تحذيرات من "انفجار البصرة" مع تزايد التصعيد غداة ليلة دامية

حذر خبراء ومستشارون عسكريون وامنيون من انفلات الاوضاع في مدينة البصرة غداة ليلة دامية بين المحتجين وقوات الأمن.

اربيل (كوردستان 24)- حذر خبراء ومستشارون عسكريون وامنيون من انفلات الاوضاع في مدينة البصرة غداة ليلة دامية بين المحتجين وقوات الأمن.

وقُتل متظاهر بعدما فتحت قوات الأمن النار مساء الاربعاء لتفريق مئات المحتجين الذين احرقوا مقارا حكومية محلية في المدينة النفطية.

وشهدت البصرة ليلة دامية على الرغم من اعلان السلطات الامنية فرض حظر للتجوال، لكن ذلك لم يمنع المحتجين من النزول الى الشوارع.

وقال مصدر طبي لكوردستان 24 إن نحو 30 شخصا على الاقل بينهم بعض من افراد الامن اصيبوا في الاضطرابات التي تشهدها المدينة الجنوبية لليوم الثالث.

وأغلق محتجون مدخل ميناء أم قصر الخاص بالسلع والبضائع، ورددوا هتافات تطالب بتحسين الخدمات والتصدي للفساد وتوفير فرص للعاطلين.

وتنذر الاحداث المتسارعة في البصرة بمزيد من التصعيد الامر الذي يزيد المخاوف في واحدة من اخطر الاضطرابات التي تشهدها اغنى مدن العالم.

وعلى الرغم أن البصرة تطفو على بحر من النفط والثروات الهائلة لكن بنيتها التحتية في اسوأ حالاتها رغم مرور 15 عاما على سقوط النظام السابق.

وابلغ شهود كوردستان 24 مساء الاربعاء بأن عشرات المتظاهرين الغاضبين احرقوا مبنى بلديات البصرة وأجزاء من مجلس وديوان مبنى المحافظة.

وقطع محتجون طرقاً رئيسية فيما اضرم البعض النيران في اطارات السيارات فيها. ووردت أنباء عن احراق مبنى قائممقامية ابو الخصيب وهي منطقة تقع في اقصى الجنوب العراقي.

ودعا نائب الرئيس نوري المالكي في بيان المتظاهرين الى المحافظة "رغم ما حدث من خروقات، على سلمية التعبير وعدم السماح للمتصيدين في الماء العكر من ركوب الموجة وتحريف اهداف المتظاهرين المطلبية الخدمية، ومنعهم من حرق وتخريب المنشآت العامة".

ولم يتأثر تدفق النفط ولا عمل المطار الدولي بالاحتجاجات لكن أي تصعيد في هذين القطاعين سيلحق ضررا هائلا بالاقتصاد الذي يعتمد في الاساس على واردات البصرة.

ودعا كثير من المسؤولين العراقيين الى التهدئة لكن المحتجين يشعرون بغضب لتردي الكهرباء وتلوث مياه الشرب بالأملاح وانعدام فرص العمل واستشراء الفساد وتدهور الواقع الصحي في المدينة التي تعد ثاني اكبر مدن العراق ومنفذه البحري الوحيد.

وتأتي هذه التطورات في وقت يكافح فيه الساسة لتشكيل حكومة بعد انتخابات برلمانية غير حاسمة ومثيرة للجدل، حيث يسعى رئيس الوزراء حيدر العبادي للفوز بفترة ثانية لينافس بذلك تحالفاً يقوده الحشد الشعبي ويريد هو الآخر أن يتولى رئاسة الوزراء.

وقال الخبير الامني هشام الهاشمي على حسابه في فيسبوك إن الوقت قد ينفد "على الحلول القانونية والعقلانية خاصة مع تزايد التصعيد في احتجاجات البصرة".

وتابع "سيقترب الوقت الملائم لانصهار مواقف المحتجين مع مواقف فصائل الحشد (الشعبي المقربة من ايران) لإرغام العبادي على اقالة أنصاره ومستشاريه او ربما يخسر المواقف الساندة والمناصرة له من قبل قيادة التيار الصدري في تجديد الولاية الثانية".

وقال المتحدث السابق باسم القوات المسلحة العراقية في مقال نشره على موقعه الالكتروني إن المحتجين وقوات الأمن متضرران من "الأحداث المأساوية الدامية".

وأضاف أن ذلك يتطلب "البحث عن المستفيد منها وتشخيص أصحاب الغرض المسبق في خلط الأوراق وتفجير الأوضاع من الداخل وهذا مكمن الخطر الحقيقي الذي يستهدف الجميع".

ومنذ اندلاع الاحتجاجات في البصرة مطلع الشهر الجاري قتل تسعة متظاهرين وأصيب 93 شخصا بينهم 18 من القوات الامنية.

وقالت مفوضية حقوق الانسان في العراق إن احداث البصرة هي "الاعنف".

وقال عضو مفوضية حقوق الانسان علي البياتي في بيان "البصرة الآن مقطعة بشكل شبه كامل بالاطارات وسماع أصوات رصاص متفرق".

وأضاف أن وجود حالات اختناق شديدة وحالة وفاة بسبب استخدام الغاز المسيل للدموع قد "يشير الى استخدام اسوأ واخطر انواع الغاز وهو (سي.أس) او (سي.آر) والتي لا تستخدم في الدول الديمقراطية  أو كون الجهات الامنية غير مدربة عليه، وهذا يتطلب تحقيقاً".

وقالت وزارة الداخلية العراقية في بيان إنها فتحت تحقيقاً في احداث البصرة، فيما ذكرت وسائل اعلام رسمية أن الهدوء عاد الى المدينة.

وقال رئيس اقليم كوردستان السابق مسعود بارزاني في رسالة الى سكان البصرة "ما يدعونا الى التعجب هو أن يعاني أبناء أغنى مدينة في العالم من جراء مشكلات لا تحتمل أي تبرير، كعدم وجود الماء الصالح للشرب وتفشي الأمراض والمحرومية والإهمال".