نيويورك تايمز تنشر تقريراً عن ضربة اسرائيلية "مؤكدة" في العراق

نشرت صحيفة نيويورك تايمز الامريكية تقريراً، اشارت فيه الى ضلوع اسرائيل في شن ضربة جوية على مستودعات لأسلحة الحشد الشعبي في العراق.

اربيل (كوردستان 24)- نشرت صحيفة نيويورك تايمز الامريكية تقريراً، اشارت فيه الى ضلوع اسرائيل في شن ضربة جوية على مستودعات لأسلحة الحشد الشعبي في العراق.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين قولهم إن ايران كانت تنوي نقل تلك الاسلحة الى سوريا.

العراق يتجنب المواجهة

يمثل الهجوم، الذي يُعتقد أنه أول قصف إسرائيلي على العراق منذ ما يقرب من أربعة عقود، امتدادا للحملة العسكرية التي قامت بها إسرائيل ضد أهداف إيرانية في سوريا، بحسب الصحيفة.

وتقول نيويورك تايمز إن الهجوم الإسرائيلي الذي نُفذ الشهر الماضي يعد أحد الهجمات الأخيرة على منشآت تخزين الأسلحة التي تسيطر عليها الفصائل الشيعية المسلحة المقربة من ايران.

وجاء في تقرير الصحيفة "لم يكن واضحا من الذي نفذ الهجمات الأخرى، التي وضعت العراق على أهبة الاستعداد بينما يكافح من أجل التعافي من اربعة عقود من الحرب وعدم الاستقرار".

ورداً على الهجوم الذي استهدف مستودعاً في بلد، قال مستشار الأمن الوطني فالح الفياض إن بلاده تريد تجنب الوقوع في أي مواجهة بين ايران والدول الاخرى.

وأضاف، حسبما اوردته الصحيفة، أن "الحكومة العراقية وخاصة أجهزتها الأمنية وقواتها المسلحة ستتخذ جميع الإجراءات اللازمة لحماية العراق وشعبه وردع أي محاولات لزعزعة الاستقرار".

وقال إن الحكومة لم تحدد بعد من يقف وراء الهجمات.

كان الفياض قال في بيان اصدره مؤخراً إن الهجمات التي استهدفت مخازن سلاح الحشد الشعبي كانت بفعل "عمل خارجي مدبر".

ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير في الاستخبارات في الشرق الأوسط إن إسرائيل قصفت قاعدة شمال بغداد في 19 تموز يوليو الماضي.

وتعرضت أربع قواعد يستخدمها الحشد الشعبي إلى انفجارات غامضة في الوقت الذي تضاربت فيه الابناء والتصريحات بين الفصائل الشيعية نفسها.

وقال مسؤولان امريكيان كبيران إن إسرائيل نفذت في الآونة الأخيرة عدة ضربات على مخازن الذخيرة للجماعات التي تدعمها إيران في العراق.

وأنحى جمال جعفر آل ابراهيم، نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي باللائمة على "الطائرات الأمريكية والإسرائيلية" في تنفيذ "هجمات متكررة" على مقار الفصائل الشيعية.

واتهم آل ابراهيم المعروف باسم ابو مهدي المهندس واشنطن "بإدخال أربع طائرات مسيرة إسرائيلية" الى العراق لـ"تنفيذ طلعات جوية تستهدف مقرات عسكرية عراقية".

وحذر المهندس من أن قواته ستتعامل مع أي طائرات أجنبية تحلق فوق مواقعه بدون علم الحكومة العراقية، على أنها "طائرات معادية".

وقال الفياض إن بيان المهندس لا يعبر عن رأي الحشد الشعبي ولا الحكومة العراقية.

ورفض الجيش الإسرائيلي التعليق على الهجمات، غير أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي سُئل عنها في زيارة إلى أوكرانيا قال إن "إيران ليس لديها حصانة في أي مكان".

ولطالما قصفت اسرائيل مرات عدة أهدافا إيرانية في سوريا. بيد أن توسيع هذه الحملة لتشمل العراق يمكن أن يضر بالعلاقات بين واشنطن وبغداد.

هجوم 19 تموز

بحسب المسؤول الاستخباري في الشرق الاوسط فان القصف الذي وقع شمال بغداد استهدف "قاعدة تستخدم من قبل الحرس الثوري الإيراني لنقل الأسلحة إلى سوريا.

وأضاف المسؤول إن الضربة الإسرائيلية التي شنت من داخل العراق دمرت شحنة من الصواريخ الموجهة بمدى 125 ميلاً (نحو 200 كليومتر).

وكان المسؤول يشير فيما يبدو الى قاعدة آمرلي التي قتل فيها احد المستشارين الايرانيين، وهو ما أكده مسؤول عسكري عراقي لصحيفة نيويورك تايمز.

ووقع الهجوم الأخير يوم الاثنين في محيط قاعدة بلد الجوية، التي كانت تستخدمها الولايات المتحدة في السابق.

وتقول الصحيفة إن الفصائل الشيعية أقامت منشآت تخزين حول القاعدة، وأدى القصف إلى انفجار صواريخ كاتيوشا وقذائف الهاون وغيرها على المنطقة المحيطة.

وتشير نيويورك تايمز الى أن الهجمات الاسرائيلية الاخيرة تنطوي على مخاطر محتملة للولايات المتحدة، التي لا تزال تحتفظ بوجود عسكري في العراق لمقاتلة داعش.

وأضافت "لأن الولايات المتحدة حليفة لإسرائيل، فإن العراقيين يسارعون في إلقاء اللوم عليها لأنها سمحت للإسرائيليين بتنفيذ هجمات في العراق".

ويعود آخر هجوم إسرائيلي في العراق الى عام 1981، عندما دمرت غارة جوية مفاعلا نوويا قيد الإنشاء بالقرب من بغداد. أكد المسؤولون الإسرائيليون أن المفاعل كان يهدف إلى إنتاج أسلحة نووية.

وحافظت إسرائيل منذ فترة طويلة على سياسة الغموض بشأن غاراتها الجوية في سوريا حتى كانون الثاني يناير، وبعدها اقرت بذلك.

وسبق أن قال يوسي كوهين، رئيس وكالة (الموساد)، إن إسرائيل اتخذت "عددا من الإجراءات العلنية والسرية، والتي تم الكشف عن جزء صغير منها" لمنع الجهود الإيرانية للحصول على موطئ قدم في سوريا.

وقال إن إيران وحزب الله "يحاولان نقل بعض قواعدهما إلى شمال سوريا. وفي الوقت نفسه، يقومان بإنشاء قواعد ومصانع للأسلحة المتطورة في العراق ولبنان".

وأضاف حينها "إنهم مخطئون في الاعتقاد عندما يقولون إننا سنواجه صعوبة في الوصول إليهم".