قصة الشهيد الخامس للقصف الإيراني على أربيل
أربيل(كوردستان24)- يوماً بعد آخر، تنكشف تبعات القصف الإيراني، على المدنيين في إقليم كوردستان أكثر، والضحايا في ازدياد.
السيدة آوات عوزير، ضحية أخرى للقصف الإيراني الأخير على أربيل، والذي استهدف منزل المستثمر الكبير بيشرو دزيي، وأسفر عن استشهاده هو وطفلته الرضيعة وضيفه وإحدى العاملات في منزله، عدا عن الجراح البليغة التي تركها في أجساد باقي أفراد الأسرة، حيث لا تزال زوجته وولداه يتلقون العلاج إلى جانب عاملتين كانتا تعملان في المنزل وقت الاستهداف.
آوات كانت تمضي في شهرها الرابع من الحمل، حين بدأ القصف بصوته المرعب يهز منزلهم القريب من منطقة البيت المستهدف، حيث قالت أنها تعرضت لصدمة نفسية كبيرة، وهلع شديد، أودى بحياة جنينها قبل أن يرى النور، وتركها في وضع صحي غير مستقر، عدا الصدمة النفسية التي لا تزال تعاني منها.
آوات أم لطفلة صغيرة، تمضي في عامها الثاني من العمر، حيث لا يزال تأثير أصوات القصف بادياً على الطفلة رغم مضي أسبوع على الواقعة. إلا أنها لا تزال خائفة مثل والدتها.
مهدي حارس زوج آوات، من جانبه، أدان الاستهداف الإيراني، متسائلاً عن الذنب الذي ارتكبه طفله الذي كان جنيناً، وابنته الصغيرة وزوجته الضعيفة، وباقي المدنيين الذي عانوا من تبعات القصف ولا يزال الخوف والحزن يسيطر على الجميع، ويؤكد أن السبب الوحيد لهذا القصف هو استهداف الكورد
وتعرضت مدينة أربيل، في وقتٍ متأخر من ليلة الاثنين 15 كانون الثاني يناير 2024، لقصفٍ بالصواريخ الباليستية، تبناه الحرس الثوري الإيراني، أسفر عن استشهاد خمسة مدنيين وإصابة ستة آخرين.
وعقب الهجوم الإيراني، دعا رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني، الحكومة الاتحادية إلى اتخاذ موقف صارم إزاء الانتهاك الذي طال سيادة العراق وإقليم كوردستان.
كما طالب "المجتمع الدولي إلى عدم التزام الصمت إزاء الظلم الذي يتعرض له شعب كوردستان".
من جهته، قال الرئيس مسعود بارزاني في بيانٍ له، إن "هذه الهجمات والاعتداءات الإيرانية تعكس مدى الظلم الذي يرتكب ضد شعب إقليم كوردستان".
في المقابل، استدعت وزارة الخارجية العراقية، سفير جمهورية العراق لدى طهران نصير عبد المحسن، لغرض التشاور على خلفية الاعتداءات الإيرانية الأخيرة على أربيل.
من جانبه، اعتبر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، قصف أربيل عملاً عدوانياً يقوض العلاقة بين بغداد وطهران.
وتوالت ردود الفعل المحلية والإقليمية والدولية بعد الضربات التي استهدفت منازل المدنيين في أربيل، منددةً بالهجمات، ومطالبةً إيران بوقف "عدوانها" على كوردستان.
وتقدّم العراق بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة، تتعلق بـ "العدوان الصاروخي الإيراني الذي استهدف مدينة أربيل وأدى إلى سقوط ضحايا من المدنيين الأبرياء وإصابة آخرين وتسبب بأضرار في الممتلكات العامة والخاصة".
ورفعت وزارة الخارجية شكوى بموجب رسالتين متطابقتين إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي عبر الممثلية الدائمة لجمهورية العراق في نيويورك، أكدت فيهما أن هذا العدوان يُعد انتهاكاً صارخاً لسيادة العراق وسلامته الإقليمية وأمن الشعب العراقي.