بغداد تختنق بالحواجز عشية انعقاد جلسة تعج بالخلافات لانتخاب رئيس للبلاد
لا يزال الاتحاد الوطني الكوردستاني متمسكاً ببرهم صالح مرشحاً رسمياً، وأكد ذلك مراراً عبر متحدثه الرسمي وكتلته البرلمانية

أربيل (كوردستان 24)- اتخذت قوات الأمن العراقية إجراءات أمنية مشددة تمثلت في قطع الشوارع ووضع حواجز أسمنتية على الجسور الرئيسية المؤدية إلى المنطقة الخضراء المحصنة وسط بغداد، قبل ساعات من انعقاد جلسة البرلمان لانتخاب رئيس للبلاد.
وعلى الرغم من أن البرلمان العراقي حدد يوم غد الخميس موعداً لعقد جلسة انتخاب الرئيس، لكن الخلافات لا تزال تطغى على المشهد برمته.
وأدت الانقسامات بين القوى السياسية إلى أزمة أدخلت البلاد في شلل سياسي استمر عاماً. ويتمحور الخلاف الراهن حول منصب رئيس الجمهورية.
ولا يزال الاتحاد الوطني الكوردستاني متمسكاً ببرهم صالح مرشحاً رسمياً، وأكد ذلك مراراً عبر متحدثه الرسمي وكتلته البرلمانية.
وكتب رئيس الاتحاد الوطني بافل طالباني على حسابه في تويتر مناشدة إلى الإطار التنسيقي قال فيها "نناشدكم... أن تكونوا كما عاهدناكم".
ويمثل انتخاب رئيس جديد للبلاد خطوة رئيسية في العملية السياسية، حيث يكلف الرئيس مرشح أكبر كتلة برلمانية للمضي بتشكيل الحكومة.
ورشح الإطار التنسيقي محمد السوداني لمنصب رئيس الوزراء، لكن ذلك أغضب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ودفعه إلى تحريك أنصاره لاقتحام البرلمان والاعتصام فيه قبل أن ينهيه ويعتزل العمل السياسي. ولم يدل الصدر بأي تعليق على المستجدات الأخيرة.
وبموجب العرف القائم، الذي يهدف لخلق حالة من التوازن الطائفي والقومي، يكون رئيس العراق كوردياً ورئيس وزرائه شيعياً ورئيس البرلمان سنياً.
وتعرقل انتخاب رئيس الجمهورية ثلاث مرات في الأشهر الماضية بسبب الخلاف بين الحزبين الكورديين الرئيسيين بشأن اسم المرشح.
ويتولى حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني الرئاسة منذ سقوط النظام السابق عام 2003. ويصر الحزب الديمقراطي الكوردستاني، الحاصل على أكبر عدد من الأصوات على مستوى القوى الكوردستانية، على كسر سياسة احتكار المنصب لحزب واحد.
ولم يمانع الحزب الديمقراطي أن يشغل المنصب مرشحاً خارج دائرة الاتحاد الوطني.
وقالت كتلة دولة القانون البرلمانية، التي يتزعمها نوري المالكي، إن الحزب الديمقراطي يدعم ترشيح لطيف عبد الرشيد للمنصب.
ولم يصدر عن الحزب الديمقراطي أي رد رسمي لغاية الآن، لكنه سبق أن حذّر من تكرار سيناريو عام 2018 عندما انتخب برهم صالح بأصوات الشيعة دون مشاركة الكورد.
وكتب عرفات كرم المستشار البارز في مقر البارزاني على حسابه في تويتر، مستشهداً بالحديث النبوي الشريف، "لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين".
وقال بنكين ريكاني، وهو عضو لجنة الحزب الديمقراطي للتفاوض بشأن تشكيل الحكومة "الحكيم من يستفيد من تجارب الغير والعاقل من يستفيد من تجاربه".
وأضاف على حسابه في تويتر "إن لم تكونوا حكماء كونوا عقلاء، والتاريخ القريب شاهد".