الصدر يربك "الإطار" وزعماء يعدّون رسالته مخرجاً بعيداً عن "المؤامرة الكونية"

بعيد الصلاة، كتب الصدر في تغريدة "شكرا لله على هذا النصر العظيم"
حضر أنصار الزعيم الشيعي من مختلف المناطق في جنوب ووسط العراق صلاة الجمعة في ظل درجات حرارة مرتفعة بمدينة الصدر
حضر أنصار الزعيم الشيعي من مختلف المناطق في جنوب ووسط العراق صلاة الجمعة في ظل درجات حرارة مرتفعة بمدينة الصدر

أربيل (كوردستان 24)- قال عدد من الزعماء السياسيين في العراق اليوم الجمعة إن الرسالة التي طرحها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر خلال "الصلاة المليونية" تمثل خريطة طريق بعيداً عن أوهام "المؤامرة الكونية".

في وقت سابق من اليوم، تجمع مئات الآلاف من اتباع الصدر في شوارع بغداد تلبية لدعوة زعيمهم إلى إقامة صلاة موحدة فيما بدا انه استعراض للقوة تجاه خصومه السياسيين.

وفي خطبة تلاها نيابة عنه ممثله محمود الجياشي، قال الصدر "إنَّنا في مفترق طريق صعب ووعر إبّان تشكيل الحكومة من قبل بعض من لا نحسن الظن بهم، والذين جرَّبناهم سابقاً ولم يفلحوا".



وتعهد الصدر بحل الجماعات المسلحة الموالية لإيران ومحاسبة السياسيين العراقيين الفاسدين، وقال "لا يمكن تشكيل حكومة عراقية قوية مع وجود سلاح منفلت وميليشيات منفلتة، لذا عليهم أجمع التحلي بالشجاعة وإعلان حلِّ جميع الفصائل".

ومضى يقول "كلّنا سمعنا مقولة (المجرَّب لا يُجرَّب) وأردفناها بالـ(شلع قلع) فلا تعيدوا المجرَّب فإنّه سيستمر بغيّه، فلا نريد أن تعاد المأساة القديمة ويباع الوطن وتتكرر سبايكر والصقلاوية".

كما حث الصدر على "الاعتناء بأهالي المناطق المحرّرة وإبعاد الميليشيات عنها والتجار الفاسدين".

ولاحقاً، قال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في مؤتمر صحفي عقده قبل توجهه إلى السعودية إنه يأمل من الأطراف السياسية "استثمار المبادرة" التي أطلقها الصدر.

وسبق أن أمر الصدر جميع نوابه، وعددهم 73، أي نحو ربع أعضاء البرلمان، بالاستقالة الشهر الماضي بعد أن فشلت جهوده في تشكيل حكومة بعيداً عن الفصائل الموالية لطهران التي هيمنت على العديد من مؤسسات الدولة منذ سقوط النظام السابق عام 2003.

وحضر أنصار الصدر من مختلف المناطق في جنوب ووسط العراق صلاة الجمعة في ظل درجات حرارة مرتفعة بمدينة الصدر، التي تعد معقل الصدريين في بغداد.



وقال الصدر إنه ينبغي "حفاظاً على سمعة الحشد"، أن تتم "إعادة تنظيمه وترتيبه وتصفية جسده من العناصر غير المنضبطة والاعتناء بالمجاهدين منهم والاهتمام بأحوالهم".

كما دعا إلى "إبعاد الحشد عن التدخلات الخارجية وعدم زجه بحروب طائفية أو خارجية وإبعاد الحشد عن السياسة والتجارة حباً وحفاظاً على سمعة الجهاد والمجاهدين".

وبعيد الصلاة، كتب الصدر في تغريدة "شكرا لله على هذا النصر العظيم".

وقبل استقالة نوابه، شكّل الصدر تحالفاً مع السنة والحزب الديمقراطي الكوردستاني سعياً لتشكيل حكومة أغلبية وطنية، وهو تعبير غير مباشر يشير فيما يبدو إلى قوى بارزة تمثل الإطار التنسيقي الشيعي حيث ينحي معظم العراقيين باللائمة عليها في سوء إدارة البلاد وتدهور الوضع العام.

وكتب رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي على حسابه في تويتر قائلاً إنّ ما طرحه الصدر "يعد خارطة طريق وطنية كانت أساساً لبناء تحالف قوي يتبنى هذه الطروحات".

وأضاف أن العملية السياسية بحاجة إلى عقد جديد تتبنى فيه القوى الوطنية معالجة الأخطاء والخطايا "بعيداً عن أوهام وعقد المؤامرة الكونية التي يعيشها البعض".

إلى ذلك قال زعيم تحالف السيادة خميس الخنجر على تويتر إن رسالة الصدر "فرصة أخرى يجب أن تستثمرها القوى السياسية نحو خريطة طريق لتشكيل حكومة قوية تحارب الفساد والإرهاب".



وعجزت القوى السياسية الشيعية البارزة، منذ أن أعلنت نتائج الانتخابات التشريعية عن الاتفاق على صيغة تخرج البلاد من المأزق السياسي وتشكيل حكومة جديدة.



وقال عماد باجلان الخبير بالشؤون السياسية لكوردستان 24، إن رسالة الصدر تظهر أن ورقة زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي "قد احترقت تماماً" ولم يعد بوسعه العودة إلى الحكم من جديد.

وأضاف أن زعيم ائتلاف الفتح هادي العامري وأمين عصائب أهل الحق قيس الخزعلي يعارضان تولي المالكي رئاسة الوزراء في الحكومة الجديدة.

وقال باجلان إن حزب الدعوة هو مهندس الفساد في العراق، ولا سيما أن ثلثي مساحة البلاد سلمت إلى داعش في عهد المالكي، إلى جانب قضايا تتعلق بأحداث الصقلاوية وغيرها.

وتابع "قادة الإطار التنسيقي في حيرة من أمرهم، لأنه إذا شكلوا حكومة لم ترض الصدر، فلن تستمر... لإنه قادر على إنزال مليون شخص إلى الشارع بتغريدة واحدة".