كوردستان تمضي قدماً لتوحيد البيشمركة بلمسات عسكرية دولية

احتضنت أربيل في الآونة الأخيرة مؤتمراً دولياً يهدف لتوحيد قوات البيشمركة في إطار برنامج اصلاحي يتألف من 35 نقطة.

اربيل (كوردستان 24)- احتضنت أربيل في الآونة الأخيرة مؤتمراً دولياً يهدف لتوحيد قوات البيشمركة في إطار برنامج اصلاحي يتألف من 35 نقطة.

والبيشمركة، وتعني بالعربية مواجهو الموت أو الفدائيون، هي القوات المسلحة الرسمية لإقليم كوردستان، ولعبت دوراً حاسماً في الحرب ضد تنظيم داعش.

ويسعى القادة الكورد وأعضاء التحالف الدولي الى توحيد أكبر قوتين في البيشمركة ضمن كيان واحد في خطوة من شأنها ان تنهي انقسام هذه القوات بين الحزبين الرئيسيين الديمقراطي الكوردستاني والوطني الكوردستاني، في الوقت الذي يتم فيه تأسيس هيكل قيادة موحد.

وقال مدير مديرية الإصلاح في وزارة البيشمركة لكوردستان 24 إن المشروع الاصلاحي يتألف من 35 نقطة، مشيراً الى أنه تم تنفيذ خمس نقاط خلال العام الماضي.

وأضاف أن اكثر من ثماني نقاط سيتم تنفيذها خلال هذا العام.

وتتألف قوات البيشمركة اجمالاً من نحو 240 ألف مقاتل. وعلى الرغم من أن بعض الوحدات العسكرية تم توحديها بالفعل تحت مظلة وزارة البيشمركة، إلا أن الغالبية من القوات لا تزال منقسمة وتتلقى الاوامر الى حد كبير من قبل الاحزاب السياسية التي تنتمي اليها.

وقال رئيس اركان قوات البيشمركة جمال إيمينكي لكوردستان 24 "لا توجد عقبات كبيرة لتوحيد البيشمركة. الجميع يدعم هذه العملية".

وتابع "لكن للأسف، نواجه أحياناً بعض الأحداث التي تؤثر على العملية".

ويتطلب توحيد وتحديث قوات البيشمركة بعض الوقت، حسبما يقول الأمين العام لوزارة البشمركة جبار ياور مشيراً الى أنه من اجل إدامة الخطط يتعين عدم التسرّع.

وفيما يتعلق بالتنسيق بين قوات البيشمركة والقوات العراقية، أوضح ياور أنه منذ تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، لم تكن هناك اجتماعات بين أربيل وبغداد حول التعاون العسكري والأمني.

وتابع "وبالإضافة إلى عدم وجود تعاون عسكري، لدينا بعض القضايا الأخرى مع بغداد التي يجب حلها، مثل ميزانية البيشمركة والمساعدات العسكرية فضلاً عن غياب قوات البيشمركة في المناطق المتنازع عليها" منذ منتصف تشرين الاول اكتوبر 2017.

وقضى نحو 2000 من مقاتلي البيشمركة وأصيب 12 ألفاً في الحرب ضد تنظيم داعش في معارك دامية خاضها المقاتلون الكورد جنباً الى جنب مع القوات العراقية.

وتتلقى البيشمركة تدريبات على يد مستشارين من التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن منذ عام 2014. وتعهدت واشنطن باستمرار التدريب.

وقال نائب قائد العمليات للتحالف الدولي في العراق الجنرال أوستن رينفورث إنه لا توجد عقبات حقيقية أمام إصلاح وتوحيد القوات الكوردية.

وأضاف "أرى أن وزير البيشمركة (بالوكالة كريم سنجاري) يكرس جهده ويتطلع للإصلاح. كوردستان واحدة. وبيشمركة موحدة ثم في اطار عراق موحد لهزيمة داعش.. هذا ما نبحث عنه".

وأشار رينفورث الى أن قوات البيشمركة اثبتت جدارتها في القتال ضد داعش، وقال "كلما زاد تدريبنا لقوات البشمركة، كلما زاد استعدادها لهزيمة داعش، وزاد استيعابها بشكل أفضل في قوات الأمن العراقية".

وتعد البيشمركة، وفق الدستور العراقي، جزءاً من المنظومة الدفاعية للعراق غير أنها كثيراً ما كانت تشكو إهمالاً وتهميشاً من جانب الحكومة الاتحادية.

وساعدت القوات الكوردية، القوات العراقية على نحو غير مسبوق منذ نحو ربع قرن، في معركة الموصل التي انتهت بتحريرها من قبضة التنظيم العام الماضي.

وشدد رينفورث على أن الجماعة المتطرفة ما زالت موجودة ويمكن أن تهدد أمن إقليم كوردستان والعراق.

وقال "إذا لم يكن لدينا هذا الإصلاح، فسيجدون دائماً طريقة لاستغلال الفجوات بين قوات البيشمركة... نحن بحاجة أن لا ننسى أبداً أن داعش يسعى للظهور مجدداً، إذا لم نواصل الضغط عليه".

وشدد رينفورث على أهمية التنسيق بين قوات البيشمركة والقوات العراقية في الحرب ضد داعش.

هذا وعبر قائد بناء القدرات الألمانية في العراق وإقليم كوردستان الكولونيل كريستيان فون بلومرودر، عن اعتقاده بأن قوات البيشمركة تحتاج الى ثلاث نقاط رئيسية ترتكز عليها.

وتابع "تتمثل النقطة الاولى بتوحيدها، والثانية تشتمل على تحديثها.. والثالثة، وهي مهمة جداً، تتمحور حول ايجاد طريقة للتعاون مع الحكومة العراقية لمواجهة المشاكل على الحدود العراقية".

الى ذلك قال القائد الإيطالي بمركز التدريب في اقليم كوردستان أنجلو لاكيتي إن الجانب الايطالي يوفر أساليب اساسية ومتقدمة في تدريب القوات الكوردية.

وأنفقت الولايات المتحدة أكثر من 25 مليار دولار على تدريب ورفع كفاءة الجيش العراقي منذ سقوط النظام السابق عام 2003 غير أن قوات البيشمركة لم تتلق سوى القليل من التدريب والمعدات.