فيدان: المستجدات الأخيرة تبشر بإعادة ضخ نفط كوردستان في "المستقبل القريب"
أربيل (كوردستان24)- أعرب وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، أنه في ضوء مستجدات حدثت مؤخرا، بشأن تقاسم عائدات النفط العراقي بين أربيل وبغداد، عن توقعات بافتتاح الجانبين خط أنابيب في "المستقبل القريب".
وربط وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، تحسن علاقات تركيا مع السليمانية في إقليم كوردستان، "بقطع علاقتها القائمة مع العمال الكوردستاني".
وأكد فيدان أن "ميناء الفاو سيكون نقطة البداية والنهاية لطريق التنمية، حيث سيمكن من ربط المنتجات القادمة عبر البر والسكك الحديدية بالأسواق العالمية".
الوزير فيدان لفت أيضا إلى أن تطور علاقات تركيا والعراق اقتصاديا وفي ملفات أخرى يسهل حل القضايا المتعلقة بالأمن بشكل أكثر سلاسة.
وشدد على أن تطور الاقتصاد والتنمية والاستثمار في العراق يتطلب أيضا "تطهير البلاد من التنظيمات الإرهابية".
وبشأن مفاوضات تقاسم عائدات النفط العراقي بين أربيل وبغداد، أعرب فيدان أنه في ضوء مستجدات حدثت مؤخرا، يتوقع افتتاح الجانبين خط أنابيب في "المستقبل القريب".
وأكد أن تركيا لا تريد رؤية إدارة لمحافظة كركوك "تخضع لضغوط وتأثيرات العمال الكوردستاني".
أما فيما يخص السليمانية فأوضح فيدان أن تحسن علاقاتها مع تركيا مرتبط بقطع علاقتها القائمة مع العمال الكوردستاني".
وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان"إنه لم تتضح بعد ملامح سياسة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بشأن سوريا".
وأعرب فيدان عن اعتقاده بأن "إدارة ترامب ستعيد النظر في علاقتها بالعمال الكوردستاني".
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها خلال لقائه ممثلي صحف ووسائل إعلام في مقر وزارة الخارجية بالعاصمة أنقرة.
وأضاف: "انطباعي عن ترامب أنه قد يستمر (بعد توليه المنصب رسميا) في خطابه الحالي بشأن بعض القضايا، بينما يترك الأمور الحرجة على حالها دون أن يتخذ بخصوصها قرارات جذرية في البداية".
ومن القضايا التي توقع فيدان أن يتخذ ترامب قرارات جذرية بشأنها في المرحلة الأولى، ملف المهاجرين، مرجعا ذلك لكونها "الأقل كلفة من حيث السياسة الداخلية والخارجية".
أما بشأن القضايا الجيوسياسية، فتوقع فيدان أن يتبع ترامب "سياسة التريث أو التأجيل" بشأنها.
ومعلقا على نتائج الانتخابات الأمريكية، قال فيدان، إنه مع فوز ترامب "يمكن القول إنه سيزداد وضوح بعض الأزمات الجيوسياسية" حول العالم.
وعن الشخصيات التي اقترحها ترامب لتولي مناصب في حكومته، قال فيدان إنها "تظهر دلائل على أن حكومة موالية لإسرائيل إلى هذا الحد ستدعم جميع الطموحات التوسعية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو".
وأوضح أن هذه الأسماء تعطي انطباعا مخالفا لما تعهد به ترامب خلال حملته الانتخابية بإنهاء الحروب.
وفي سياق متصل، قال الوزير التركي إن التركيز الرئيسي للولايات المتحدة خلال المرحلة المقبلة سيكون على "منع روسيا والصين من التحرك معا".
وأكد الوزير التركي أن "المشكلات الاستراتيجية" بين أنقرة وواشنطن ستستمر طوال مواصلة الولايات المتحدة دعم العمال الكوردستاني في سوريا".
وشدد على أن الولايات المتحدة التي تنتهج سياسة خارجية تتركز على العامل الأمني، من المفترض أن تكون الأكثر قدرة على فهم مخاوف تركيا.
وأفاد فيدان بأن تركيا كانت وما زالت تؤكد موقفها بهذا الشأن سواء من خلال خطواتها الدبلوماسية أو سياساتها على أرض الواقع.
