"مأساة مروعة" تهز كرميان.. انتظرته أمه 19 شهراً فأُعدم في مشهد وحشي

لم يجلب الانتظار لوالدة جلال سوى الحزن منذ أن أقدم داعش على إعدامه بدم بارد في وضح النهار
سبق أن قال إقليم كوردستان إن تهديدات تنظيم داعش لا تزال خطيرة وجدية على المناطق المتنازع عليها  - تصوير: كوردستان 24
سبق أن قال إقليم كوردستان إن تهديدات تنظيم داعش لا تزال خطيرة وجدية على المناطق المتنازع عليها - تصوير: كوردستان 24

أربيل (كوردستان 24)- في مأساة جديدة هزت منطقة كرميان وعموم الرأي العام في كوردستان، أقدم مسلحو تنظيم داعش على إعدام مواطن كوردي كان قد خُطف هو وأبن عمه قبل 19 شهراً في محيط بلدة قره تبه الواقعة إلى الشمال الشرقي من محافظة ديالى.

وفي مشهد وحشي، نشر تنظيم داعش قبل نحو يومين، تسجيلاً مصوراً أظهر فيه لحظة إطلاق الرصاص على جلال بابان بينما كان مكبل اليدين. وأفرج داعش عن ابن عم بابان في السابق بعد دفع فدية مالية لكنه أبقى على جلال الذي كان يعمل في سلك الشرطة.



ومنذ ذلك الوقت، انتظرت والدة جلال عودة نجلها وكانت تعقد الآمال على رجوعه إلى أهله سالماً خاصة بعد الإفراج عن زميله.

ولم يجلب الانتظار لوالدة جلال سوى الحزن منذ أن أقدم داعش على إعدامه بدم بارد في وضح النهار وهو ما يسلط الضوء على نشاط التنظيم في تلك المناطق.

وكثف داعش هجماته في الآونة الأخيرة في الكثير من المناطق الواقعة على خط تماس القوات العراقية والبيشمركة، مستغلاً بذلك الفراغ الأمني فيها.



وسبق أن قال إقليم كوردستان إن تهديدات تنظيم داعش لا تزال خطيرة وجدية على المناطق المتنازع عليها وعلى سكانها والمنشآت الحيوية.

وقال زياد محمد، وهو أبن عم جلال، متحدثاً لكوردستان 24 "قبل أكثر من عام ونصف العام، كان جلال وابن عمي الآخر نائمين في قريتنا قبل أن يباغتهما داعش ويختطفهما إلى جهة مجهولة".

وتابع "تسبب داعش في تيتيم عائلة كاملة.. جلال له زوجة وأربعة أشقاء بينهم اثنان من ذوي الاحتياجات الخاصة، وأثّر استشهاده على الوضع النفسي لوالدته".

ومنذ خسارته الأرض، بات تنظيم داعش يعتمد أساليب حرب العصابات في شن هجماته على قوات الأمن والسكان في المناطق المتنازع عليها وخصوصاً في ديالى.

وتقول رعنا مصطفى، وهي والدة جلال، في حديثها لكوردستان 24 "وضعي سيء للغاية، كنت في انتظار عودة ابني، والآن اُستشهد ولا أعرف أين جثمانه".



ولطالما دعت قوات البيشمركة جميع السكان في كرميان إلى عدم الذهاب خارج المناطق الواقعة تحت سيطرة حكومة إقليم كوردستان خلال الليل، حيث لا يوجد أي ضامن لسلامتهم.

وينشط داعش في الكثير من المناطق النائية وغالباً ما ينفذ هجماته تحت جنح الظلام والتي تتمثل في قتل واختطاف وتعذيب وترويع السكان هناك.



وفي مقابلة سابقة مع كوردستان 24، قال ممثل وزارتي داخلية إقليم كوردستان والبيشمركة في قيادة العمليات المشتركة اللواء عبد الخالق طلعت، إن القوات المسلحة العراقية توصلت إلى حقيقة راسخة بأنها لا تستطيع حماية المناطق المتنازع عليها دون مشاركة القوات الكوردية.

وقبل أسبوعين، وجّه رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بتنفيذ الاتفاق الأمني بين الجيش والبيشمركة في المناطق التي تشهد فراغاً أمنياً ضمن الأراضي المتنازع عليها عبر إنشاء مراكز للتنسيق الأمني المشترك لضمان منع عودة داعش إلى تلك المناطق.

من هريم الجاف