الصدريون يقتحمون البرلمان العراقي رفضاً لترشيح "ظل المالكي"

وصف الصدر على حسابه في تويتر الاحتجاج بأنه "ثورة إصلاح ورفض للضيم والفساد".

ردد أنصار الصدر هتافات ضد المالكي داخل قبة البرلمان
ردد أنصار الصدر هتافات ضد المالكي داخل قبة البرلمان

أربيل (كوردستان 24)- اقتحم أنصار زعيم التيار الصدري اليوم الأربعاء مبنى البرلمان العراقي ورددوا هتافات ضد الفساد وترشيح محمد السوداني لرئاسة الوزراء.

وحمل المتظاهرون الإعلام العراقية وصوراً للصدر وهم يدخلون المنطقة الخضراء المحصنة دون أن تعترض طريقهم قوات الأمن.

ودخل المتظاهرون بسهولة إلى مبنى البرلمان وذلك بعد يومين من ترشيح الإطار التنسيقي السوداني لشغل منصب رئاسة الوزراء.



وبحسب الدستور العراقي، يتعين أن ينتخب البرلمان رئيساً للجمهورية الذي بدوره سيكلف مرشح الإطار التنسيقي بتشكيل الحكومة.

ولم يحدد البرلمان العراقي موعد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية إذ لم يتفق الحزبان الكورديان الرئيسيان بعد على مرشح للمنصب.

وأظهرت لقطات مباشرة بثتها كوردستان 24، على الهواء لحظات دخول المحتجين إلى مبنى البرلمان وخروجهم بعدما أمرهم الصدر بذلك.

وهذا ثاني اقتحام يقدم عليه الصدريون منذ عام 2016.

وقال متظاهر في حديث لكوردستان 24 "السوداني ينتمي إلى الوجوه الفاسدة. لن نقبل به ولو على جثثنا". ولم يصدر عن السوداني أي تعليق فوري.



ودعا رئيس الوزراء في حكومة تصريف الأعمال مصطفى الكاظمي المتظاهرين إلى الحفاظ على الممتلكات العامة والانسحاب من مبنى البرلمان والمنطقة الخضراء.

ويجري الكاظمي في هذه الأثناء زيارة إلى الأنبار لتدشين عدد من المشروعات الخدمية بصحبة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي.

ويمثل الإطار التنسيقي خصماً للصدر، حيث أفشل محاولاته هو وحلفاؤه من السنة والكورد في انتخاب رئيس الجمهورية ثلاث مرات.

وعلى الرغم من أن الصدر لم يعد لديه كتلة برلمانية منذ استقالتها بأوامر منه في حزيران يونيو الماضي، لكنه قادر على تحريك الشارع وتحشيده.

ويشهد العراق أطول فترة جمود سياسي بعد الانتخابات التي أجريت في تشرين الأول أكتوبر 2021، حيث لا تزال الخلافات تعيق مسار تشكيل الحكومة.

وبعد مرور أكثر من تسعة أشهر على إجراء الانتخابات، لا يبدو أن القوى السياسية قد اقتربت من الاتفاق على تشكيل حكومة طال انتظارها.

وبهذا يكون العراق قد سجل مدة قياسية تبلغ 290 يوماً من دون حكومة.

وكانت أطول مدة سابقة في عام 2010 عندما مرّ 289 يوماً دون حكومة إلى أن تولى رئيس الوزراء نوري المالكي المنصب لفترة ثانية انتهت باجتياح داعش ثلثي مساحة العراق.

ولا يبدو أن الإنسداد السياسي سينتهي قريباً، وقد تجلّى ذلك في اقتحام البرلمان العراقي من قبل أنصار الصدر وهم يرددون هتافات ضد المالكي وحلفائه في الإطار التنسيقي.

ويقول التيار الصدري إن السوداني لا يختلف عن المالكي.

هذا ولا يزال الكاظمي يدير حكومة تصريف أعمال، وقد يستمر في منصبه ما لم تتفق القوى السياسية على حكومة جديدة.

وما زال العراق من دون موازنة عامة لسنة 2022 بسبب الشلل السياسي، مما عطّل رصد تخصيصات مالية للمشاريع الاقتصادية.

وبلغ بالعراقيين السيل الزبى في ظل غياب الخدمات وفرص العمل على الرغم من أن بغداد حققت إيرادات نفطية قياسية بسبب ارتفاع أسعار الخام عالمياً.

