بكين وواشنطن تتبادلان التحذيرات بشأن بحر الصين الجنوبي

أربيل (كوردستان 24)- حذّرت الصين الولايات المتحدة من دعم الفيليبين في بحر الصين الجنوبي، فيما تعهدت واشنطن بتقديم الدعم لحلفائها في المنطقة خلال اجتماع ثنائي رفيع المستوى في بكين الأربعاء.

لكن يبدو أن القوتين العظميين المتنافستين عازمتان على مواصلة التواصل، وقد بدأتا بحسب البيت الأبيض بالإعداد لاتصال هاتفي محتمل بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الصيني شي جين بينغ "في الأسابيع المقبلة".

وخلال اللقاء، قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي لمستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان إن "على الولايات المتحدة ألا تستخدم المعاهدات الثنائية ذريعة لتقويض سيادة الصين وسلامة أراضيها، كما عليها ألا تدعم أو تتغاضى عن انتهاكات الفيليبين"، بحسب ما أفادت شبكة البث الرسمية "سي سي تي في".

من جهته، أكد سوليفان "التزام الولايات المتحدة بالدفاع عن حلفائها في منطقة المحيطين الهندي والأطلسي"، وفق بيان أصدره البيت الأبيض.

كما أعرب المسؤول الأمريكي "عن قلقه بشأن تحركات الصين المزعزعة للاستقرار ضد الأنشطة البحرية القانونية للفيليبين في بحر الصين الجنوبي"، وفق البيان.

وشدد سوليفان على "أهمية الحفاظ على السلام والاستقرار في مضيق تايوان"، مُستخدماً العبارات الأمريكية المعتادة حول هذا الموضوع.

الصين وروسيا

وعبّر المبعوث الأمريكي مجدداً عن "مخاوف" واشنطن بشأن "دعم الصين لصناعة الدفاع الروسية".

وتصاعدت التوترات بين بكين ومانيلا في الأشهر الأخيرة مع سلسلة من المواجهات في بحر الصين الجنوبي، حيث تطالب بكين بجزء كبير من الجزر والشعاب المرجانية رغم صدور قرار من محكمة دولية يرفض تلك المطالبات عام 2016.

وأعلنت الصين الاثنين أنها اتخذت "إجراءات سيطرة" بعد حادث جديد مع سفن فيليبينية قرب جزيرة مرجانية متنازع عليها في بحر الصين الجنوبي، هو الرابع خلال أسبوع.

وفق قناة "سي سي تي في" الصينية، أبلغ وانغ محاوره الأمريكي أن بكين "ملتزمة بشدة حماية سيادتها الإقليمية وحقوقها البحرية في جزر بحر الصين الجنوبي".

وألقت اليابان والفيليبين، الدولتان المتحالفتان مع الولايات المتحدة، باللوم على بكين في التوترات في بحر الصين الجنوبي، حيث تعتقد طوكيو أن بكين "أكبر معطل" للسلام في جنوب شرق آسيا.

زيارة جيك سوليفان هي الأولى التي يقوم بها مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض إلى الصين منذ عام 2016.

وتظهر الزيارة بحسب واشنطن رغبة في الحفاظ على الحوار بين القوتين العظميين والتي تم التعبير عنها خلال لقاء بين بايدن وشي في كاليفورنيا في تشرين الثاني/نوفمبر 2023.

تواصل عسكري

قال البيت الأبيض إن المناقشات في بكين كانت "صريحة وجوهرية وبناءة".

وذكّرت الولايات المتحدة خلال اللقاء بين جيك سوليفان ووانغ يي "بأهمية وجود اتصالات منتظمة ومستمرة" على المستوى العسكري.

وركزت النقاشات على مجالات التعاون المحتمل بين القوتين المتنافستين، لا سيما مكافحة تهريب مادة الفنتانيل وتغيّر المناخ.

في ما يتعلق بالقضايا الأخرى الأكثر إثارة للجدل بين واشنطن وبكين، أوضح مستشار الأمن القومي أن إدارة بايدن ستواصل اتخاذ "القرارات اللازمة لمنع استخدام تقنيات عسكرية أمريكية متقدمة بوسائل تضر بأمننا القومي".

واتخذت الولايات المتحدة سلسلة إجراءات تحد من وصول الصين إلى بعض التقنيات المتقدمة، ما أثار استياء بكين الشديد معتبرة أنها تشكل انتهاكاً لقواعد التجارة الدولية.

كما تطرق سوليفان إلى قضية الأمريكيين "المحتجزين بدون سبب (في الصين) أو الممنوعين من مغادرة البلاد"، مؤكداً أن الموضوع يشكل "أولوية".

 

المصدر: AFP