بين "الفرح الروحي" و"الحذر الأمني".. دمشق القديمة تتزين للميلاد وسط آمال بـ"تمثيل عادل" وحماية مستدامة

أربيل (كوردستان24)- مع اقتراب أعياد الميلاد المجيد، بدأت أحياء دمشق القديمة، وتحديداً منطقتي "باب توما" و"القصاع"، بارتداء حلة العيد، مستعدة لاستقبال المناسبة بأجواء تمزج بين الفرح الروحي والحذر الأمني، في مشهد يعكس إصرار الأهالي على الحياة رغم الهواجس.

بدأت العائلات المسيحية في دمشق بتزيين منازلها وشراء مستلزمات العيد، بينما عكفت الكنائس على إعداد برامج الصلوات والقداديس. ورغم مظاهر الزينة التي تملأ الشوارع، لا يخفي السكان مشاعر القلق التي ترافق الاحتفالات.

وفي حديث لـ "كوردستان 24"، عبرت إحدى المواطنات عن مشاعرها المختلطة قائلة: "نشارك كل عام في كافة النشاطات، لكننا نشعر هذا العام بشيء من عدم الارتياح والخوف على عائلاتنا وأحفادنا نتيجة الأوضاع، ومع ذلك، نشكر الله أن الأمور تسير بخير ونحن سعداء بهذا التواجد".

فيما أكدت سيدة أخرى التمسك بإحياء الطقوس قائلة: "نعيش طقوسنا كاملة من احتفالات ونشاطات للأطفال، لكن أمنيتنا الأولى والأخيرة هي أن نعيش بأمان، لا نريد أكثر من ذلك".

واستجابة للمخاوف من أي تهديدات قد تعكر صفو العيد، اتخذت الجهات الأمنية في دمشق إجراءات مشددة لتأمين المناطق المسيحية، مع تركيز خاص على محيط الكنائس الكبرى.

ودفعت هذه الأجواء العديد من العائلات إلى تفضيل الاكتفاء بالتجمعات العائلية الصغيرة، والتركيز على البعد الروحي والديني للمناسبة بدلاً من الاحتفالات الصاخبة.

من جانبه، أشار أحد رجال الدين في دمشق إلى التطلعات لمرحلة أكثر استقراراً، قائلاً: "نصلي دائماً ليعم الأمن ويرتاح الناس. نلاحظ في هذه المرحلة الجديدة التي نعيشها في سوريا بوادر أمل، ونتمنى أن نعيد بحرية وأمان كاملين".

ولا تقتصر تطلعات مسيحيي دمشق على أمن العيد فحسب، بل تتعداها إلى مطالب استراتيجية لضمان وجودهم. حيث يطالبون بتعزيز الحماية الأمنية بشكل دائم، والحفاظ على هوية مناطقهم ومقدساتهم من أي خروقات.

كما يبرز المطلب السياسي بضرورة "التمثيل العادل" في صنع القرار الوطني، كضمانة أساسية لاستمرار وجودهم الفاعل والمؤثر في نسيج المجتمع السوري المتنوع.

تقرير: أنور عبد اللطيف - كوردستان 24 - دمشق