العزوف عن الشراء بعد تسجیل الذهب أسعاراً قياسية في إقليم كوردستان

أربيل (كوردستان 24)- يشهد سوق الذهب في إقليم كوردستان تراجعاً كبيراً في حركة البيع والشراء، مع ارتفاع أسعار المعدن الأصفر إلى مستويات غير مسبوقة تاريخياً. هذا الارتفاع جعل الذهب بعيد المنال عن الكثيرين، خاصة المقبلين على الزواج، مما يثير مخاوف التجار والمتعاملين في هذا القطاع.

فقد ارتفعت قيمة سبيكة الذهب عيار كيلوغرام واحد، والتي كانت تُباع (60 ألف دولار أمريكي) قبل خمس سنوات، لتتجاوز اليوم 110 الف دولار. ويتوقع الخبراء أن يستمر هذا الارتفاع خلال السنوات الخمس المقبلة، حيث قد تزداد قيمة السبيكة عدة أضعاف. ونتيجة لذلك، تبدو الأسواق خاوية من المشترين، وتقتصر حركة الزبائن في معظمها على التفرج والاستفسار عن الأسعار.

يقول وريا ملا ياسين، الذي يعمل في هذا المجال منذ 48 عاماً:  "عملية الزواج أصبحت مكلفة جداً، فالذين كانوا يشترون 60 مثقال من الذهب، أصبحوا يشترون الآن 15 مثقالاً من الذهب، وهذا يعني أن أسعار الذهب تضاعفت".

أسباب الارتفاع: الصراعات السياسية والأزمات العالمية

يُرجع الخبراء في سوق الذهب، والمتحدث باسم نقابة صاغة الذهب، هذا الارتفاع القياسي إلى عدة عوامل رئيسية، أبرزها الأزمات السياسية والحروب والصراعات التي يشهدها العالم.

يوضح دانا ورتي خبير السوق أن أحد الأسباب الرئيسية لارتفاع أسعار الذهب هو فرض الولايات المتحدة الأمريكية ضرائب على الهند، مما أثر بشكل مباشر على أسعار الذهب عالمياً. كما أن التدخل الأمريكي في الحرب الروسية الأوكرانية، وإرسالها للمساعدات العسكرية إلى فنزويلا، ساهما أيضاً في ارتفاع الأسعار. فقد ارتفع سعر أونصة الذهب الواحدة إلى 3549 دولاراً، وهو أعلى مستوى له تاريخياً.

ويُلاحظ أن هناك تراجعاً كبيراً في عمليات صهر الذهب وبيعه، حيث أصبح الذهب المشغول يُصهر لإعادة بيعه كذهب خام للاستفادة من فرق السعر أو لغرض الزواج، وليس كاستثمار طويل الأجل. وهذا يؤكد أن الارتفاع الكبير في الأسعار قد أثر سلباً على جاذبية الذهب كاستثمار في الإقليم.

تُشير التوقعات إلى أن هذه الأوضاع ستستمر، ما لم تشهد الساحة العالمية استقراراً سياسياً واقتصادياً.

تقریر: آزر فاروق - كوردستان24 - أربيل.

 
 
 
 
 
 
Fly Erbil Advertisment