الأوروبيين لضمان "سلام عادل ودائم" لكييف.

ورحّب ماكرون بجهود الوساطة الأميركية، لكنه أوضح أن "لا خطة مُنجَزَة اليوم بالمعنى الدقيق للكلمة". وأضاف أنه "لا يمكن إنجاز (هذه الخطة) إلا بحضور الأوروبيين حول الطاولة. وبالتالي، ما زلنا في مرحلة تمهيدية".

عقب المحادثات، أجرى الرئيس الفرنسي اتصالا هاتفيا بنظيره الأميركي تطرّق إلى "شروط إرساء سلام قوي ودائم" وإلى "البعد المركزي للضمانات الأمنية اللازمة لأوكرانيا"، وفق الإليزيه.

ووصل زيلينسكي مساء إلى إيرلندا حيث استقبله رئيس الوزراء مايكل مارتن الذي أكّد في منشور على إكس "دعم إيرلندا الثابت" لأوكرانيا.

- تقدم عسكري روسي -

في الأثناء، أظهر تحليل أجرته وكالة فرانس برس لبيانات صادرة عن معهد دراسة الحرب الذي يعمل مع "مشروع التهديدات الحرجة" أن الجيش الروسي حقق في تشرين الثاني/نوفمبر أكبر تقدم له على الجبهة في أوكرانيا منذ عام، بحسب

ففي شهر واحد، سيطرت روسيا على 701 كيلومتر مربعة في أوكرانيا، وهو ثاني أكبر تقدم لها بعد التقدم الذي أحرزته في تشرين الثاني/نوفمبر عام 2024 والبالغ 725 كيلومترا مربعة، وذلك باستثناء الأشهر الأولى من الحرب في ربيع 2022.

والإثنين، أعلنت روسيا أنها سيطرت على مدينة بوكروفسك في شرق أوكرانيا، والتي تُعدّ خط إمداد استراتيجيا للقوات الأوكرانية، إضافة إلى بلدة فوفشانسك في شمال شرق البلاد.

إلاّ أن زيلينسكي قّلّل من شأن هذه المعطيات، مشيرا إلى الطبيعة المتغيرة للمكاسب في حالة الحرب.

أما على الساحة الداخلية، فيواجه زيلينسكي فضيحة فساد لطخت سمعة الحكومة وأطاحت كبير موظفي الرئاسة الأوكرانية أندري يرماك الذي اضطر للاستقالة.

- أسبوع "محوري" لأوكرانيا-

ورأت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس قبل اجتماع لوزراء الدفاع في الاتحاد في بروكسل الاثنين أن الأسبوع الطالع قد يكون محوريا لأوكرانيا. ويأمل الأوروبيون بألاّ تضحي واشنطن بأوكرانيا، إذ يخشون أن تدفع كييف التي تشكل في نظرهم سدا في وجه الطموحات الروسية ثمن تساهل إدارة ترامب مع الرئيس بوتين.

وقالت عقب اجتماع لوزراء دفاع الاتحاد الأوروبي في بروكسل "أخشى أن يمارس الضغط كله على الطرف الأضعف، لأن استسلام أوكرانيا هو أسهل سبيل لإنهاء هذه الحرب".

وطرحت الولايات المتحدة قبل زهاء 10 أيام خطة مؤلفة من 28 بندا لإنهاء الحرب المستمرة في أوكرانيا منذ شباط/فبراير 2022، صيغت من دون أي تدخل من حلفاء أوكرانيا الأوروبيين. وأخذت الخطة في الاعتبار العديد من المطالب الروسية.

وعدّلت واشنطن في المسودة الأصلية مع الأوكرانيين والأوروبيين، قبل أن تنكب على درسها مجددا بصورة ثنائية مع الأوكرانيين في فلوريدا.

واعتبر الجانبان أن المحادثات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا كانت "مثمرة"، لكن وزير الخارجية ماركو روبيو اقرّ بالحاجة إلى مزيد من العمل.

وأبدى ترامب تفاؤلا بعد مباحثات  فلوريدا، معربا عن اعتقاده أن روسيا وأوكرانيا تريدان إنهاء الصراع، لكنه شدد على أن كييف ليست في موقف قوة بسبب فضيحة الفساد.

ورأى ماكرون الاثنين أن الضربات الروسية لأوكرانيا تثبت، على العكس من ذلك، أن موسكو ليست مستعدة لصنع السلام.

AFP

 
Fly Erbil Advertisment