المحنة تشتد.. تركيا تبدأ بتصدير الكهرباء للعراق بعد خفض الغاز الإيراني

الغاز الإيراني المباع إلى العراق يكفي لتوليد 2500 ميغاواط
طالما اعتمد العراق على الغاز الإيراني لتغذية محطاته لتوليد الكهرباء  - صورة: فرانس برس
طالما اعتمد العراق على الغاز الإيراني لتغذية محطاته لتوليد الكهرباء - صورة: فرانس برس

أربيل (كوردستان 24)- ذكرت وسائل إعلام تركية رسمية، أن تركيا ستبدأ بتصدير الطاقة الكهربائية إلى العراق عبر إقليم كوردستان في إطار عقد ينتهي مع أواخر العام المقبل.

ويأتي هذا متزامناً مع إعلان خفض معدل تصدير الغاز من إيران، والذي يستخدمه العراق في إنتاج الطاقة الكهربائية مما سيقلص من ساعات تجهيز المواطنين بالطاقة في بغداد ومحافظات جنوبية عديدة، حسبما نقلت وكالة الأنباء العراقية عن وزارة الكهرباء.

وذكرت وكالة الأناضول التركية الرسمية أن تركيا ستبدأ بتصدير الكهرباء إلى العراق عبر خط سيلوبي- زاخو لمدة 11 شهراً بعد منح هيئة تنظيم سوق الطاقة في تركيا ترخيصاً لشركة (أكسا أكسن) لتجارة الطاقة بتصدير 150 ميغاواط من الكهرباء للعراق.

وسبق أن ذكرت وزارة الكهرباء العراقية أن استيراد الكهرباء سيتم عبر خط سلوبي – فايدة – محطة سد الموصل، وأشارت إلى أن ذلك "سيغطي حاجة محافظات شمالية".

ويقضي العقد المبرم بين الجانبين بتزويد العراق بالكهرباء التركية بدءاً من اليوم ولغاية 1 تشرين الثاني نوفمبر 2021، وفق وسائل إعلام تركية.

وكان العراق قد أجرى في الصيف الماضي مشاورات مع تركيا لشراء 200 ميغاواط من الكهرباء لسد النقص المزمن في الطاقة الكهربائية في البلاد.

وبهذه الخطوة يكون العراق قد أصبح سوقاً جديدة لصادرات الكهرباء التركية، في وقت وقعت فيه الحكومة العراقية مذكرات عديدة لاستيراد الكهرباء من الخليج العربي والأردن ومصر.

هذا وستشرع إيران في خفض تجهيز العراق بوقود الغاز المستخدم في تشغيل المحطات الكهربائية مما سيفاقم إمدادات الطاقة في بغداد ومحافظات عديدة في ظل الأزمة المالية الخانقة التي تواجه البلاد، حسبما أفاد المتحدث باسم وزارة الكهرباء أحمد موسى للتلفزيون الرسمي العراقي.

ولطالما اعتمد العراق على الغاز الإيراني لتغذية محطاته لتوليد الكهرباء حيث يستورد نحو 1.7 مليار قدم مكعبة يومياً عبر خطوط أنابيب في الجنوب والشرق.

والغاز الإيراني المباع إلى العراق يكفي لتوليد 2500 ميغاواط، فضلاً عن تزويد العراق بإمدادات مباشرة من الكهرباء حجمها 1200 ميغاواط.

وتغطي إيران ثلث احتياجات العراق الاستهلاكية من الغاز والكهرباء بسبب بنيته التحتية المتقادمة التي تجعله غير قادر على تحقيق اكتفاء ذاتي طاقي لتأمين احتياجات سكانه البالغ عددهم 40 مليون نسمة.

ومنذ أن أعادت الولايات المتحدة فرض عقوباتها على إيران في نهاية 2018، لم تنفكّ الإدارة الأمريكية تمنح العراق الإعفاء تلو الآخر ريثما يعثر على مورّدين آخرين.

وتقول وزارة الكهرباء العراقية إن خفض الغاز الإيراني يأتي بسبب عدم تسديد الديون المترتبة على العراق في شراء الغاز، وأشار إلى أن التخفيض سيجعل تجهيز الكهرباء "شبه معدوم" في بغداد ومناطق الفرات الأوسط.

وتصدر إيران إلى العراق ما يعادل 200 مليون دولار من الغاز شهرياً، حتى وصل ميزان الديون إلى نحو ملياري دولار نهاية العام الماضي.

والانقطاعات المتكررة للكهرباء كانت المغذي الرئيسي للاحتجاجات التي ينزل خلالها السكان إلى الشوارع في العراق منذ سقوط النظام السابق قبل 17 عاماً.

وتحتاج المنظومة العراقية في موسم الشتاء إلى 10 آلاف ميغاواط، بينما تحتاج إلى 28 ألف ميغاواط صيفاً، حسبما قاله مؤخراً وزير الكهرباء العراقي ماجد الإمارة.

ويعتمد العراقيون على الكهرباء من المولدات الخاصة التي تنصب عادة في الأحياء السكنية في بلد يعد واحداً من كبار منتجي النفط في العالم.