الكفائي: الفساد يُعوّق حل أزمة الكهرباء في العراق.. والسلطة تؤجج الطائفية بدلاً من حل المشاكل
"الشعب العراقي لن يصبر إلى الأبد على أزمات الحكومات المتعاقبة".

أربيل (كوردستان 24)- أكد الباحث في الشؤون السياسية والاقتصادية حميد الكفائي، اليوم الخميس، أن الفساد المستشري في العراق يمنع معالجة أزمة الكهرباء المستمرة منذ سنوات، مشيراً إلى أن السلطة تؤجج الطائفية بدلاً من حل المشاكل.
وقال حميد الكفائي، في مقابلة مع كوردستان24، إن "مشكلة الكهرباء في العراق تتحدى المنطق"، مشيراً إلى أن "البلاد أنفقت مليارات الدولارات خلال أكثر من 20 عاماً دون تحقيق تحسن ملموس في هذه الخدمة الأساسية، المتوفرة حتى في الدول الفقيرة".
الكفائي، الذي عمل مع الأمم المتحدة وعاش لفترة في إفريقيا، أوضح أن "دولاً مثل السودان ونيجيريا لا تعاني من انقطاع الكهرباء، على الرغم من كونها أقل ثراءً من العراق".
وأضاف أن "السبب الرئيسي وراء عدم حل مشكلة الكهرباء في العراق هو الفساد، حيث تذهب الأموال إلى جيوب أشخاص لا يكترثون لمصلحة البلد ولا لمعاناة الناس، بل يهتمون فقط بتقاسم الثروة".
وأشار الكفائي إلى أن "الوزراء المتعاقبين على وزارة الكهرباء منذ عام 2003 وحتى الآن تعرضوا للمساءلة، ولكن لم يُعاقب أحد منهم، وضاعت الأموال دون تحقيق تحسن في الكهرباء. كما انتقد التصريحات الرسمية التي تتحدث عن زيادة إنتاج الكهرباء بنسب معينة دون تحقيق ذلك على أرض الواقع".
وأوضح الكفائي أن "السلطة في العراق تُؤجج الطائفية وتثير مخاوف الناس بدلاً من حل المشاكل الحقيقية التي تهم حياتهم".
وحول الحديث المتجدد عن انقلاب عسكري، أكد الكفائي أن "الناس في العراق مستاؤون منذ فترة طويلة، مستشهداً باحتجاجات أكتوبر 2019".
وأضاف أنه "من الصعوبة تنفيذ انقلاب في العراق بسبب تعدد مراكز القوى والجماعات المسلحة"، مؤكداً أن "مؤسسة الجيش لم تعد قوية بما يكفي لتحقيق ذلك".
واختتم الكفائي حديثه بـ "التأكيد على ضرورة انتهاء هذه المرحلة من الحكم وتشكيل حكومة مسؤولة قادرة على توزيع الثروة بعدالة وتقديم الخدمات وتحقيق الأمن"، محذراً من أن "الشعب العراقي لن يصبر إلى الأبد على الأزمات التي تخلقها الحكومات المتعاقبة".