بين "الأهداف التنموية" و"المآرب السياسية".. التعداد السكاني يفجر أزمة ثقة جديدة بين أربيل وبغداد
أربيل (كوردستان24)- تحول ملف التعداد السكاني إلى حلقة جديدة من حلقات التوتر بين الحكومة الاتحادية في بغداد وحكومة إقليم كوردستان، وسط مخاوف كوردية متصاعدة من استغلال العملية لتحقيق "مآرب سياسية" بدلاً من أهدافها التنموية المعلنة، لا سيما في ظل عدم التزام بغداد بالشروط والضمانات التي طالبت بها أربيل.
تتصاعد حدة القلق في الشارع الكوردستاني والأوساط السياسية من أن تُستخدم نتائج التعداد لترسيخ واقع ديموغرافي جديد يضر بالمناطق الكوردستانية خارج إدارة الإقليم (المتنازع عليها).
ويرى مراقبون أن بغداد لم تفِ حتى الآن بالالتزامات والشروط التي وضعتها حكومة الإقليم لضمان نزاهة العملية، مما دفع القوى السياسية الكوردية للمطالبة بإدراج "شروط التعداد" كجزء أساسي ضمن حزمة المفاوضات الخاصة بتشكيل الكابينة الحكومية الجديدة في العراق.
وفي هذا السياق، أكد دانا عبد الغفار، المرشح الفائز عن الحزب الديمقراطي الكوردستاني، لـ كوردستان 24: "هناك أبعاد خطيرة للموضوع؛ إذا استُخدم التعداد سياسياً، ستنعدم ثقة المواطنين بالأرقام وبمؤسسات الدولة".
وأضاف: "سنسعى جاهدين عبر القنوات التشريعية والقانونية لمنع هذا الانحراف. هذا الملف سيكون ساخناً ومحورياً في مفاوضات تشكيل الحكومة، لأن نتائجه تؤثر على كل مفاصل العملية السياسية، بدءاً من توزيع المناصب، مروراً بحصة المحافظات والإقليم من الموازنة".
من الناحية الفنية، تبرز مشكلة عدم تأسيس "مركز بيانات" خاص بإقليم كوردستان يوازي مركز بغداد، وهو أحد الشروط الرئيسية التي طالبت بها أربيل لضمان عدم التلاعب بالبيانات إلكترونياً.
من جانبها، حذرت خبيرة الإحصاء سامية خالد من خطورة انفراد طرف واحد بالبيانات، وقالت: "هناك مناطق كوردستانية صريحة تم استبعادها أو عدم احتسابها ضمن الإقليم في السابق، وإذا لم تكن هناك وحدة صف بين الأحزاب الكوردستانية لمواجهة هذه المخاطر، فإن النتائج ستكون سلبية". وأضافت: "لو توحدت الكلمة الكوردية، لكان النجاح مضموناً في هذا الملف الحساس".
يذكر أن الاتفاق الأساسي بين أربيل وبغداد كان يقضي بإجراء تعداد "تنموي" لخدمة التطور الاقتصادي والاجتماعي، إلا أن الواقع الحالي والتحركات السياسية تثير الشكوك حول تحويله إلى أداة للصراع السياسي، وهو ما يحذر منه الخبراء بشدة، داعين إلى العودة لمسار الاتفاقات الأصلية لضمان حقوق جميع المكونات.
تقرير : هوشمند صادق – كوردستان24 – أربيل