سنجار بعد 11 عاماً.. المقابر مغلقة والوجع مستمر

أربيل (كوردستان24)- رغم مرور أحد عشر عاماً على إبادة سنجار، لا يزال الألم مستمراً في قلوب ذوي الضحايا، الذين ينتظرون بصبر ثقيل فتح المقابر الجماعية، علّهم يجدون رفات أحبّائهم الذين غيّبتهم يد الإرهاب. وبينما تحدد الحكومة الفيدرالية أياماً لفتح تلك المقابر، يقول أهالي سنجار إن كل يوم يمر عليهم هو يوم جديد من الإبادة والوجع.
كني إلياس، من ذوي ضحايا الإبادة، قالت لـ"كوردستان24"، "في عائلتي هناك 86 شخصاً مازالوا في عداد المفقودين، لا نعرف شيئاً عنهم، وإن أُعيدت إلينا حتى عظامهم فسنكون شاكرين لنتمكن من دفنهم وزيارة قبورهم. لم يبقَ لدينا لا أولاد ولا زوج، وكلهم اختفوا منذ 11 عاماً، وإذا فُتحت القبور الجماعية ربما نعثر على عظامهم."
بدأت أولى عمليات فتح المقابر الجماعية في سنجار عام 2019، ومنذ ذلك الحين أُرسلت 850 رفاتاً إلى دائرة الطب العدلي في بغداد، لكن لم يتم تسليم سوى 274 رفاتاً إلى ذويهم، وهو ما يثير استياءاً واسعاً وسط مطالبات بتسريع الإجراءات.
شريف سليمان، النائب عن كتلة الحزب الديمقراطي الكوردستاني في البرلمان العراقي، قال في حديثه لـ"كوردستان24"، "عمل الحكومة الاتحادية في ما يتعلق بالمقابر الجماعية بطيء جداً وغير منظم، وحتى الآن هناك حوالي 35 مقبرة لم تُفتح بعد في سنجار، ناهيك عن مقابر أخرى مثل الخفسة وبئر علو عنتر التي تضم ضحايا أيزيديين أيضاً. ورغم وجود موافقة من منظمتين إنسانيتين، إلا أن عملية الفتح لم تبدأ حتى الآن، ونحن على تواصل مع مؤسسة الشهداء في بغداد لحثّهم على تنظيم العمل."
وبحسب إحصائيات منظمة "بتريكور" لحقوق الإنسان في سنجار، فإن عدد المقابر الجماعية في المنطقة يبلغ 93 مقبرة، تم نبش 68 منها، بينما لا تزال 25 أخرى تنتظر دورها. وتشير المصادر إلى أن قلة الفرق المتخصصة، وضعف التمويل، وأسباباً أخرى، تقف وراء بطء العملية.
وبينما تنتظر سنجار العدالة، يواصل أهاليها التمسك بالأمل، لعل الأيام القادمة تحمل إجابات عن مصير أحبّائهم، وراحةً طال انتظارها.
تقرير: درمان باعدري - مراسل كوردستان24 في الموصل