مطران كاتدرائية أم النور: "من دموع الألم وُلد النور... وكوردستان احتضنت أبناءها بالمحبة"

أربيل (كوردستان 24)- في أجواء إيمانية مؤثرة، ألقى المطران مار نيقوديموس، مطران كاتدرائية "أم النور" في عنكاوا – أربيل، كلمة مؤثرة خلال حفل افتتاح الكاتدرائية، الذي جرى بحضور رسمي وديني رفيع تقدمهم رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني وقداسة البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني، بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق والرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم، إلى جانب غبطة البطريرك الكاردينال مار لويس روفائيل ساكو وعدد من أصحاب النيافة والسيادة.

استهل المطران كلمته بالقول: "وأخيراً، كنيسة من نور ترى النور... انتظرنا طويلاً، لكن الانتظار كان نافعاً ومجزياً وجميلاً، لأن النهاية كانت بديعة، والله يستحق أن نقدم له الشكر في أماكن تعظم اسمه القدوس."

وأضاف أن افتتاح الكاتدرائية يمثل حدثاً فريداً في تاريخ كنيسة المشرق، قائلاً: "إنها ليست حجارة مرصوفة، بل دموع صامتة تحولت إلى صلاة، وجراح صارت رجاء، وآلام تحولت إلى قيامة."

وتابع المطران مار نيقوديموس مشيداً بالدور الكبير لحكومة إقليم كوردستان في دعم المشروع قائلاً: "منذ تهجيرنا من الموصل وسهل نينوى، فتحت كوردستان أبوابها لنا، واحتضنت أبناءها بالمحبة. الرئيس مسعود بارزاني قال لنا حينها: أنتم لستم ضيوفاً، أنتم في بيتكم، نعيش معاً أو نموت معاً. واليوم يسير رئيس الحكومة مسرور بارزاني على نفس الدرب بروح الأب والابن الصالح."

وأوضح أن بناء الكاتدرائية تم بتمويل كامل من حكومة إقليم كوردستان، مضيفاً: "هذا الدعم ليس حجارة تُبنى، بل رسالة إنسانية تقول إننا لسنا وحدنا، ورسالة سياسية تؤكد أن التعايش هو قوتنا، ورسالة روحية تقول إن النور لا يُطفأ."

كما توجه المطران بالشكر إلى وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، ممثلة بالوزير بشتيوان صادق ومدير عام شؤون المسيحيين خالد البرت، وإلى مكتب رئيس الحكومة على متابعتهم المستمرة لإنجاز المشروع حتى اكتماله.

وختم المطران كلمته بالقول: "كاتدرائية أم النور ستبقى منارة للإيمان وبيت صلاة لكل الشعب، ومن هنا سترتفع صلواتنا من أجل كوردستان والعراق والعالم، ليحلّ السلام في كل مكان. مبارك اسم الرب من الآن وإلى الأبد."

تم افتتاح كاتدرائية "أم النور" في عنكاوا بحضور شخصيات دينية وسياسية بارزة، لتكون رمزاً جديداً للتآخي الديني والتسامح في إقليم كوردستان، الذي يحتضن عشرات الكنائس والمعابد إلى جانب آلاف المساجد، في مشهد يجسد وحدة التنوع وروح السلام.

 
 

 

Fly Erbil Advertisment