الصناعة العراقية بين الإهمال والتحديات… أصوات تطالب بالدعم وتستلهم تجربة كوردستان
أربيل (كوردستان 24)- بعد أكثر من عشرين عاماً على التغيير في العراق، ما زال القطاع الصناعي يمرّ بظروف صعبة ويعاني من إهمال واضح، رغم بعض المحاولات الأخيرة لإحيائه.
وفي قاعة جمعت عشرات الشركات والصناعيين، كان النقاش يدور حول أهمية تطوير هذا القطاع الحيوي القادر على امتصاص اليد العاملة وتقليل البطالة.
في وقت يرى فيه كثيرون أن تجربة إقليم كوردستان باتت مثالاً ناجحاً في دعم الصناعة وتوفير بيئة آمنة للاستثمار.
عبد الأمير الكعبي – صناعي قال لكوردستان24: "القطاع الصناعي الخاص يعاني الإهمال منذ سنوات طويلة، إما بسبب جهل بعض المسؤولين أو لغياب الظروف المناسبة. في المقابل، هناك بيئة آمنة في إقليم كوردستان، بعيدة عن الغش والاحتيال، ما جعل التعاون مع المستثمرين هناك واسعاً ومثمراً منذ سنوات."
الكعبي شدد على أن أبرز المعوقات التي تواجه المصانع العراقية هي المنافسة غير العادلة مع البضائع المستوردة، فضلاً عن مشاكل أخرى تتعلق بضعف الدعم الحكومي.
عقيل أحمد – اتحاد الصناعات بدوره قال لكوردستان24: "أول خطوة لدعم المصانع هي إيقاف دخول البضائع غير المطابقة للمواصفات والتي تكون بجودة متدنية. كما يجب توفير الوقود بأسعار مناسبة، ودعم الأراضي المخصصة للمصانع الكبرى، حتى تتمكن من مواصلة الإنتاج والمنافسة."
الى ذلك قال أحمد كاظم – مستثمر "نحن بحاجة إلى دعم حكومي، لكن الأهم هو دعم المواطن. فالمستهلك عندما يشجع المنتج الوطني ويحرص على شرائه، يقدّم دعماً أكبر من أي جهة أخرى. بدلاً من شراء منتجات مستوردة ضعيفة الجودة وسريعة التلف، يجب التوجه نحو المنتج العراقي الذي أثبت جودته."
ورغم تكرار الوعود الرسمية بضرورة دعم الصناعة، ما زال هذا القطاع يواجه أزمات متراكمة منذ عام 2003 وحتى اليوم، مع توقف مئات المعامل الكبيرة والصغيرة.
وبينما يطالب الصناعيون بخطوات عملية لإنقاذ ما تبقى، تبقى تجربة إقليم كوردستان في دعم الصناعة نموذجاً يمكن الاستفادة منه على مستوى العراق.
تقرير : سيف علي – كوردستان24 – بغداد