من "أشهر الانتظار والرشاوى" إلى "إنجاز في ساعتين".. أربيل تتحول لقبلة العراقيين لاستصدار البطاقة الوطنية بمعايير عالمية

أربيل (كوردستان 24)- في الوقت الذي يعاني فيه المواطنون في وسط وجنوب العراق من روتين قاتل وانتظار قد يصل لـ 9 أشهر للحصول على البطاقة الوطنية، نجحت مديرية البطاقة الوطنية في أربيل بقلب المعادلة، مقدمةً نموذجاً إدارياً وتقنياً فريداً جعلها قبلة لجميع العراقيين، حيث تُنجز المعاملات في غضون ساعتين فقط، وسط بيئة خالية من الروتين والفساد.

أربيل تكسر حاجز الزمن

يسلط تقرير لـ"كوردستان 24" الضوء على الفجوة الكبيرة في الخدمات بين إقليم كوردستان وبقية المحافظات العراقية. فبينما يشتكي المواطنون في الموصل والبصرة وبغداد من تأخر مواعيدهم لأشهر طويلة، تؤكد مديرية الجنسية والأحوال المدنية في أربيل أنها تستقبل المواطنين من كافة المحافظات وتنجز معاملاتهم في نفس اليوم.

ويقول "آلان إسماعيل"، مقدم التقرير: "ما يتطلب 9 أشهر في محافظات أخرى، يتم إنجازه هنا في ساعتين فقط. هذا هو الفرق الجوهري. هنا المواطن هو مركز الاهتمام، ويتم التعامل معه بكرامة بعيداً عن الابتزاز".
قصة "أم محمد".. بين الابتزاز في الجنوب والإنسانية في أربيل

في مشهد مؤثر، يروي التقرير قصة السيدة المسنة "أم محمد" وابنها المصاب بالشلل الدماغي. تقول السيدة بمرارة إنها راجعت دائرة البطاقة الوطنية خارج الإقليم، فطلبوا منها "رشوة" قدرها 1300 دولار (13 ورقة) لإنجاز معاملة ابنها المريض.

على النقيض، وفور وصولها إلى مديرية أربيل، استقبلت فرق الدائرة ابنها "محمد" بنقالة طبية خاصة وسيارة إسعاف، وتم إدخاله كـ "VIP" لإنجاز معاملته مجاناً وبسرعة قياسية، ودون أن يضطر للنزول من السيارة في بعض المراحل، مراعاةً لظرفه الصحي.

 

تكنولوجيا متطورة: الباركود الأول من نوعه

أكد العميد "سهيل نجم الدين"، مدير البطاقة الوطنية في أربيل، أن المديرية أصدرت حتى الآن أكثر من 2.2 مليون بطاقة، مشيراً إلى أن أربيل هي المحافظة الأولى في العراق التي طبقت نظام "الباركود" (QR Code) لمنع التزوير وإنهاء الروتين.

وأضاف: "قضينا على الطوابير الطويلة عبر نظام الحجز الإلكتروني والدفع بالبطاقات البنكية. كما خصصنا قاعات انتظار عصرية ومكتبة للمطالعة، وحتى منطقة ألعاب للأطفال لضمان راحة العائلات".

شهادات من قلب الحدث

مواطن من الموصل (قضاء البعاج) عبر عن انبهاره بالنظام قائلاً: "نأتي إلى هنا فنجد الاحترام والسرعة. لا فرق بين عربي وكوردي، الجميع يأخذ حقه بمسطرة واحدة ودون وساطات".

فيما أشار مواطن آخر من جنوب العراق: "نشكر حكومة الإقليم. الوضع هنا آمن والخدمات ممتازة، والمعاملة تنتهي في دقائق معدودة وبكل احترام".

بيئة صديقة للأسرة

وخلافاً للصورة النمطية للدوائر الحكومية المكتظة والكئيبة، وفرت مديرية أربيل حضانة وألعاباً للأطفال، ومكتبة ثقافية للمراجعين، في خطوة تهدف لتحويل وقت الانتظار القصير إلى وقت ممتع ومفيد، مما يعكس وجهاً حضارياً لمؤسسات حكومة إقليم كوردستان.

ويختتم التقرير بالتأكيد على أن هذا النجاح الإداري ليس وليد الصدفة، بل نتاج استراتيجية حكومية تهدف لخدمة المواطن وحفظ كرامته، جاعلة من أربيل نموذجاً يحتذى به في عموم العراق.

 

 
Fly Erbil Advertisment