وأشار إلى اعتزام ترامب خلال ولايته الأولى سحب القوات الأمريكية من سوريا.
وأردف أن ترامب حاول وجرّب ذلك "إلا أن النظام الأمريكي آنذاك لم يسمح بتحقيق هذا الهدف".
ورأى فيدان أن إدارة ترامب ستبني سياساتها بشأن سوريا خلال المرحلة المقبلة على نتائج تقييم مدى تأثير ما يحدث في البلد العربي على إسرائيل وأمنها.
وأكد أن واشنطن تدرك جيدا مدى جدية أنقرة فيما يخص وجود ال ب ي د في سوريا.
وانتقد وزير الخارجية التركي استمرار العلاقة بين واشنطن وال ب ي د في سوريا.
وأردف: "دفعُ حليف مثل تركيا إلى نقطة أخرى ليس له تفسير ومبرر عقلاني واستراتيجي".
فيدان أكد أن "الولايات المتحدة تدرك جيدا أننا مستعدون لاتخاذ جميع الخطوات اللازمة لضمان أمننا في المنطقة، وهي ترى أن تركيا تنتظر منها تغييرا في بعض مواقفها".
وأضاف: "إذا كانت تركيا تنفذ عمليات معينة بطرق مختلفة، فإن ذلك يأتي بهدف إتاحة الفرصة لتحقيق توقعاتنا. ومع ذلك، إذا فرضت الظروف الميدانية علينا نوعا آخر من العمليات، فإننا سنتخذ الإجراءات اللازمة دون تردد".
وأوضح وزير الخارجية التركي أن القوات الأمريكية في المنطقة لا تساهم في العمليات العسكرية الإقليمية، بل "تلعب دور المعرقل" لها.
وتابع: "عندما تستهدف الولايات المتحدة إيران أو المليشيات الإيرانية في أي مكان، يصبح جنودها في المنطقة عرضة للهجمات. وهذا بطبيعة الحال يحدث أجواء توتر مستمرة".
وفي هذا السياق، أكد فيدان أن المؤسسات المعنية في تركيا تتواصل مع نظيراتها الأمريكية بشأن التطورات والملفات ذات الصلة.
وقال إن تركيا ستقدم "بالتأكيد الدعم لعمليات مكافحة الإرهاب في المنطقة، ولا حاجة للاستعانة بتنظيم إرهابي آخر للقيام بذلك".
الوزير التركي توقع كذلك أنه إذا حدثت "حالة من الجمود أو التهدئة" في الحرب الروسية الأوكرانية، فقد يكون هناك مجال للنقاش بين موسكو وواشنطن بشأن القضية السورية وملفات أخرى.
وعن علاقات تركيا مع الحكومة السورية، قال فيدان إن أنقرة تفضل بحث القضايا العالقة مع دمشق على طاولة الحوار وفي إطار أكثر "تنظيما وبشكل دبلوماسي".
واستطرد: "صراحة، يبدو أن الجانب السوري غير مستعد ولا منفتح بشكل كبير لمناقشة بعض القضايا، خاصة في هذه المرحلة".
وأشار إلى وجود جهات تروّج لـ"اشتراط تركيا على (رئيس النظام بشار) الأسد التوصل إلى اتفاق مع المعارضة (السورية".
وأكد أن "هذا ليس شرطا مسبقا" تضعه أنقرة أمام دمشق، إلا أن حل المشكلة "يمر عمليا عبر خطوات من هذا القبيل".
وبشأن أولويات إيران في سوريا، قال الوزير التركي إنها لا تشمل تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق.
وأضاف أن هذا الموضوع ليس مدرجا على أجندة روسيا في الوقت الراهن، نظرا لوجود وقف إطلاق نار حاليا في المنطقة ولعدم وجود تهديد كبير.
وأكد فيدان أن "تركيا أظهرت نيات حسنة في هذا الشأن".
وأردف: "ليست لدينا نية عدوانية أو احتلال أراضي أحد، كما لا نطمح إلى تغيير النظام".
وحذر وزير الخارجية التركي من وجود "تهديد متزايد يتطور باستمرار" داخل سوريا.
وأرجع سبب ذلك إلى "عدم اتخاذ الخطوات اللازمة فيما يخص مكافحة الإرهاب وقضية اللاجئين".
