في "مدينة الأشباح".. النزوح العكسي يبلغ ذروته قبيل ذكرى الإبادة
"كنا سعداء بالعودة إلى سنجار لأننا سئمنا الحياة في المخيم، والكل يريد أن يعيش كما الآخرين في دياره، لكن الحياة في سنجار كانت صعبة علينا"

أربيل (كوردستان 24)- اضطرت 100 أسرة إيزيدية لمغادرة مدينة سنجار لتعود مجدداً إلى مخيمها في محافظة دهوك بإقليم كوردستان.
وكانت تلك العوائل قد عادت إلى سنجار في الآونة الأخيرة إثر وعود لا حصر لها بتحسين الأوضاع، لكنها صُدمت بالواقع الذي تعيشه المدينة. اقرأ أيضاً.
وتتزامن الموجة الجديدة من النزوح، والتي ازدادت الشهر الماضي، مع اقتراب الذكرى السنوية لحملات الإبادة التي قادها داعش بحق الإيزيديين في آب أغسطس 2014 مما دفع الآلاف إلى الهرب وترك ديارهم فيما لا يزال الكثيرون يقطنون في مخيمات النزوح.
وقال قاسم خديدا، وهو أحد السكان النازحين، متحدثاً لكوردستان 24 "بسبب انعدام الأمن وتردي الخدمات والبطالة، اضطررنا لمغادرة منازلنا مرة أخرى والعودة إلى دهوك".
وبعد قضاء ست سنوات من حياة المخيمات، رجع خديدا وهو أب لستة أطفال، إلى مسقط رأسه في أواخر عام 2020، إلا أنه عاد مجدداً إلى المكان الذي أتى منه بعد ثمانية أشهر.
وقال "كنا سعداء بالعودة إلى سنجار لأننا سئمنا الحياة في المخيم، والكل يريد أن يعيش كما الآخرين في دياره، لكن الحياة في سنجار كانت صعبة علينا.
"كنّا بلا عمل ولا مصدر رزق، لذلك نزحنا مرة أخرى".
ولا يزال هناك مئات الآلاف من الايزيديين نازحين في إقليم كوردستان على الرغم من تحرير مدينتهم وما حولها من قبضة تنظيم داعش أواخر عام 2015.
وبحسب مركز تنسيق الأزمات المشترك في إقليم كوردستان، هناك أكثر من 665 ألف نازح في إقليم كوردستان، يشكل الإيزيديون 30 بالمئة منهم.
وعادت 95 عائلة، مؤلفة من 472 فرداً، من سنجار إلى دهوك منذ بداية شهر تموز يوليو الجاري، بحسب مركز التنسيق المشترك التابع لوزارة داخلية الإقليم.
ونزح 2230 شخصاً في أيار مايو 2021 من مناطق مختلفة من العراق إلى إقليم كوردستان مرة أخرى فيما عاد 2،553 شخصاً إلى ديارهم.
وقال مدير مكتب الاستجابة وإدارة الأزمات في مركز التنسيق المشترك مروان حسن، لكوردستان 24، إن "النزوح العكسي" يعود بالدرجة الأساس إلى عدم استقرار الوضع وغياب الخدمات وفرص العمل.
وتنتشر في سنجار العديد من التشكيلات المسلحة، ولا سيما الحشد الشعبي وحزب العمال الكوردستاني والشرطة المحلية والشرطة الاتحادية والجيش العراقي وتشكيلات أخرى.
وفي أواخر العام الماضي، وقعت حكومة إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية اتفاقاً يهدف لإعادة تطبيع الأوضاع في سنجار القريبة من الحدود السورية.
ويشمل الاتفاق، من بين قضايا أخرى، إخراج الجماعات المسلحة غير الرسمية من المنطقة.
وفي العام الماضي، صوّت برلمان كوردستان على اعتبار ما تعرض له الإيزيديون إبادة جماعية، وقرر اعتبار الثالث من كل آب يوماً لإحياء المناسبة المأساوية. وبعد ذلك أقدم البرلمان العراقي على خطوة مماثلة وبعدها اتخذت دول أوروبية عديدة قراراً مماثلاً.
وأدت المعارك ضد تنظيم داعش الى تدمير 80 بالمئة من سنجار، وهو ما دفع الكثير من سكانها الى عدم العودة إليها بعد تحولها الى "مدينة أشباح".