مظلوم عبدي في مقابلة مع "جيروزاليم بوست": مستقبل سوريا الجديدة رهين بالدعم الأمريكي وتمثيل “قسد” في الحكم

أربيل (كوردستان24)- في حوار مع "جيروزاليم بوست" يسلط مظلوم عبدي قائد قوات سوريا الديمقراطية الضوء على العديد من الجوانب والقضايا السياسية والعسكرية في سوريا، واستهل حديثه بالتوقف عند التراجع الكبير في الدعم الدولي، خصوصاً بعد تقليص الإدارة الأمريكية السابقة تمويل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، ما انعكس مباشرة على إدارة مخيم الهول.

وقال: "نواجه اليوم نقصاً حاداً في المساعدات والقوى العاملة. اضطررنا لاقتطاع نفقات حماية المخيم من ميزانية قواتنا، في وقت انسحبت فيه أغلب المنظمات الإنسانية".

ورغم الظرف الصعب، ثمّن عبدي دعم إقليم كوردستان بالقول، "نحن ممتنون للرئيس نيجيرفان بارزاني، لكن حجم التحديات يتطلب المزيد. رؤيتنا المشتركة تعتمد على اللامركزية كحل لمستقبل سوريا".

يحذر عبدي من أن خطر داعش ما زال قائماً، رغم انهيار “الخلافة” جغرافياً، "نحن أمام لحظة مفصلية. خلايا داعش لا تزال تنشط، وقواتنا تقدم تضحيات يومية في الرقة ودير الزور".

وكشف عن أرقام تعكس حجم العبء الأمني، 3 سجون مركزية و26 مركز احتجاز، نحو 10 آلاف سجين من داعش، 3000–4000 في سجون الحسكة وحدها، 1500 في الرقة و1000 في القامشلي

ويشدد عبدي على أن الدعم الأمريكي لا ينبغي أن يكون عسكرياً فقط، "الجيش الأمريكي يقدم دعماً كبيراً، لكن الغطاء السياسي من الكونغرس لا يقل أهمية".

يرى عبدي أن أي رؤية أمريكية للإقليم لن تنجح دون شراكة حقيقية مع "قسد"، "إذا أراد الرئيس ترامب جعل سوريا عظيمة مجدداً، فعليه دعم قوات سوريا الديمقراطية ودمجها في التحالف الدولي والحكومة الجديدة".

وتحدث عن اتفاقات مبدئية مع الحكومة الانتقالية بوساطة أمريكية، منها:

دمج الهياكل العسكرية والمدنية وفق "اتفاق 10 مارس"

بحث آليات إدماج قوات "قسد" في وزارتي الدفاع والداخلية

احتفاظ "قسد" بثلاث فرق وكتيبتين خاصتين (حرس حدود – قوات نسائية)

وبحسب عبدي، يبلغ تعداد القوى التابعة لـ"قسد"، 70 ألف مقاتل، و30 ألف عنصر شرطة وأمن.

وعبّر عبدي بوضوح عن مخاوفه من الرئيس المؤقت للحكومة الانتقالية أحمد الشرع، "لا يمكن تقديم دعم غربي غير مشروط له. نعرفه جيداً منذ أن كان يقود هيئة تحرير الشام".

وأضاف محذراً، "تقارير تتحدث عن قتل آلاف المدنيين من الطائفة العلوية والدروز. الرسالة التي وصلت إلينا واضحة: الكرد قد يكونون الهدف التالي".

ويشدد عبدي على أن "قسد" تقدّم نموذجاً مختلفاً، "نحن تحالف متعدد القوميات والأديان، وهذا يحمينا من الانزلاق في صراعات طائفية".

يرى عبدي أن التحولات الاقليمية بعد الحرب بين إسرائيل وإيران وانهيار نظامي الأسد وحزب الله تفتح مشهداً جديداً، "رغم ضعف إيران، إلا أنها تحاول إعادة بناء شبكاتها عبر النظام السابق. نحن مستعدون للعمل مع الولايات المتحدة لوقف ذلك".

كما يشير إلى أن إعادة تموضع القوات الأمريكية في أربيل منح شمال شرق سوريا هامشاً أمنياً جديداً.

واختتم عبدي حديثه برسالة واضحة للمجتمع الدولي، "عام 2026 سيكون مفصلياً. نجاح الحكومة الانتقالية يعتمد على مدى عقلانيتها واستعدادها لاحتواء الجميع. نلمس دعماً من العلويين والدروز والعرب العلمانيين لقواتنا".