برلمان بلا أثر.. مواطنون عراقيون: دورة تشريعية "هزيلة" وخيبات تتكرر
أربيل (كوردستان24)- يتصاعد الاستياء الشعبي في العراق تجاه أداء مجلس النواب خلال دورته الحالية، وسط اتهامات بالعجز عن تلبية مطالب المواطنين وعدم القدرة على تمرير القوانين الأساسية التي كان يُفترض أن تُسهم في تحسين الواقع الخدمي والاقتصادي في البلاد.
فقد كان العراقيون ينتظرون من البرلمان اتخاذ خطوات حقيقية لإنعاش القطاعات المتعثّرة وإطلاق مشاريع تنموية تمس حياتهم اليومية. إلا أن الوقائع تشير إلى عكس ذلك، إذ تُظهر المعطيات أن العديد من الجلسات أُجّلت أو أُلغيت، ومن بينها جلسة كان من المفترض أن تُناقش 34 مشروع قانون، لكنها لم تُعقد وتم تأجيلها إلى ما بعد الانتخابات المقبلة، ما أثار موجة انتقادات واسعة.
مواطن من بغداد يقول لكوردستان24: "البرلمان لم يكن بمستوى طموح الشعب، لا في هذه الدورة ولا في الدورات السابقة. العراقيون كانوا ينتظرون إنجازات ملموسة، لكن القرارات التي خرجت ضعيفة ولا ترقى لحجم المعاناة اليومية. نأمل أن يكون اختيار الناخبين في الدورة القادمة أدق وأوعى".ويرى مواطنون أن الامتيازات الكبيرة التي يحصل عليها النواب، من رواتب ومخصصات ومزايا أخرى، أبعدت دور المجلس عن مفهوم الخدمة العامة.
مواطن آخر يوضح: "راتب النائب يصل إلى سبعة ملايين دينار، إضافة إلى امتيازات وجواز دبلوماسي. هل نتوقع من برلمان يحصل على مثل هذه المزايا أن يفكر بتقليصها؟ نحن بحاجة إلى نواب يعملون بضمير ويمثلون الشعب لا مصالحهم".
كما يشير مراقبون إلى أن توقف عدد كبير من المشاريع الخدمية والتنموية خلال الأشهر الأخيرة، تزامنًا مع اقتراب الانتخابات، يعكس غياب الاستقرار التشريعي والإداري، الأمر الذي ترك انعكاساته على المواطنين بشكل مباشر.
إلى ذلك، يؤكد مواطنون أن البرلمان لم يتمكن من إقرار قوانين جوهرية تعد ركيزة في إدارة الدولة، مثل:
قانون النفط والغاز
قانون الخدمة الاتحادية
قانون المحكمة الاتحادية
قانون الأحزاب
تعديل قانون التقاعد
مواطن آخر يعلن بوضوح:
"القوانين التي تخدم السياسيين تُمرّر فورًا. أما القوانين التي تفيد الناس فتبقى معلّقة. هذا البرلمان من أضعف البرلمانات التي مرت على العراق خلال أربع دورات".
ومع اقتراب موعد الانتخابات المقبلة، ترتفع التوقعات من الناخبين بضرورة اختيار ممثلين يعكسون إرادة الشعب، وليس إرادة المصالح الخاصة، على أمل أن تحمل الدورة القادمة تغييراً ملموساً طال انتظاره.
