الكاظمي تعليقاً على "العرض المسلح": تعاملنا بحكمة مع محاولات جرّنا للمجهول

سبق أن ذكرت مصادر مطلعة لكوردستان 24 أن قاسم مصلح لا يزال بقبضة "الجهات المختصة" ولم تفلح "جميع الضغوط" في الإفراج عنه
رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي وعلى يساره وزيرا الخارجية فؤاد حسين والدفاع جمعة عناد - تصوير: المكتب الإعلامي للحكومة
رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي وعلى يساره وزيرا الخارجية فؤاد حسين والدفاع جمعة عناد - تصوير: المكتب الإعلامي للحكومة

أربيل (كوردستان 24)- قال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الثلاثاء، إن حكومته تعاملت بـ"حكمة" مع الاستعراض المسلح لفصائل شيعية عند المنطقة الخضراء المحصنة وسط بغداد على خلفية اعتقال قائد بارز في الحشد الشعبي بتهمة اغتيال ناشطين.

وفي 26 من أيار مايو المنصرم، اعتقلت قوات الأمن قائد فصيل "الطفوف" المنخرط في الحشد الشعبي قاسم مصلح في قضية اغتيال الناشطين فاهم الطائي وإيهاب الوزني في كربلاء. وألقي القبض على مصلح بناء على مذكرة قضائية وفق قانون مكافحة الإرهاب.



وبعد اعتقاله، رفضت فصائل متنفذة في الحشد الشعبي طريقة القبض على مصلح، وطالبت بالإفراج الفوري عنه، إلا أن السلطات الرسمية تحفظت عليه في مكان لم يعلن عنه رسمياً. وتدخلت أطراف عديدة لتهدئة الوضع بعد اقتحام فصائل مسلحة المنطقة الخضراء.

واقتحمت تلك الفصائل مداخل المنطقة، التي تضم مقار الحكومة، بمركبات عسكرية عليها مدافع رشاشة ورددوا هتافات مناوئة للكاظمي في أسوأ تصعيد تواجهه الحكومة التي نشرت بدورها دبابات في الشوارع في محاولة لمواجهة أي طارئ أو اشتباك قد ينشب بين الطرفين.

وقال الكاظمي في كلمة له خلال جلسة مجلس الوزراء "شهد الأسبوع الماضي أحداثاً تم التعامل معها بحكمة. كان هناك من حاول أن يجرنا إلى المجهول لكننا انطلقنا من مبدأ الحفاظ على المصلحة العليا للبلاد، والحرص على جميع أبناء شعبنا. لقد ثبّتنا منطق الدولة".

وسبق أن ذكرت مصادر مطلعة لكوردستان 24 أن قاسم مصلح لا يزال بقبضة "الجهات المختصة" ولم تفلح "جميع الضغوط" في الإفراج عنه.

وحذر وزير الدفاع جمعة عناد في مقابلة مع إذاعة المربد المحلية الجماعات المسلحة من أي محاولة أخرى لتكرار الاستعراض العسكري وسط بغداد. وقال إن الجيش العراقي يملك إمكانات لمحاربة دولة كاملة ولن تخيفه 40 سيارة يستقلها أفراد ومدافع رشاشة.

وتحدث الكاظمي عن مرور عام عصيب على حكومته بالقول "مرت سنة صعبة على عمر الحكومة تخللتها العديد من التحديات، استطعنا عبور بعضها".

وقال الكاظمي "نعمل جاهدين على تجاوز التحديات الأخرى".

وأثارت حادثة اعتقال مصلح انقساماً كبيراً في الحشد الشعبي الذي لم يصدر أي بيان يعلق فيه على الحادثة. لكن عدداً من الفصائل المنضوية في الحشد تحدثت بحدة.

وقال زعيم عصائب أهل الحق قيس الخزعلي في مقابلة تلفزيونية إن الحشد الشعبي يمثل "الجزء المتبقي من هيبة الدولة" في البلاد.




كان الكاظمي، قد قال بعد الاستعراض المسلح، إن المظاهر المسلحة التي حدثت من قبل مجموعات مسلحة "تعد انتهاكاً خطيراً للدستور العراقي والقوانين النافذة".

كما انتقدت ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة الخاصة في العراق جينين هينيس بلاسخارت الاستعراض المسلح، وقالت على حسابها في تويتر "مثل هذا السلوك يضعف الدولة... لا أحد فوق القانون".



وفي العام الماضي، داهمت قوات الأمن العراقية معقل جماعة مسلحة تدعمها إيران في بغداد، واعتقلت أكثر من عشرة من أعضائها.

وبعد فترة وجيزة من الاعتقال، توجه مسلحون مجهولون بسياراتهم نحو مبان حكومية في المنطقة الخضراء مطالبين بالإفراج عن عناصر الجماعة. وبعدها بساعات قليلة أُطلقت السلطات سراح معظم الرجال الذين قاموا بدورهم بدهس صور الكاظمي في الشارع.