في الوداع الأخير.. "مقبرة إغران" لا تسع المشيعين في جنازة ريان

أربيل (كوردستان 24)- احتشد المئات اليوم الاثنين في الوداع الأخير للطفل المغربي ريان الذي توفي يوم السبت بعد جهود على مدى أيام لإخراجه من قاع بئر عميقة، في قصة تفاصيلها مرعبة في الداخل ولكثيرين في الخارج.
وسقط الصغير ريان أورام ذو الأعوام الخمسة في بئر بقرية "إغران" يوم الثلاثاء، قم انتُشلت جثته في ساعة متأخرة من مساء السبت، بعد جهود شملت إزالة جزء كبير من تل مجاور، قبل حفر نفق باتجاه قاع البئر للوصول إليه.
وتسلق مئات المشيعين الطريق غير الممهد بمنطقة تلال إلى المقبرة في إغران قرب شفشاون في شمال المغرب، وانتظروا لساعات لأداء صلاة الجنازة على ريان.
ونقلت وكالة رويترز عن أحد القرويين قوله "عشت أكثر من 50 سنة، ولم أشهد في حياتي جنازة يشارك فيها هذا العدد من الناس. ريان ابننا جميعاً".
ولم تستوعب مقبرة القرية المشاركين في الجنازة وكذلك مكان الصلاة لكثرة المشاركين، فيما نُصب سرادقان كبيران أمام منزل العائلة التي زلزلها الخطب الجلل كي يتمكن المعزون من تقديم التعازي وشد أزر العائلة المكلومة.
وتوالت التعازي لوالديه يوم السبت من الملك محمد السادس والبابا فرنسيس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وغيرهم من المشاهير والوجهاء في العالم.
كذلك وقف لاعبو كرة القدم المصريون والسنغاليون دقيقة صمت حداداً عليه أمس الأحد قبل انطلاق المباراة النهائية في بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم.
وبقي رجال الإنقاذ يعملون بلا كلل تحت تهديد خطر دائم يتمثل في احتمال حدوث انهيار أرضي أثناء جهودهم التي فشلت في نهاية المطاف في انتشال الطفل حيا.
ويقول علي صحراوي الذي تطوع بالمشاركة في جهود الحفر للصحفيين في الجنازة "أنا حزين جداً. بذلنا كل ما بوسعنا للوصول إليه قبل أن يفارق الحياة".
وتابع "كنا نحفر دون توقف وحفرنا في خمسة أيام ما كان يستغرق حفره أسابيع".