عيسى العداي: تأسيس إقليم سني في العراق يجب أن يحظى بتوافق داخلي ودولي

المحلل السياسي عيسى العداي
المحلل السياسي عيسى العداي

أربيل (كوردستان 24)- أكد المحلل السياسي، عيسى العداي، اليوم الاثنين 15 تموز (يوليو) 2024، أن تأسيس إقليم سني في العراق يجب أن يحظى بتوافق داخلي ودولي.

وقال عيسى العداي، في مقابلة مع كوردستان24، بشأن تشكيل إقليم سني في العراق، إن "النظام الاتحادي هو النظام المأمول به دولياً، وهو أحد أنظمة الحكم المعترف بها لإدارة الدول، وقد أُقر في الدستور العراقي لعام 2005 الذي صوّت عليه العراقيون وأيدته المراجع الدينية والسياسية".

وأضاف: "لكن المحافظات السنية، بسبب ولائها الحقيقي للوطن واعتقادها بأن العراق يجب أن يظل واحداً، رفضت الدستور بسبب مسألة الأقاليم، إذ كان هذا الفهم السائد حينها أن إقامة الأقاليم ستؤدي إلى تقسيم العراق، ولم يكن من ضمن تصوراتنا أن يتم تقسيم العراق إلى دويلات وأقاليم".

وأوضح أن "مشروع الأقاليم حينها حظي بتأييد المنظومة الدولية، ومن بين الداعمين له كان جو بايدن، عندما كان نائباً للرئيس الأمريكي في بداية احتلال العراق، الذي دعم مشروع تشكيل الأقاليم الثلاث في العراق".

وأشار إلى أن "المكون السني في العراق حينها كان يعارض تقسيم البلاد على أساس مكوناتي (سني وشيعي وكوردي)، ورغم كل الظروف الصعبة التي مر بها العراق، شهدنا التجربة الناجحة لإقليم كوردستان، حيث حققت هذه التجربة الأمن والتنمية والبناء الاقتصادي والعمراني، وتم تقديم الخدمات من خلال منظومة سياسية واقتصادية وأمنية متماسكة".

ولدى سؤاله عن المعوقات التي تعترض قيام إقليم سني في العراق، أكد العداي أن "الإقليم يحتاج إلى متطلبات محلية داخل المكون، ويجب أن يتوفر توافق سياسي واجتماعي حول مسألة إقامة الإقليم، إضافة إلى توافق وطني على المستوى العراقي، ويجب أن يكون هذا التوافق موجوداً وقائماً".

واعتبر أن "المنظومة الإقليمية لها دور أيضاً في قيام إقليم سني في العراق، بالإضافة إلى ضرورة توفر قرار دولي من الدول الفاعلة على المستوى العالمي وفي مجلس الأمن الدولي لدعم هذا الإقليم. ومع ذلك، فإن كل هذه المتطلبات لم تتحقق بعد، حيث لا يوجد توافق داخلي، ولا وطني، ولا إقليمي، ولا دولي، بإنشاء هذا الإقليم".

وبيّن أن "التطورات التي شهدها إقليم كوردستان والوضع السياسي والاقتصادي والخدمي الذي تحقق فيه، خلق له أعداء في المنطقة، إذْ حرّكت الجهات الإقليمية أذرعها داخل البلاد لتقويض هذه التجربة".

وشدد على أنه "لولا وجود القرار الدولي الضامن لإقليم كوردستان، ووجود المتطلبات والمواد الدستورية التي أقرت هذا الإقليم، لكان الوضع مختلفاً الآن".

وأشار إلى أن "نجاح إقليم كوردستان يثير قلق الآخرين، كما حصل في المحافظات عندما نجحت إدارة محافظة الأنبار في إعادة إعمارها وبنائها، وترتيب الوضع السياسي والأمني، حيث لم يرق ذلك للعديد من الجهات".

Fly Erbil Advertisment