الرئيس بارزاني يشيد بمواقف أهالي أربيل ويصفها بمدينة التعايش

أربيل (كوردستان 24)- التقى الرئيس مسعود بارزاني، اليوم الثلاثاء الموافق 21 تشرين الأول/أكتوبر 2025، بمجموعةٍ من أهالي أربيل.
وفي كلمةٍ له، عبّر الرئيس بارزاني عن سعادته بهذا اللقاء، وقال: «عندما نتحدث عن أربيل، فإننا نتحدث عن تاريخ هذا الوطن الممتد لآلاف السنين، واليوم أربيل هي العاصمة، وهي ملاذ ومأوى لكل إنسان شريفٍ ومحبٍّ للحرية».
وفي كلمته أيضاً، تحدّث الرئيس بارزاني عن الانتخابات التشريعية السادسة لمجلس النواب العراقي، وأشار إلى أنّ «كل انتخابات مهمة، وبالنسبة لنا هي مسألة مبدئية، ونؤمن بأنّ على الشعب أن يقرر مصيره كما فعل في آذار عام 1991 عندما أصرّ أثناء الانتفاضة في كويسنجق على إجراء الانتخابات وترك القرار للشعب».
وجدّد الرئيس بارزاني التأكيد على ضرورة أن تُجرى انتخابات نزيهة في أجواء هادئة ومستقرة.
كما استعرض الرئيس بارزاني مراحل الانتخابات في العراق منذ عام 2005 حتى اليوم، مبدياً ملاحظاته وانتقاداته على قانون الانتخابات الحالي في العراق.
وأكّد قائلاً: «من منطلق المصلحة العامة نشارك في الانتخابات، ونأمل أن تحدث بعدها تغييرات، وأن يظهر من بين الناس من يشعر بالمسؤولية ويعمل على معالجة المشكلات».
وقال الرئيس بارزاني للحاضرين: «مواقفكم وآراؤكم مهمة جدًا، فأنتم ترون كل شيء بأعينكم، وأنتم الأقدر على اتخاذ القرار الصحيح لأربيل وكوردستان والعراق».
وفيما يتعلّق بمشروعات الإعمار والخدمات، قال الرئيس بارزاني: «نُفِّذت مشاريع كثيرة، وهذا ليس منّاً منّا، بل هو واجب الحكومة. فالحزب الديمقراطي الكوردستاني وُجد من أجل خدمة هذا الشعب، وكل ما يفعله الحزب هو لأجل هذا الشعب، ومع ذلك ما زال ما قُدِّم لأربيل قليل».
وأشاد الرئيس بارزاني بمواقف أهالي أربيل الشجاعة والنبيلة خلال حملات الأنفال ضدّ البارزانيين وفي أنفال عام 1988، وقال: «لن ننسى أبداً موقف أهالي أربيل، وسنبقى مَدينين لهم إلى الأبد».
وأضاف الرئيس بارزاني أن «أربيل مدينة التعايش، وثقافة التعايش فيها ثقافة عميقة وغنية، ونحن فخورون بها، وأقوى سلاح نملكه هو هذا السلاح المعنوي الذي نعتزّ به في الخارج وفي كل المحافل الدولية، وينبغي أن نُعمِّق هذه الثقافة ونقوّيها للأجيال القادمة».
وبشأن علاقات أربيل وبغداد، قال الرئيس بارزاني: «بعد عام 2003، رأينا فرصةً ذهبية لكل مواطنٍ عراقي كي ينال حقوقه ويؤدي واجباته، لذلك ذهبنا إلى بغداد بكل نية صادقة، وبذلنا جهوداً إلى أن وصلنا إلى مرحلة إعداد الدستور عام 2005. ومن ذلك الوقت حتى اليوم، ما زال في الدستور الكثير من الإيجابيات التي يمكن العمل بها والاستفادة منها، ونحن ندعم هذا الدستور، لكن للأسف لم يُطبّق من قِبل الحكومة في بغداد، والآن تُدار الكثير من القضايا المتعلقة بإقليم كوردستان وفق قوانين عهد النظام البعثي».
وعن كون العراق بلداً متعدّد القوميات والمذاهب والأديان، قال الرئيس بارزاني إنّه «سعى دائماً إلى تثبيت حقوق المكونات في الدستور، ولولا الكورد لما كان تمّ تثبيت ذلك البند في الدستور».
وأعرب الرئيس بارزاني عن أمله في أن «يعود الجميع إلى الدستور، وأن تُحلّ المشكلات، وألا تُنتهك بعد الآن الحقوق الدستورية والقانونية لشعب كوردستان».
وفي هذا اللقاء أيضاً، شدّد الرئيس بارزاني على أهمية استمرار الأخوة والتعايش، وتحدّث في هذا الإطار عن مرحلة ثورة أيلول، مبيّناً أنّ «العرب والمسيحيين والتركمان شاركوا في قيادة الثورة».
أما بشأن أوضاع كوردستان ومسألة تشكيل الحكومة الجديدة، فقد أكد الرئيس بارزاني مجدداً أنه «يجب تشكيل الحكومة الجديدة قبل انتخابات مجلس النواب العراقي».
وفي جانب آخر من اللقاء، أشار الرئيس بارزاني إلى المشاريع الاستراتيجية الجارية في إقليم كوردستان، وبشكل خاص مشاريع إنشاء السدود، لما لها من تأثير كبير في حماية مياه كوردستان ومواجهة أزمة المياه في المستقبل، وشدّد أيضاً على «ضرورة حماية البيئة وتنمية ثقافة الحفاظ عليها».
وفي ختام كلمته، قدّم الرئيس بارزاني شكره للحضور، وقال: «في أربيل، ومن خلال أهلها، نرى دروساً في السلوك الإنساني والمحبة والشهامة».