"نزوة الاحتمالات والظلال" رواية جديدة تعرّي الاستبداد بلغة الأسطورة

أربيل (كوردستان24)- أطلقت دار الخياط – واشنطن رواية جديدة للكاتب السوري مازن عرفة بعنوان «نزوة الاحتمالات والظلال»، لتضيف إلى المكتبة العربية عملاً أدبياً يزاوج بين الفلسفة والخيال والأسطورة.

في هذا العمل يغامر عرفة بالدخول إلى عوالم غرائبية تتقاطع فيها نزوات الطغاة مع رغبات الآلهة، حيث تنبثق الحقيقة من الظلال لا من الواقع، وتتحوّل الحكايات إلى مرايا تكشف المستور بدلاً من أن تواسي القارئ. 

يتكئ النص الروائي على الميثولوجيا الشرقية وحكايات الصحراء القديمة، ويستعير من الفيزياء الحديثة مفهوم العوالم المتعددة ليكسر الحواجز بين الأزمنة والأمكنة، فيتداخل المقدّس بالدنيوي، والعقل بالجنون، والواقعية السحرية مع السريالية.

وقال مازن عرفة في تصريح خاص لموقع «كوردستان24» أن روايته تسرد مجموعة من الحكايات المترابطة على طريقة «العوالم المتعدّدة الكونية»، المستمدّة أدبياً من أفكار «النظرية النسبية» و«الفيزياء الكوانتية».

وأضاف عرفة أن روايته الجديدة تنسج عالماً يفيض بالمشاعر العميقة، في إطار المفارقة الغرائبية، حيث تتقاطع النبوءة بالتهكّم، والهُوية بالتحوّل، والحكاية بالاحتمال. إنه عمل لا يشبه غيره، لا في صوره، ولا في صوته، ولا في شجاعته. إنها رواية تتجاوز القراءة الشخصية لتغدو تجربة جمعية.

هذا العمل الجديد، الذي يمتد على 190 صفحة، يأتي بعد سلسلة من الأعمال المميّزة لمازن عرفة، من بينها:

«وصايا الغبار» (2011).

«الغرانيق» (2017).

«سرير على الجبهة» (2019).

«الغابة السوداء» (2023).

«داريا الحكاية» (2023).

«ترانيم التخوم» (2025).

ويُعرف مازن عرفة – المولود في دمشق عام 1955 – بكونه كاتباً وباحثاً جمع في مشروعه الأدبي بين العمق الفكري والأسلوب الرصين، موظفاً اللغة بوصفها قوة قادرة على الخلق والهدم معاً. ومنذ انتقاله إلى ألمانيا عام 2017، واصل إنتاجه الأدبي والنقدي، مؤكداً في كل عمل أن الكلمة ليست مجرد تعبير بل أداة لفهم الذات والوجود.

 

مقطع 1 من الرواية:

«أنا الزعيم الجنرال... هكذا، انبثقتُ إلى الحياة في «حكاية جديدة». في ذاكرتي ومضات بعيدة، مبهمة وغامضة، من «حكاية قديمة»، تشتعل فيها برارٍ موحشة، تمتدّ دون نهايات، يكتنفها الغموض والريبة، لا تعمرها إلا كائنات سحرية متشيطنة، أعيش بينها. ثم امتلأت بوحوش غريبة الخلق والطباع، حضرت معي من «بلاد الغرائب والعجائب». وكي لا تنكشف حقيقتها أمام الناس، حوّلها لي «سيد أكوان الشرّ» إلى «جنود يرتدون ملابسَ مموّهة»، انتقلوا معي إلى «الحكاية الجديدة»، وهم يرافقونني فيها باستمرار، وأنا فقط مَن يعرف حقيقتهم. لكن الناس، عندما يصادفونهم، يولون الأدبار، مذعورين، مع أن أشكالهم الخارجية اتخذت هيئة جنود، فهل يتوجّسون بحقيقتهم؟».

 

مقطع رقم 2 من الرواية:

«يقارب العدد اليومي ألف إنسان، ندفنهم أحياء، بكامل ألق جسدهم الإنساني، بناء على تعليماتكم الرحيمة، كي تصلكم التقارير الأمنية نظيفة من الأشلاء والدماء. بل ونسمح لهم بالاستحمام قبل رميهم في القبور الجماعية، وإهالة التراب عليهم. إليكم الآن التقرير الصباحي «أيّها الزعيم الجنرال، لقد جمعنا من المتمرّدين مئة شاب، جميلي المحيا، وبعمر الرجولة، وثمانين فتاة عذراء، يعبقن بالحياء، وسبعين طفلاً، أجمل من الورود. وتم دفنهم جميعهم أحياء، بعد أن عطرناهم برائحة الفل والياسمين».

لهذا يصلون إلى وكري بأجسادهم، ولا يدعوني أنام. لتتغير أوامري، ولأنسى الرأفة بالمتمرّدين على سلطتي.

«الحصيلة اليومية هي الآن مئة طن من أشلاء الجثث التي تمزّقت بالقصف، أو احترقت وتشوهّت بالنيران، مع مئة طن من لحم مفروم يتم نزعه من جنازير الدبابات. هذا هو التقرير اليومي بناء على تعليماتكم الجديدة، فأنتم لا ترغبون بعد الآن أن يموت الناس بأجساد سليمة».

 

 
Fly Erbil Advertisment