ويتظاهر العراقيون ضد النخبة الحاكمة منذ سقوط النظام السابق عام 2003، وجميع مطالبهم متشابهة مثل تلك التي كررها المحتجون اليوم.

وقال أحد المتظاهرين في حديث لكوردستان 24، إن ساسة الإطار التنسيقي "فشلوا" في الأخذ بالبلاد إلى بر الأمان، ولا يمكن تجربتهم مجدداً.

ويقول الإطار التنسيقي إن الصدر كان مشاركاً ويستحوذ على الوزارات الخدمية في جميع الحكومات التي أعقبت سقوط النظام السابق.

ولا تختلف مطالبات اليوم عن تلك التي خرج بها المتظاهرون في تشرين الأول أكتوبر 2019، وطالبوا فيها برحيل النخبة السياسية الحاكمة.

وقُتل في احتجاجات تشرين مئات الأشخاص من المدنيين. ولم يسقط في مظاهرات اليوم أي ضحايا بعدما حذر التيار الصدري من المساس بهم.

وتولى الكاظمي رئاسة الحكومة بصفته مرشحاً توافقياً إثر احتجاجات تشرين، ووعد بمعاقبة قتلة المتظاهرين وبانتخابات مبكرة أجراها فعلاً في العاشر من تشرين الأول أكتوبر الماضي.

وعادة ما يستغرق تشكيل أي حكومة في العراق أشهراً عديدة ويتطلب ذلك كسب تأييد جميع الأحزاب السياسية الرئيسية، ولا سيما الشيعية.

وتحتفظ الأحزاب الشيعية منذ عام 2003 بمنصب رئيس الوزراء، فيما يتولى الكورد رئاسة البلاد، بينما تكون رئاسة البرلمان للسنة، وهو العرف السائد في العراق منذ نحو عقدين.

وأمر الصدر الشهر الماضي باستقالة نوابه البالغ عددهم 74 من البرلمان ليترك عشرات من هذه المقاعد لمنافسيه الإطاريين.

ويقول الصدريون إن بقاء الصدر أو انسحابه لن يؤثر على قدرته في حشد قاعدته الشعبية وإسقاط أي حكومة تتجاهل موافقته.

وقال محمد صالح العراقي، المقرب من الصدر، على حسابه في تويتر إن السوداني يمثل "ظل" المالكي.

وحث رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي على "الحفاظ على سلمية التظاهر"، ووجِّه قوات حماية البرلمان بـ"عدم التعرض للمتظاهرين أو المساس بهم".

ويقول مراسل كوردستان 24، إن أنصار الصدر أسقطوا في بادئ الأمر كتلاً اسمنتية واقتحموا المنطقة الخضراء ثم اتجهوا إلى البرلمان ودخلوا فيه.

وأظهرت لقطات حشوداً كبيرة من أنصار الصدر وهم يهتفون داخل قبة البرلمان ويلوحون بصور للصدر والأعلام العراقية.

ويقول محللون إن الصدر نجح بالفعل في منع خصمه المالكي من الترشيح لمنصب رئيس الوزراء، كما ويعارض حليفه السوداني.

وقال المالكي في بيان إن دخول المتظاهرين البرلمان "يعد انتهاكاً سافرا لحق التظاهر المشروع"، كما دعا المحتجين إلى "الانسحاب الفوري من المنطقة".

ولا تزال الخلافات بين الحزبين الكورديين مستمرة وهو ما حال دون انتخاب رئيس جديد للبلاد، الذي يكلف بدوره المرشح لرئاسة الوزراء لتشكيل الحكومة.



ورفض المتظاهرون دعوات المالكي للانسحاب وواصلوا ترديد الهتافات المناهضة للإطار التنسيقي، ولم ينسحبوا إلا بعد أن أمرهم الصدر بذلك.

ووصف الصدر على حسابه في تويتر الاحتجاج بأنه "ثورة إصلاح ورفض للضيم والفساد".

وخاطب الصدر أنصاره المتظاهرين قائلاً "وصلت رسالتكم أيها الأحبة، فقد أرعبتم الفاسدين".

ووصف الصدر المظاهرة بأنها "جرة إذن" للفاسدين.

 

شارك في التغطية جكدار جمال

Fly Erbil Advertisment