"البلوط هو الحياة".. حملة شعبية واسعة لكسوة جبل "سراب" في روانسر باللون الأخضر

أربيل (كوردستان24)- في مشهد يعكس التشبث بالأرض والإصرار على إحياء الطبيعة، شهد جبل "سراب" في مدينة روانسر بشرق كوردستان (إيران)، حملة شعبية واسعة لزراعة شتلات وبذور البلوط، تلبية لنداء أطلقته منظمة "چرو" (البرعم) لحماية البيئة.
وتوافد مئات المواطنين من مختلف الفئات العمرية إلى سفوح الجبل الصخري الجرداء، حاملين معهم المعاول والشتلات، في خطوة تهدف إلى إنعاش غابات زاغروس التي تعاني من تحديات بيئية جمة، ولترسيخ ثقافة الحفاظ على البيئة لدى الأجيال الناشئة.


مشاركة عائلية واسعة
تميزت الحملة بحضور عائلي لافت، حيث شارك الآباء والأمهات برفقة أطفالهم في حفر التربة الصخرية وغرس البذور.
وفي هذا السياق، قال ناصر محمدي، عضو منظمة "چرو": "لقد لبى أهالي روانسر الشرفاء نداءنا بمشاركة متميزة، والهدف هو أن نتمكن من تغطية جانب جبل سراب بأشجار البلوط".
من جانبها، أكدت شايان محمدي، سكرتيرة الهيئة الإدارية للمنظمة، أن الهدف يتجاوز الزراعة الآنية إلى المستقبل، قائلة: "جئنا لدعم هذا البرنامج الجميل لمدينتنا ومنطقة هورامان، لكي يصبح الحفاظ على البيئة ثقافة متجذرة لدى أطفالنا وللأجيال القادمة".


وفاء لـ "شهداء البيئة"
لم تكن الحملة مجرد نشاط زراعي، بل حملت رسائل وفاء لنشطاء البيئة الذين فقدوا حياتهم في سبيل حماية غابات كوردستان.
يقول المواطن خالد كولمحمدي، الذي حضر مع كامل أفراد أسرته: "نغرس هذه الشتلات تكريماً لشهداء البيئة وجميع الحماة الذين ناضلوا لأجل طبيعتنا".


تحدي الصخور والأزمات
يُعرف جبل "سراب روانسر" بطبيعته الصخرية القاسية وافتقاره للغطاء النباتي، مما يجعل عملية التشجير فيه مهمة شاقة. إلا أن إيمان النشطاء حول الصعوبات إلى حافز.
ويوضح ناريمان مظفري، عضو المنظمة، فلسفة الحملة قائلاً: "البلوط هو واهب الحياة، وهو ما يمنح البيئة وجودها، إنه يمثل الأمل".
وتأتي هذه المبادرة في وقت تواجه فيه غابات زاغروس مخاطر وجودية، بدءاً من الجفاف والعواصف الترابية، مروراً بالآفات الزراعية، وصولاً إلى القطع الجائر للأشجار. ويواجه نشطاء البيئة في شرق كوردستان هذه التحديات بزراعة عشرات الآلاف من أشجار البلوط سنوياً، مؤمنين بأنهم يسلمون وطناً أكثر اخضراراً للمستقبل.


تقرير: كامل بوكاني - روانسر – كوردستان 24

 

 
Fly Erbil Advertisment