وتابع: "بعبارة أخرى، قد يتحول هذا التهديد إلى تهديد يتزايد بشكل مستمر من حيث تكلفة القضاء عليه مع مرور الوقت. لذلك نواصل مساعينا للبحث عن حلول، وعندما لا تثمر الجهود الدبلوماسية والمنهجية البناءة عن حل ما، يمكننا النظر حينها في كيفية اتخاذ خطوات أخرى في الوقت المناسب".
وفي سياق متصل، قال فيدان إن محادثات أستانة بشأن سوريا ساهمت في التوصل إلى وقف إطلاق نار متواصل منذ سنوات بين الأطراف على أرض الواقع.
وأضاف أنه يجب العمل على استبدال هذه الآلية بـ "هيكلية أخرى أفضل ومن أجل هدف أفضل أيضا".
ومحادثات صيغة أستانة تهدف إلى حل الأزمة السورية، وتركز على الجهود الرامية للتوصل إلى حل شامل في ظل الوضع الإقليمي المحيط بها، والوضع الإنساني والحالي في البلاد.
فيدان أشار كذلك إلى وجود "تعاون وثيق ومعقد" بين إيران وسوريا التي قال إنها (سوريا) تتعرض لـ "ضغوط إسرائيلية شديدة".
وفيما يخص مشروع "طريق التنمية"، قال وزير الخارجية التركي إن أنقرة تدعمه بشكل كبير سياسيا واقتصاديا.
و"طريق التنمية" خط بري وسكة حديدية من العراق إلى تركيا وموانئها، يبلغ طوله 1200 كيلومتر داخل العراق، ويهدف إلى نقل البضائع بين أوروبا ودول الخليج.
الوزير التركي أكد أن مشروع "طريق التنمية" مع العراق يوفر "فرصة كبيرة" للبلدان الأطراف وللمنطقة برمتها.
وأوضح أن العلاقات بين روسيا والغرب انقطعت بعد الحرب في أوكرانيا في جميع المجالات، بما في ذلك الطرق اللوجستية.
وأضاف أن موسكو تسعى لتوسيع نفوذها في أسواق العالم عبر فتح ممر جديد يربطها بمنطقة بحر قزوين ويصل إلى الخليج العربي من خلال مشروع كبير للسكك الحديدية يبدأ من شمال روسيا ويمر عبر أذربيجان وإيران.
وفي معرض رده على سؤال عما إذا كان العراق يسعى للعب دور إيجابي في العلاقات بين تركيا والنظام السوري، قال فيدان إن أنقرة تقدر جهود بغداد التي قال إنها أبدت نية في هذا الصدد.
وأعلن أن تركيا منفتحة على مبادرة كهذه في حال رغب العراق في استضافتها على أراضيه.
وفي السياق، أشار إلى أن تركيا وسوريا والعراق دول جارة تشترك في حدود برية، مبينا أنه يجب على الدول الثلاث أن تجتمع كما في الماضي لبحث قضايا مهمة بطريقة أكثر هيكلية ومنهجية.
فيدان شدد كذلك على أهمية أمن الحدود مع العراق وسوريا، لا سيما من حيث مكافحة الإرهاب ومنع عمليات تهريب الأسلحة.
وانطلاقا من هذا، أكد الوزير التركي دعم بلاده فكرة إنشاء آلية للتعاون الثلاثي مع العراق وسوريا.
وفي شأن آخر، نفى فيدان صحة الأنباء المتداولة عن انتقال المكتب السياسي لحركة حماس إلى تركيا، مشيرا إلى تفنيد أنقرة والدوحة هذه "الشائعات".
وفي هذا السياق، قال إن الولايات المتحدة تحاول ممارسة ضغط على حماس، مبينا أن "الشروط الحالية لوقف إطلاق النار ليست تلك التي وافقت عليها حماس سابقا".
الوزير التركي شدد على أن الوقت حان لإطلاق مبادرة دولية من أجل إيصال المواد الغذائية إلى غزة، وذلك بعد أن "فشلت الأمم المتحدة في هذه المهمة".
وأكد أن تركيا ترغب في المضي قدما من خلال أجندة إيجابية قائمة على مبدأ "رابح ـ رابح" لقطع شوط في العلاقات والمحادثات.