تباين بيئي: بغداد تتجه نحو التصحر.. بينما تزداد مساحات أربيل الخضراء

أربيل (كوردستان 24)- تواجه العاصمة العراقية أزمة بيئية حادة، تتمثل في تقلص المساحات الخضراء وزيادة ظاهرة التصحر. وقد فشلت المشاريع البيئية الطموحة، مثل مشروع "غابات بغداد المستدامة"، بشكل كبير، في الوقت الذي يخطو فيه إقليم كوردستان خطوات واسعة لزيادة الرقعة الخضراء.

كان من المخطط لمشروع "غابات بغداد المستدامة" أن يضم أكثر من مليون شجرة، لكنه تحول الآن إلى أرض جافة وقاحلة. الأشجار التي زُرعت في بداية المشروع جفت بسبب الإهمال وتوقف العمل به. المشاهد في المنطقة مؤلمة، حيث قُطعت أشجار النخيل التي يبلغ عمرها عشرات السنين، وتحولت المنطقة إلى مكب للنفايات. يشكو سكان المنطقة من تدهور الوضع البيئي، الذي أدى إلى زيادة العواصف الترابية وتأثيرات سلبية على صحتهم.

أربيل: صورة مغايرة

على النقيض من الوضع في بغداد، يبذل إقليم كوردستان، وتحديداً مدينة أربيل، جهوداً ملحوظة لزيادة المساحات الخضراء. خلال السنوات الست الماضية، ارتفعت نسبة المساحات الخضراء في الإقليم من 15% إلى ما يقارب 20%.

وتتصدر محافظة دهوك القائمة بنسبة 27.6%، تليها أربيل بنسبة 19.8%، ثم السليمانية بنسبة 19.6%.

أطلقت حكومة إقليم كوردستان عدة مشاريع استراتيجية كبرى لهذا الغرض:

الحزام الأخضر حول أربيل: يُعد من أبرز المشاريع، حيث يمتد على طول شارع 150 متراً وبعرض كيلومترين. من المخطط زراعة سبعة ملايين شتلة زيتون. ومن المتوقع أن يساهم هذا المشروع في تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنوياً بما يتراوح بين 140 ألف و210 ألف طن.

زيادة عدد المتنزهات: يجري العمل في أربيل على إنشاء خمسة متنزهات جديدة على مساحة 198 دونماً، سيتم فيها زراعة أكثر من 35 ألف شجرة.

قانون حماية البيئة: اشترطت حكومة الإقليم على أي مشروع استثماري يحصل على ترخيص، تخصيص 25% من مساحته للمناطق الخضراء.

يستفيد سكان أربيل من هذه المبادرات، حيث أصبحت المتنزهات مثل "پارك سامي عبد الرحمن" مكاناً للراحة وممارسة الرياضة. ويشير المواطنون إلى التأثير الإيجابي لهذه المساحات الخضراء على حياتهم وصحتهم.

تهدف حكومة إقليم كوردستان إلى رفع نسبة المساحات الخضراء إلى أكثر من 25% بحلول عام 2026، وهي خطوة حاسمة لمواجهة التغيرات المناخية والحفاظ على البيئة للأجيال القادمة.

 
Fly Erbil Advertisment