"إيزيدخان" تصف وضع سنجار: "الاتفاق" في مهب الريح وعناوين جديدة ثبّتت الحشد والعمال

يهدد تعثر إعادة زمام الأمور إلى سياقها الطبيعي بانهيار الاتفاق الذي وصف ذات مرة بالتاريخي، والذي رحبت به الأمم المتحدة ودول عديدة.
كان من المفترض أن يتم تشكيل قوة محلية قوامها 2500 من الإيزيديين لتحل محل تلك الجماعات على أن يدار الملف الأمني من قبل القوات المسلحة الرسمية - (Alice Martins/Washington Post/Getty Images)
كان من المفترض أن يتم تشكيل قوة محلية قوامها 2500 من الإيزيديين لتحل محل تلك الجماعات على أن يدار الملف الأمني من قبل القوات المسلحة الرسمية - (Alice Martins/Washington Post/Getty Images)

أربيل (كوردستان 24)- قال قائد قوات (إيزيدخان) الإيزيدية حيدر ششو السبت، إن الجماعات التابعة لحزب العمال والحشد الشعبي لا تزال متمركزة في سنجار، مشيراً إلى أن الحكومة الاتحادية لم تلتزم بالاتفاق الموقع بين أربيل وبغداد بشأن تطبيع الوضع في المدينة.

ووقعت كل من بغداد وأربيل أواخر العام الماضي اتفاقاً يهدف لتطبيع الأوضاع في سنجار، أمنياً وخدمياً وإدارياً، بعد نحو سنوات من الفوضى والخراب والدمار في المدينة. ومن بين بنود الاتفاق إخراج جماعات حزب العمال والحشد الشعبي من المنطقة الإستراتيجية.

وكان من المفترض أن يتم تشكيل قوة محلية قوامها 2500 من الإيزيديين لتحل محل تلك الجماعات على أن يدار الملف الأمني من قبل القوات المسلحة الرسمية لتهيئة البيئة المناسبة لعودة النازحين إلى ديارهم والبدء بإعادة إعمار المدينة التي تعد موطن الإيزيديين.



وقال حيدر ششو في مقابلة مع كوردستان 24 "لم يتم تطبيق اتفاق سنجار بأي شكل من الأشكال، ولم تنسحب الجماعات التابعة لحزب العمال الكوردستاني وفصائل الحشد الشعبي... ومن يتحمل المسؤولية عن هذا الأمر هو الحكومة العراقية لكونها المسؤولة عن الاتفاق".

ودفع الحشد الشعبي في الفترة الأخيرة بتعزيزات كبيرة إلى سنجار تزامناً مع إعادة حزب العمال الكوردستاني انتشاره في المدينة.



وسبق أن قال مسؤولون في إقليم كوردستان إن الحكومة الاتحادية لم تنفذ الاتفاق كما منصوص عليه، وإن ما جرى ليس سوى "تطبيق صوري".

ويهدد تعثر إعادة زمام الأمور إلى سياقها الطبيعي بانهيار الاتفاق الذي وصف ذات مرة بالتاريخي، والذي رحبت به الأمم المتحدة ودول عديدة.


اقرأ أيضاً: وفد أمني عراقي رفيع يصل سنجار بعد يوم من تصريح لوزير داخلية كوردستان


لكن الأمم المتحدة انتقدت لاحقاً عدم تنفيذ الاتفاق فعلياً وهو ما عرقل مساعي تشكيل إدارة محلية جديدة وعقّد جهود إعادة الإعمار.

وقال ششو إن الأمم المتحدة لم تقم بما يتعين القيام به في ملف إعادة النازحين إلى سنجار في الوقت الذي تم فيه إغلاق عشرات المخيمات في مناطق عديدة من العراق مع عودة القاطنين فيها إلى ديارهم.

وتابع "لكن بالنسبة إلى سنجار لم يتم توفر أي أرضية مناسبة لعودة النازحين".

وأضاف قائد قوات إيزيدخان أن الحكومة الاتحادية بدأت بمنح تلك القوات والجماعات "عناوين جديدة" بينما كان يتعين عليها إخراجها من سنجار.



وقال ششو إن الخطوات الحكومية الحالية سمحت لتلك القوات والجماعات المسلحة بتثبيت أقدامها مما شكّل عقبة في تنفيذ الاتفاق، مشيراً بذلك إلى مسلحي حزب العمال الكوردستاني والحشد الشعبي.

ولا تزال جماعات حزب العمال الكوردستاني وفصائل الحشد الشعبي تنتشر وسط سنجار وما حولها، متخذة من المدارس والمنازل المهجورة والمباني الحكومية مقرات لها.

وحمّل قائد قوات إيزيدخان الحكومة العراقية "كامل المسؤولية" إزاء عدم تنفيذ اتفاق سنجار، وحث على ضرورة ممارسة الضغط على المجتمع الدولي لإعادة الحياة إلى المدينة التي تفتقد إلى الخدمات الرئيسية.

ومن شأن وجود حزب العمال الكوردستاني وحلفائه في سنجار وما حولها أن يجعل المنطقة الواقعة على الحدودية ساحة جديدة للصراع مع تركيا.



وتشكلت في سنجار ومحيطها العديد من القوى المختلفة على مدار السنوات القليلة الماضية، ولم تتمكن الحكومة من السيطرة عليها لغاية الآن.

وسنجار هي واحدة من بين المناطق المتنازع عليها بين إقليم كوردستان وبغداد، وهي بحاجة الى ما لا يقل عن عشرة مليارات دولار لإعادة تأهيل بنيتها التحتية.