باكستان تتوعّد برد "قوي" على عملية نفذتها أفغانستان عند حدودها

أربيل (كوردستان24)- توعدت اسلام اباد الأحد بـ"رد قوي" على العملية الانتقامية التي نفذتها ليلا أفغانستان ضد جنود باكستانيين عند الحدود المشتركة بين البلدين، وأسفرت، بحسب كابول، عن مقتل "58 جنديا باكستانيا".

مساء السبت، افاد الناطق باسم وزارة الدفاع في حكومة طالبان عناية الله خوارزمي بأن قواته نفذت "بنجاح" عمليات ضد قوات الأمن الباكستانية "ردا على الانتهاكات المتكررة والضربات الجوية التي استهدفت الأراضي الأفغانية بمبادرة من الجيش الباكستاني".

وقال المتحدث باسم الحكومة الافغانية ذبيح الله مجاهد في مؤتمر صحافي الاحد إنه خلال هذه المواجهات "قتل 58 جنديا باكستانيا وأصيب ثلاثون" آخرون، لافتا أيضا الى "مقتل تسعة من قوات طالبان".

ولم تؤكد إسلام اباد هذه الحصيلة.

وتوعد رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف في بيان قائلا "لن تكون هناك أي مساومة على الدفاع عن باكستان، وسيقابل كل استفزاز برد قوي وفعال"، متهما سلطات طالبان الأفغانية بإيواء "عناصر إرهابية".

وأكد وزير الداخلية محسن نقفي أن "أفغانستان تلعب بالنار والدم"، مشيرا الى أن جارته ستتلقى "مثل الهند، ردا قويا لن تجرؤ بعده على النظر بعدائية إلى باكستان"ـ في إشارة إلى أسوأ مواجهة منذ عقود مع جارتها الهندية، وقعت في أيار/مايو، واتسمت بإطلاق صواريخ وشن غارات بطائرات مسيرة وقصف مدفعي.

قال ذبيح الله مجاهد، من جانبه، الأحد، إن "باكستان هاجمت صباح اليوم، ونحن مستعدون للرد بقوة".

وأكد مراسل وكالة فرانس برس في ولاية خوست الأفغانية صباح الأحد سماع إطلاق نار كثيف من جانب باكستان على الحدود.

ويقول كل من البلدين إنه سيطر على مواقع أمنية للطرف المعادي.

وبدأ التصعيد الخميس إثر سماع دوي انفجارين في العاصمة الأفغانية وانفجار ثالث في جنوب شرق البلد.

والجمعة، حملت وزارة الدفاع في حكومة طالبان مسؤولية هذه الهجمات لباكستان.

ولم تؤكد إسلام آباد دورها في هذه الانفجارات، لكنها اعلنت أن حدودها تعرضت لهجوم.

واشارت الى أنها ردت على مواجهات مسلحة انطلقت من كونار وننغرهار وبكتيا وخوست وهلمند، وهي ولايات تقع كلها على خط ديورند الذي يشكل الحدود بين باكستان وأفغانستان.

وبعد ان دعت السعودية وايران إلى "وقف التصعيد"، أفادت وزارة الدفاع في حكومة طالبان وكالة فرانس برس بانتهاء العملية عند منتصف الليل.

يأتي ذلك فيما أفاد مسؤولون افغان وباكستانيون فرانس برس الأحد بإغلاق معبرين حدوديين رئيسيين بين باكستان وأفغانستان، مر منهما آلاف الافغان المرحلين من إسلام اباد في الاشهر الماضية.

- اتهامات متبادلة -
يهيمن الفتور على العلاقة بين أفغانستان وباكستان منذ عادت طالبان إلى السلطة في كابول عام 2021. وتتهم إسلام أباد السلطات الأفغانية بإيواء عناصر مسلحة تنفّذ هجمات في أراضيها، وهو اتهام ترفضه أفغانستان.

وتتهم إسلام آباد حركة طالبان باكستان التي تعتنق العقيدة عينها لنظيرتها في أفغانستان حيث تدربت على القتال، بالتسبب في مقتل مئات الجنود منذ 2021.

السبت، أعلنت حركة طالبان باكستان مسؤوليتها عن هجمات مميتة في شمال غرب البلاد، أسفرت عن مقتل 23 شصا، بينهم ثلاثة مدنيين.

ووقعت الهجمات الجمعة قرب الحدود مع أفغانستان، في ولاية خیبر بختونخوا.

وذكر تقرير للأمم المتحدة في وقت سابق هذا العام أن حركة طالبان الباكستانية "تتلقى دعما لوجستيا وعملانيا كبيرا من السلطات الفعلية"، في إشارة إلى حكومة طالبان في كابول.

وتنفي كابول هذه الاتهامات، متهمة من جانبها إسلام آباد بمساعدة مجموعات "إرهابية"، لا سيما منها تنظيم الدولة الإسلامية.

وصرح وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف أمام البرلمان الخميس بأن الجهود العديدة لإقناع سلطات طالبان الأفغانية بالتوقف عن دعم حركة طالبان الباكستانية باءت بالفشل.

وكان العام 2024 الأسوأ من حيث الخسائر البشرية من جرّاء أعمال العنف المرتبطة بالجماعات المتشددة في باكستان منذ نحو عقد، مع مقتل أكثر من 1600 شخص، معظمهم من الجنود.

AFP

 
Fly Erbil Advertisment