اتفاق بين الممثلين والاستوديوهات في هوليوود ينهي إضراباً شلّ القطاع لأشهر
أربيل (كوردستان 24)- توصل الممثلون واستوديوهات هوليوود الكبرى الاربعاء إلى اتفاق ينهي إضراباً شلّ القطاع السينمائي والتلفزيوني في الولايات المتحدة لأشهر وكلّف الاقتصاد الأميركي المليارات، على ما أعلنت نقابة الممثلين (ساغ-أفترا).
وأوضحت النقابة في بيان أنّ الإضراب سينتهي الخميس عقب التوصّل إلى اتفاق جديد مدته ثلاث سنوات، وتُقدّر قيمته "بأكثر من مليار دولار".
ومن المقرر أن تنشر النقابة تفاصيل الاتفاق خلال الأيام القليلة المقبلة، لكنها أكّدت أنه يتضمّن "تفاصيل مذهلة"، إذ يشير تحديداً إلى زيادة كبيرة في الحد الأدنى للأجور مع توفير ضمانات في ما يتعلق بالذكاء الاصطناعي، وإنشاء "للمرة الأولى" نظام مكافآت خاص بإعادة عرض الأعمال عبر منصات البث التدفقي.
ولكي يستأنف النجوم البارزون والعاملون في القطاع عملهم في مواقع التصوير، يُفترض أن يوافق أعضاء النقابة البالغ عددهم 160 ألفاً من ممثلين وراقصين وعاملين في مجالات أخرى على الاتفاق الجديد خلال عملية تصويت، وهي خطوة يُنظر إليها على أنها إجراء شكلي.
- "نموذج جديد" –
واحتفت أسماء كبيرة في هوليوود بإنهاء الإضراب. وكتبت جيمي لي كورتيس عبر إنستغرام "إنّ المثابرة تؤتي ثمارها!".
وقال زاك إيفرون على هامش عرض أوّل لفيلم "أيرن كلو"، "أنا سعيد جداً لأننا توصلنا جميعاً إلى اتفاق"، مضيفاً "لنستأنف العمل، أنا سعيد جداً".
وكانت المفاوضات بين النقابة والاستوديوهات تجري بصورة شبه يومية خلال الأسبوعين الفائتين، وغالباً ما شارك فيها الرؤساء التنفيذيون لكل من "ديزني" و"نتفليكس" و"وارنر براذرز" و"يونيفرسال".
وكانت الحاجة إلى إنهاء الإضراب ملحة، فإلى جانب قلّة من المشاهير، يعاني الممثلون العاطلون عن العمل صعوبات متزايدة لتغطية نفقاتهم.
وكانت الاستوديوهات أخّرت إصدار أفلام ضخمة مثل "دون: بارت تو" ("Dune: Part Two") والجزء المقبل من "ميشن إمباسيبل".
ووصف تحالف منتجي الأعمال السينمائية والتلفزيونية (AMPTP) الذي مثل الاستوديوهات في المفاوضات، الاتفاق بأنه "نموذج جديد" للقطاع. وأوضح في بيان أن الاستوديوهات "تنتظر بفارغ الصبر استئناف العمل على الإنتاجات".
ومرّ القطاع بإضراب تاريخي مزدوج، إذ عندما بدأ الممثلون إضرابهم في منتصف تموز/يوليو، كان كتاب السيناريو مضربين منذ مطلع أيار/مايو. ولم تشهد هوليوود أزمة مماثلة منذ العام 1960.
وتُقدّر التكلفة الإجمالية المترتبة عن توقف صناعة السينما في هوليوود في الأشهر الأخيرة بما لا يقل عن ستة مليارات دولار، بحسب أحدث مراجعات للاقتصاديين.
ورحبت رئيسة بلدية لوس أنجليس كارين باس، بـ"الاتفاق العادل"، مذكّرةً بأن الإضراب طال "ملايين الأشخاص" في البلاد.
وكان الممثلون وكتاب السيناريو يتشاركون الملاحظة نفسها، إذ باستثناء الممثلين النجوم، لم يعد معظمهم قادراً على كسب عيش لائق في عصر البث التدفقي.
وذلك لا يعود فقط إلى أن المنصات باتت تنتج مسلسلات بعدد حلقات أقل بكثير في كل موسم، مقارنة بالأعمال التي تُعرض عبر التلفزيون، ولكن أيضاً لأن نتفليكس وغيرها من المنصات خفضت بشكل كبير المبالغ التي يتلقاها الممثلون عن كل مرة يُعاد فيها عرض عمل ما.
وعلى عكس الأعمال التلفزيونية التي يمكن مكافأة الممثل عن إعادة عرضها بمبلغ يتوافق مع نسبة المشاهدين، اعتُمد في البث التدفقي مبدأ المبلغ المقطوع بغض النظر عن شعبية العمل المُعاد عرضه.
توصلت الاستوديوهات إلى اتفاق مع كتاب السيناريو في نهاية في أيلول/سبتمبر. ومُذّاك، استأنف معظمهم العمل فيما استمرّت المفاوضات مع الممثلين.
وبحسب الصحافة المتخصصة، يتضمّن الاتفاق مع الممثلين زيادة في الحد الأدنى للأجور بنحو 8 % مقارنة باتفاق سابق، مما يشكل أعلى زيادة على الرواتب تُقرّ منذ عقود، رغم أنها أقل ممّا طلبه الممثلون في الأساس.
وعلى صعيد البث التدفقي، سيتم وضع نظام مكافآت للممثلين الذين يؤدون أدواراً في مسلسلات أو أفلام ناجحة.
وكان ضبط الذكاء الاصطناعي من المسائل البارزة الأخرى في المحادثات، وتحديداً في المرحلة الأخيرة منها.
وأبدى الممثلون خشيتهم من أن تستخدم الاستوديوهات هذه التكنولوجيا لاستنساخ أصواتهم وصورهم وتستعملها وقت تشاء من دون دفع مبالغ لهم لقاء ذلك أو حتى الحصول على موافقتهم.
وخلال الأيام الأخيرة، اختلف الطرفان على الشروط المحيطة بحقوق الاستوديوهات بالتصرف بصورة الممثلين النجوم بعد وفاتهم.