الكبتاغون.. تجارة بشار الاسد وشقيقه ماهر الرابحة
أربيل (كوردستان24)- ألقى الانهيار الدرامي لنظام بشار الأسد السوري الضوء على العديد من الزوايا المظلمة لحكمه، بما في ذلك التصدير الصناعي للمخدر المحظور كبتاغون. واستولى مقاتلون الفصائل العسكرية المسلحة للمعارضة السورية على قواعد عسكرية ومراكز توزيع المنشطات المخلوطة بالأمفيتامين، والتي غمرت السوق السوداء في جميع أنحاء الشرق الأوسط، كما كشفت الفصائل عن زج فلول النظام لأكياس الكابتاغون في ملفات المعتقلين السياسين بعد ان داهموا السجون في محاولة لإفراغها من المعتقلين.
وقامت فصائل المعارضة منذ سيطرتها على مقاليد الحكم في البلاد بضبط العشرات من مصانع الكبتاغون الرئيسية في الساحل السوري، مسقط رأس بشار الأسد، إضافة إلى محافظة حمص ودمشق وأريافهما.
وضبطت الفصائل مصانع مهجورة لتصنيع المخدر، تحتوي على مواد كيميائية يستعان بها في التصنيع، بينها كميات كبيرة من مادة الصودا الكاوية "هيدروكسيد الصوديوم" مكدسة في أكياس كبيرة كُتب عليها "صنع في السعودية"، ومنشطات يدخل في تركيبها مخدر الأمفيتامين، إضافة إلى مئات الحبوب في شرائط جاهزة للبيع، تعود ملكيها إلى ماهر الأسد، كما أكدت الفصائل للوكالة الفرنسية للأنباء.
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، انتشرت العشرات من المواقع المصورة التي تتحدث عن العثور على أطنان من مخدر الكبتاغون في المقرات الأمنية والسجون إضافة إلى قصور العائلة الحاكمة لآل الأسد، ومنها قصر شقيقه ماهر الذي ضلع حسب اتهامات بتصنيع المخدر وإغراق أسواق الشرق الأوسط به.
وتعهدت فصائل المعارضة المسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام بإتلاف الحبوب، وتم بالفعل تداول العديد من الفيديوهات على منصات التواصل الاجتماعي تظهر تخلص المقاتلين من أكياس كبيرة من المخدر وتفريغها من محتواها.
اكتشاف مصانع للكبتاغون في #سوريا يرجح بأنها كانت تدار من قبل #ماهر_الأسد شقيق #بشار_الأسد pic.twitter.com/JDW0n9Ojtx
— Kurdistan24 عربية (@arabick24) December 11, 2024
تجارة النظام كانت تهمة ألصقت بملفات المعتقلين
وتداول ناشطون سوريون وعناصر من الفصائل المسلحة فيديوهات تظهر أن قوات الأمن السوري كانت تزج بأكياس وكميات كبيرة من مخدر الكبتاغون في أماكن حفظ أمانات المعتقلين وأوراقهم الثبوتية، وتحدث الناشطون أن كل كيس كان يحوي ما لا يقل عن 5 آلاف حبة مخدر، في محاولة من النظام المخلوع بإلصاق تهمة إلى المعتقلين السياسيين الذين خرج أغلبهم لمناهضة نظام حكمه.
يأتي ذلك بعد أن اقتحم مسلحو المعارضة المقرات الأمنية التابعة للنظام السوري السابق والسجون، في محاولة للعثور على المفقودين والمعتقلين المغيبين قسراً في سجون النظام.
"عهد الكبتاغون ولّى" مع سقوط النظام.. وتراجع إنتاج الكبتاغون
وفي تصريح لها، أكدت هيئة تحرير الشام أن عهد الكبتاغون قد ولّى، وأن الحكومة الجديدة "لا تريد إلحاق الأذى بجيرانها من خلال تصدير المخدرات".
فيما قال مسؤول أوروبي، الأسبوع الماضي، خلال جولة على الحدود الأردنية السورية الأسبوع الماضي، إنه مع انهيار حكم الأسد، تراجع إنتاج الكبتاغون بنسبة تصل إلى 90% .
أدلة تشير إلى ضلوع النظام السابق في تجارة المخدرات
وأكد مسؤول أردني "دون الكشف عن اسمه" حدوث انخفاض كبير في التجارة غير المشروعة، موضحا أن "اختفاء الجيش السوري من الحدود حرم المهربين من الدعم اللوجستي".
وأكد المصدر أن "الفرقة الرابعة، التابعة لماهر الاسد، كانت تطلق قنابل دخانية لتسهيل التسلل، كما كانت تستخدم طائرات مسيرة لمراقبة الحدود"، في إشارة إلى تسهيل عمليات تهريب الكبتاغون وإغراق السوق السوداء به.
ووًجهت اتهامات عديدة إلى ماهر الأسد بالمسؤولية الرئيسية عن تجارة الكبتاغون المربحة، فيما فرضت الحكومة البريطانية عقوبات على عضو مجلس الشعب سابقا عامر خيتي، مؤكدة أنه "يسيطر على العديد من الشركات في سوريا التي تسهل إنتاج وتهريب المخدرات".
وتأتي التصريحات الجديدة والأدلة لتؤكد صحة التقارير الصادرة سابقاً حول دور سوريا في صناعة هذه المادة المخدرة المحظورة وتصديرها الى العالم، إذ باتت سوريا الدولة الأولى عالمياً التي تعتمد، خاصة في الأعوام الـ 13 الماضية، على عائدات الكبتاغون لدعم حكومتها، خاصة باعتمادها على السوق الخليجية، وفقًا لتقديرات مستمدة من بيانات رسمية جمعتها وكالة فرانس برس خلال تحقيق أجري عام 2022.