عامان من الشفافية.. "حكومة الأفعال" تحقق رقماً تاريخياً في استضافات البرلمان
يحث رئيس الحكومة طاقمه الحكومي المنسجم باستمرار على الشفافية في الحديث والأداء ومحاربة الفساد والحد من الروتين والمحسوبية

أربيل (كوردستان 24)- "لقد توجّه وزراؤنا إلى جلسات برلمان كوردستان أكثر من أي حكومة أخرى"، هذا ما قاله رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني في آخر اجتماع لمجلس الوزراء وذلك بالتزامن مع مضي عامين على تشكيل حكومته الائتلافية.
ففي تشرين الأول أكتوبر 2020، استضاف برلمان كوردستان رئيس الحكومة مسرور بارزاني وطاقم حكومته في جلسة استمرت نحو 10 ساعات.
ويقول محللون إن تلك الجلسة أظهرت جدية الحكومة، ولا سيما أنها ردّت على عشرات الأسئلة بما فيها تلك التي خرجت عن الإطار العام.
وفي تلك الجلسة غير المسبوقة في إقليم كوردستان، استعرض رئيس الحكومة ما اُنجز من مشروع الإصلاح الشامل وخطط تخطي الأزمة المالية ومكافحة كورونا والمشاريع الخدمية والإستراتيجية. كذلك تحدث بإسهاب عن مسار العلاقة مع الحكومة الاتحادية.
وسبقت استضافة رئيس الحكومة، استضافات أخرى شملت وزراء ومسؤولين تحت قبة البرلمان. ولم يعتذر أي وزير عن الذهاب إلى البرلمان.
وقال مسرور بارزاني إن حكومته تقطع لمواطنيها عهوداً وتفي بها، وأشار مراراً إلى أن التشكيلة الوزارية التاسعة "حكومة أفعال لا أقوال".
ويحث رئيس الحكومة طاقمه الحكومي المنسجم باستمرار على الشفافية في الحديث والأداء ومحاربة الفساد والحد من الروتين والمحسوبية.
"أفضل تعاون"
وفي الجلسة التي عقدها برلمان كوردستان في 28 من الشهر المنصرم واستضاف فيها أعضاء حكومة مسرور بارزاني، لم يترك أي وزير سؤالاً إلا وأجاب عليه.
وحطمت تلك الجلسة الرقم القياسي التاريخي بعدما بدأت في الصباح واستمرت إلى وقت متأخر من الصباح بظرف زمني تجاوز 15 ساعة.
وفي اجتماع مجلس الوزراء، شكر مسرور بارزاني طاقمه الحكومي، وأشاد بما قدموه من إجابات وملاحظات ثرية على أسئلة ومداخلات وتعليقات البرلمانيين الكوردستانيين كافة.
وقال حينها إن حكومته لديها أفضل صور التعاون مع برلمان كوردستان منذ تشكيلها، وأضاف "سنواصل ذلك، ولا سيما أن وزراء الحكومة توجهوا إلى اجتماعات برلمان كوردستان واللجان البرلمانية أكثر من أي حكومة أخرى، وردّوا على تساؤلات البرلمانيين".
وأكد رئيس مجلس الوزراء أن العلاقة بين الحكومة والبرلمان يتعين أن تقوم على الاحترام المتبادل في إطار النظام الداخلي للبرلمان والقوانين المعمول بها.
وتسعى "حكومة الأفعال" من الجلسات البرلمان أن تكون حضارية وبمستوى المكانة التي يحتلها المجلس التشريعي، ودعا كذلك إلى الابتعاد عن أي سلوك أو موقف غير لائق لا يخدم تعزيز هذا التنسيق- الذي لم يشهده الإقليم من قبل - بين السلطتين التشريعية والتنفيذية.
حكومة إلكترونية.. تعزز الشفافية
بحسب بيانات دائرة تكنولوجيا المعلومات الحكومية، تملك حكومة إقليم كوردستان نحو 400 مشروع خدمي وتسعى إلى التحول الرقمي لجميع مشاريعها. وتقول الدائرة إن التشكيلة الوزارية التاسعة برئاسة مسرور بارزاني قطعت خطوات مهمة في هذا الصدد.
وتقول حكومة إقليم كوردستان إن رقمنة المؤسسات الحكومية أولى الخطوات الإستراتيجية لإرساء الشفافية في المؤسسات العامة.
رقمنة الخدمات
قال رئيس دائرة تكنولوجيا المعلومات هيوا أفندي لكوردستان 24 "في العامين الماضيين قمنا بتطوير العديد من المشاريع ومنها مركز البيانات والذي من خلاله سنوفر الخدمات للمواطنين إلكترونياً، ومشروع آخر يتعلق بتسجيل المواطنين في النظام الإلكتروني".
وتؤكد الحكومة أن عمليات الانتقال والتحول إلى الرقمنة بحاجة إلى وقت ومزيد من الموارد المالية. وفي ظل الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالإقليم فإن تلك الخطوات قد تتأثر قليلاً لكنها لن تتوقف، وفق ما يقول الكثير من المسؤولين في التشكيلة الوزارية التاسعة.
ويقول الخبير في النظام الرقمي آزاد إسماعيل لكوردستان 24، إن الرقمنة من الأهداف الرئيسية للحكومة لتعزيز العمل المؤسساتي في الإقليم.
وأضاف "تحقق الرقمنة الشفافية وتمنح المواطنين الثقة بحكومتهم".