جدل أمريكي - جنوب أفريقي حول أول دفعة من أفريكانز جنوب أفريقيا

أربيل (كوردستان24)- استقبلت واشنطن أول دفعة من اللاجئين البيض القادمين من جنوب أفريقيا، والبالغ عددهم 50 شخصًا من الأقلية الأفريكانية، وذلك بعد حصولهم على صفة لاجئ بموجب خطة أطلقتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تستهدف ما وصفته بـ"البيض المضطهدين" في الدولة الواقعة في أقصى جنوب القارة الأفريقية.
وكان في استقبالهم عدد من كبار المسؤولين، بينهم نائب وزير الخارجية كريستوفر لاندو، ونائب وزير الأمن الداخلي تروي إدغار. وقال لاندو خلال حفل الاستقبال: "مرحبًا بكم في الولايات المتحدة، أرض الحرية"، مضيفًا أن هؤلاء "تعرضوا لاضطهاد صارخ على أساس عرقي".
الرئيس ترامب دافع عن القرار واصفًا أوضاع هذه الفئة بـ"المأساوية"، مشيرًا إلى ما اعتبره "إبادة ضد الأقلية البيضاء" في جنوب أفريقيا، وهي تصريحات أثارت جدلًا واسعًا واعتُبرت انعكاسًا لنهج شعبوي يثير الانقسام.
في المقابل، رفض الرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا هذا التوصيف، مؤكدًا أن هؤلاء لا تنطبق عليهم المعايير الدولية للجوء، التي تشمل التعرض للاضطهاد السياسي أو الديني أو الاقتصادي، وقال: "اللاجئ الحقيقي هو من يُجبر على مغادرة بلده خوفًا من خطر حقيقي، ولا ينطبق هذا على هؤلاء الأشخاص". وأضافت حكومته أنها "قلقة" من القرار الأمريكي، لكنها اعتبرته شأنًا سياديًا أمريكيًا.
خلفية تاريخية معقدة
ينحدر الأفريكانز، وهم غالبية البيض في جنوب أفريقيا، من المستعمرين الهولنديين والفرنسيين والبريطانيين الذين استقروا هناك منذ القرن السابع عشر. وقد ارتبطت هذه المجموعة تاريخيًا بنظام الفصل العنصري (الأبارتايد) الذي حكم البلاد من عام 1948 حتى 1994، وحرَم الأغلبية السوداء من حقوقها الأساسية.
ومنذ انتهاء ذلك النظام، انتقلت البلاد إلى مرحلة ديمقراطية، لكنها لا تزال تواجه توترات عرقية واقتصادية عميقة، في ظل ارتفاع معدلات الفقر والبطالة والجريمة. وفي حين تنفي الحكومة الجنوب أفريقية وجود استهداف ممنهج للبيض، خاصة في القطاع الزراعي، فإن حوادث العنف ضد بعض المزارعين البيض استُخدمت في بعض الدوائر الأمريكية، خصوصًا من قبل إدارة ترامب، لتبرير ما يسمونه "التمييز العكسي".
انتقائية في اللجوء؟
القرار الأمريكي أثار انتقادات من منظمات حقوقية ومدنية داخل الولايات المتحدة، عبّرت عن خشيتها من تحوّل ملف اللجوء إلى أداة سياسية وانتقائية، تُوظّف لخدمة أجندات أيديولوجية.
في المقابل، رحّب مؤيدو ترامب بهذه الخطوة، معتبرين أنها تعيد التوازن في تناول قضايا الحقوق والحريات، وتكسر ما يرونه "تحيزًا عالميًا ضد الأقليات البيضاء".