مظلوم عبدي: توصلنا إلى اتفاق مبدئي مع دمشق على دمج القوات
أربيل (كوردستان24)- أعلن مظلوم عبدي، القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية “قسد”، التوصل إلى تفاهم مشترك مع دمشق، بشأن دمج القوات العسكرية بما يتماشى مع ما وصفه بالمصلحة العامة، مؤكدًا أن عدداً من القضايا السياسية والدستورية ما زال يحتاج إلى وقت وحوارات أعمق.
وقال عبدي، خلال مشاركته في اجتماع الهيئة الاستشارية لدعم لجنة التفاوض في شمال وشرقي سوريا، اليوم الخميس 25/12/2025، إن الاجتماع ناقش آخر المستجدات السياسية على الساحة السورية، إضافة إلى اتفاقية 10 آذار، مشيرا إلى وجود تقارب في الآراء حول ملفات أساسية.
وأوضح أن هناك تقدماً في تشكيل رؤية مشتركة تتعلق بالمعابر والحدود، مؤكداً أن الثروات الباطنية هي ملك لجميع السوريين، وليست حكرا على جهة بعينها.
وأضاف أن شكل النظام السياسي في سوريا، وآليات التشاركية بين المكونات، يُعدّان من الركائز الأساسية لأي حل، لافتا إلى أن ذلك يتطلب حوارات أعمق للوصول إلى دستور يعكس تطلعات السوريين كافة.
وجدد عبدي تأكيده على أن الحل في سوريا يجب أن يكون “لامركزيا”، مع تمكين أبناء المناطق من إدارة شؤونهم ضمن إطار دستوري، معربا عن أمله في التوصل خلال الفترة المقبلة إلى اتفاقات شاملة حول القضايا العالقة.
وأشار إلى أن بعض الملفات الدستورية لا تزال قيد النقاش، وأن الوصول إلى حل يشمل كامل الجغرافيا السورية يتطلب وقتًا وتوافقًا وطنيًا أوسع، وفق ما نقلته قناة “روجافا” الرسمية التابعة “للإدارة الذاتية”.
وفي وقت سابق من اليوم، كشقت مصادر حكومية سورية مطلعة، عن زيارة مرتقبة لقائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، مظلوم عبدي، إلى العاصمة السورية دمشق قبل نهاية العام الجاري، لعقد اجتماع يوصف بـ"التاريخي" مع رئيس الجمهورية السورية أحمد الشرع.
وأفاد مراسل كوردستان 24 في دمشق، أنور عبد اللطيف، نقلاً عن المصدر، بأن الاجتماع سيتناول الخطوات النهائية لتنفيذ "اتفاق 10 آذار"، وتحديداً البند المتعلق بدمج القوات العسكرية في هيكلية الدولة السورية.
وفقاً للمعلومات التي حصلت عليها "كوردستان 24"، من المتوقع أن يتوصل الطرفان خلال اليومين القادمين إلى اتفاق نهائي يقضي بدمج أكثر من 90 ألفاً من مقاتلي وكوادر "قسد" في وزارتي الدفاع والداخلية السوريتين.
وتشير المصادر إلى أن هذه العملية تجري بضغوط وإشراف مباشر من الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، وفرنسا، لضمان انتقال سلس وتحقيق الاستقرار المستدام في مناطق شمال وشرق سوريا.
يعود أصل هذا التحرك إلى الاتفاق المبرم في العاشر من آذار 2025 بين مظلوم عبدي وأحمد الشرع، والذي وضع حجر الأساس لتوحيد المؤسسات المدنية والعسكرية بين الإدارة الذاتية وحكومة دمشق الجديدة.
ويتضمن الاتفاق ثمانية بنود أساسية، أبرزها:
الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي السورية.
ضمان الحقوق الدستورية لجميع المكونات، وفي مقدمتهم الكورد.
الوقف النهائي للأعمال القتالية.
دمج القوات العسكرية قبل نهاية عام 2025 (الموعد الذي يوافق التوقيت الحالي).
تعتبر واشنطن ولندن وباريس الجهات الضامنة لتنفيذ هذا الاتفاق. وكانت القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) قد أعربت في مناسبات عدة عن دعمها لبناء جيش وطني سوري موحد يساهم في تعزيز أمن المنطقة ومواصلة مكافحة الإرهاب.
وكان الرئيس السوري المؤقت، أحمد الشرع، قد وجه دعوة في تشرين الثاني الماضي طالب فيها الولايات المتحدة بالإشراف المباشر على عملية دمج قوات "قسد" في المؤسسات الأمنية المركزية، لضمان الشفافية في التنفيذ وقطع الطريق أمام أي محاولة لتنظيم "داعش" لاستغلال الفراغ الأمني أو التوترات الجانبية.
وتأتي هذه التطورات المتسارعة لتمثل المرحلة الأخيرة من تسوية الملف العسكري في سوريا، مما يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من إعادة الإعمار والاعتراف الدولي الكامل بالهيكل الإداري والسياسي الجديد للبلاد.