الصراع التركي - العمالي يُفرغ "جلكي" المسيحية ويهدد قرى أخرى في كوردستان

في ظل ظروف معيشية قاسية، توجه نازحو قرية جلكي إلى مخيم برسيف ضمن منطقة زاخو الحدودية، وقال كثير منهم إن أوضاعهم مأساوية

غالباً ما يسفر القصف التركي عن سقوط إصابات في صفوف السكان المحليين ولا سيما القرويين، كما ويؤدي في أحيان أخرى إلى إزهاق الأرواح - من إرشيف كوردستان 24
غالباً ما يسفر القصف التركي عن سقوط إصابات في صفوف السكان المحليين ولا سيما القرويين، كما ويؤدي في أحيان أخرى إلى إزهاق الأرواح - من إرشيف كوردستان 24

أربيل (كوردستان 24)- أخلى سكان قرية جلكي المسيحية مساكنهم وغادروا إلى مناطق أخرى طلباً للأمان إثر تصاعد حدة الصراع المسلح بين تركيا وحزب العمال الكوردستاني داخل أراضي إقليم كوردستان.

وهذه أحدث موجة نزوح يسجلها إقليم كوردستان في قراه الحدودية في الفترة الأخيرة، بعد أن أفرغت معارك الطرفين المتنازعين عشرات القرى الأخرى وآخرها قرية "كيستا" الواقعة في بلدة العمادية على الحدود مع تركيا.

وتقع جلكي في منطقة كاني ماسي بمحافظة دهوك، وهي قرية تتعرض باستمرار إلى قصف تركي تقول أنقرة إنه يستهدف معاقل حزب العمال الكوردستاني.



ويتخذ حزب العمال من محيط قرية جلكي ومئات القرى الحدودية الأخرى نقاط تمركز له، وحوّل كثيراً منها إلى منطلق لشن هجماته المسلحة على الدولة التركية.

ونزح أهالي قرية جلكي المسيحية منذ نحو شهر، ولم يستطيع أي منهم العودة إلى ديارهم مرة أخرى على خلفية القتال المتواصل بين حزب العمال والجيش التركي.

ويستخدم طرفا النزاع في قتالهما مختلف أنواع الأسلحة.

وفي ظل ظروف معيشية قاسية، توجه نازحو قرية جلكي إلى مخيم برسيف ضمن منطقة زاخو الحدودية، وقال كثير منهم إن أوضاعهم مأساوية.

وتقول سيدة نازحة من قرية جلكي لكوردستان 24 "لقد سئمنا من الوضع الحالي ومن النزوح.. على تركيا وحزب العمال أن يتقاتلا في أراضيهم".

وحمل حزب العمال الكوردستاني السلاح منذ ثمانينات القرن الماضي في صراع أودى بحياة ما يربو على 40 ألف شخص.

وتركزت حملة تركيا مؤخراً على الحزب بشكل متزايد في المناطق الحدودية بإقليم كوردستان حيث معقل الحزب في جبال قنديل الوعرة.

ويقول سكان قرية جلكي إن تمركز حزب العمال في قراهم جعلها عرضة للقصف التركي مما يلحق أضراراً في كثير من الأحيان ويسفر عن سقوط ضحايا في أحيان أخرى.



وقال أحد سكنة قرية جالكي ممن بات من النازحين "لقد جفت مزارعنا هناك. لم نتمكن من إروائها بسبب القتل المستمر بين تركيا وحزب العمال".

وتابع "لقد أُحرق الكثير من مزارعنا هناك".

وأعلنت السلطات المحلية في الفترة الأخيرة إخلاء 20 قرية حدودية يقطنها مسلمون ومسيحيون بسبب القصف والمواجهات بين تركيا وحزب العمال الكوردستاني.



وقال مدير ناحية دركار أديب جعفر لكوردستان 24 "عندما نزح سكان قرية جلكي كانت أوضاعهم مأساوية للغاية، وقد قدمنا لهم المساعدة وفق إمكاناتنا المحدودة".

ولا يزال حزب العمال ينشر مقاتليه في المئات من القرى داخل إقليم كوردستان على الرغم من دعوات حكومية له للانسحاب.

Fly Erbil Advertisment