بينهم "فريق النحت النباتي".. جنود مجهولون يرسمون وجه أربيل الأخضر بإنتاج محلي وفنٍّ مبتكر

أربيل (كوردستان 24)- خلف جمال حدائق أربيل وتشجير شوارعها وتصاميمها النباتية الفريدة، يقف جيش من "الجنود المجهولين" في مديرية هندسة الحدائق، يواصلون العمل ليل نهار لضمان ديمومة الغطاء الأخضر وإضفاء لمسة جمالية حضارية على عاصمة إقليم كوردستان.

برنامج "سربازي ون" (الجنود المجهولون) الذي تبثه كوردستان 24، سلط الضوء على كواليس هذا العمل الدؤوب، بدءاً من المشاتل الإنتاجية وصولاً إلى الشوارع العامة.

اكتفاء ذاتي وإنتاج ضخم

يكشف التقرير عن استراتيجية "الاكتفاء الذاتي" التي تتبعها المديرية، حيث تعتمد على مشاتلها الخاصة لتوفير احتياجات المدينة.

ويقول المهندس الزراعي (هاوكار عبد العزيز): "نحن مسؤولون عن زراعة وتشجير المدينة وصيانة النباتات في الجزرات الوسطية والحدائق العامة. نمتلك ثلاثة مشاتل رئيسية؛ أحدها ينتج سنوياً 25 ألف شجرة، بينما تنتج المشاتل الأخرى ما بين 250 إلى 300 ألف زهرة موسمية ودائمية، بالإضافة إلى 100 إلى 150 ألف شجرة وشجيرة سنوياً، تذهب جميعها مباشرة لتزيين شوارع وحدائق أربيل".

 

فريق "التشكيل".. فن النحت على الأشجار

ما يميز عمل هندسة حدائق أربيل هو وجود فريق متخصص بـ "التشكيل الفني" (Topiary)، مهمته تحويل الشجيرات الصماء إلى مجسمات فنية تحاكي هوية المكان.

ويوضح مدير هندسة الحدائق، (ريبين أحمد)، فلسفة هذا الفريق قائلاً: "لدينا فريق فني متخصص يقوم بقص وتشذيب الأشجار لتأخذ أشكالاً تعبر عن خصوصية الموقع؛ فمثلاً قرب المطار يتم تشكيل الأشجار على هيئة طائرات، وقرب المناطق الصناعية على هيئة سيارات، وفي الحدائق العامة تتخذ أشكال حيوانات وطيور، مما يضفي طابعاً جمالياً فريداً".

 

توسع نحو الأحياء الجديدة

وأكد "أحمد" أن خطط التشجير لا تقتصر على مركز المدينة، بل تواكب التوسع العمراني، مشيراً إلى زراعة آلاف الأشجار سنوياً في الأحياء الجديدة ضمن المساحات المخصصة كحدائق في التصميم الأساسي، وذلك بجهود فرق موزعة على كافة قواطع البلدية تعمل منذ الصباح الباكر وحتى انتهاء الدوام الرسمي.

وفاء وتكريم

وفي لفتة تقديرية، تضمن التقرير تكريماً لعدد من هؤلاء العمال والمشرفين الذين أفنوا سنوات طويلة في الخدمة، مثل البستاني (فاروق صديق) الذي قضى 14 عاماً في العناية بالنباتات، والمراقب (خالد حسن) الذي يشرف ميدانياً على تنفيذ الخطط اليومية. واختتم التقرير بتسليم درع "الجنود المجهولين" لمدير وكوادر الهندسة، تقديراً لدورهم في الحفاظ على بيئة وجمالية أربيل.

 

 
 
Fly Erbil Advertisment