العلم.. الهوية الجامعة وأفق الأمل: قراءة دينية ووطنية في "يوم العلم الكوردستاني"

أربيل (كوردستان24)- في السابع عشر من كانون الأول من كل عام، يحتفي الكورد بيوم "العلم الكوردستاني"، رمزاً للهوية الوطنية وتجسيداً لنضالات وتضحيات الشعب الكوردي. وفي هذا السياق، استضاف برنامج "به كوردي" (بالكوردية) الذي يقمه الاعلامي نذير كاداني، على شاشة كوردستان 24، الدكتور عبد الرحمن صديق، لمناقشة الدلالات الدينية والوطنية للعلم، ودوره في تعزيز الانتماء وتوحيد الصفوف.

أكد الدكتور صديق أن أهمية العلم تبرز جلياً عند تخيل غيابه، مستذكراً الفراغ والهزيمة النفسية التي عانى منها الكورد في حقب تاريخية خلت من رمز يجمعهم. وأشار إلى أن العلم يمثل "مظلة جامعة" لجميع المكونات والتوجهات السياسية، تتجاوز الانتماءات الحزبية الضيقة وتوحد الجميع تحت راية الوطن.

وفي معرض حديثه عن الشرعية الدينية للعلم، استند الدكتور صديق إلى السنة النبوية، مشيراً إلى أن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) كان له راية ولواء، وحث على القتال تحت راية القوم، مما يؤكد أن الإسلام لا يتعارض مع الرموز الوطنية التي تعزز التماسك الاجتماعي وتحفظ الهوية. 

كما استعرض دلالات الألوان في العلم الكوردستاني، موضحاً أن اللون الأحمر يرمز للتضحية، والأخضر للإعمار، والأبيض للسلام، والأصفر للأمل، وهي معانٍ سامية تتوافق مع القيم الإنسانية والدينية.

وعاد الدكتور صديق بذاكرته إلى التاريخ، مشيراً إلى أن العلم الكوردستاني ليس وليد اللحظة، بل له جذور تمتد لقرون، مستشهداً بأبيات للشاعر الكوردي "حاجي قادر كويي" والشاعر "أثيري" اللذين تغنيا بالعلم كرمز للتحرر والانعتاق. كما لفت إلى أن العلم الحالي هو امتداد لراية جمهورية مهاباد، مما يضفي عليه شرعية تاريخية ونضالية عميقة.

وشدد الدكتور صديق على ضرورة احترام العلم وصيانته من التلف والتمزق، معتبراً ذلك واجباً وطنياً وأخلاقياً. كما دعا القوى السياسية الكوردية إلى توحيد خطابها ومواقفها تجاه العلم، وعدم استخدامه في المناكفات الحزبية الضيقة، مؤكداً أن العلم يجب أن يبقى رمزاً مقدساً يجمع ولا يفرق.

واختتم الدكتور صديق حديثه بالتأكيد على أن العلم الكوردستاني سيبقى خفاقاً عالياً، رمزاً لصمود الشعب الكوردي وتطلعه نحو مستقبل مشرق يسوده السلام والحرية، داعياً الله أن يحفظ كوردستان وشعبها تحت ظل هذه الراية المباركة.

ويحتفل الكورد بيوم العلم، نسبة إلى اليوم الذي رُفِع فيه العلم الكوردستاني فوق مبنى البلدية بمدينة مهاباد تزامناً مع إعلان ولادة جمهورية كوردستان عام 1946.

في عام 1919 ، أظهر الدكتور كامران بدرخان علم كوردستان للدول الأوروبية، وفي الستينيات رفع اتحاد الطلاب الكورد في أوروبا العلم ذاته في مناسبات مختلفة.

وبعد الانتفاضة الكوردية عام 1991 في إقليم كوردستان، رُفِع العلم فوق مقرات الحزب الديمقراطي والمؤسسات الإعلامية.

وأعلنت حكومة الإقليم بموجب قرار صادر من برلمان كوردستان المرقم 48 بتاريخ 19/6/2009، يوم السابع عشر ديسمبر كانون الأول من كل عام، يوم علم كوردستان.