تحركات سريعة.. العبادي والصدر يؤيدان حكومة "عراقية القرار"

بحث رئيس الوزراء العراقي الذي يقود تحالف النصر حيدر العبادي مع زعيم التيار الصدري الذي يدعم ائتلاف سائرون مقتدى الصدر تشكيل الحكومة الجديدة.

اربيل (كوردستان 24)- بحث رئيس الوزراء العراقي الذي يقود تحالف النصر حيدر العبادي مع زعيم التيار الصدري الذي يدعم ائتلاف سائرون مقتدى الصدر تشكيل الحكومة الجديدة.

وعُقد اللقاء مساء يوم السبت في بغداد بعد يوم من اعلان نتائج الانتخابات التي احرز فيها الصدر المرتبة الاولى بحصوله على 54 مقعدا فيما جاء العبادي في المرتبة الثالثة بـ42 مقعدا.

ولا يوجد اختلاف كبير في البرنامج الانتخابي لكل من العبادي والصدر غير انهما لن يتمكنا من تشكيل حكومة بمفردهما. ويتطلب تشكيل الحكومة القيام بتحالفات مع جماعات فائزة اخرى.

اقرأ ايضا: العبادي يتعهد بعدم التحالف مع جهتين ويتحدث عن ثلاثة مخاوف

وقال العبادي في مؤتمر صحفي عقده بعد لقائه الصدر إنه يتعين "التحرك بسرعة" لدفع مسار العملية السياسية عبر عقد جلسة للبرلمان لكي يمارس المرشحون الذين فازوا في الانتخابات مهامهم ومن ثم انتخاب حكومة جديدة.

ووفقا للدستور يجب تشكيل الحكومة في غضون 90 يوما من إعلان النتائج الرسمية.

ويُتوقع أن تستمر مفاوضات تشكيل الحكومة اسابيع عديدة في ظل تعقيد المشهد السياسي والانقسامات بين الشيعة والسنة والكورد.

وقال العبادي "نعمل في لقائنا اليوم مع سماحة السيد مقتدى الصدر سوية مع الكتل الأخرى جميعا من أجل الاسراع في تشكيل الحكومة.

"ويجب ان تكون الحكومة قوية قادرة ان تنهض بالبلد للسنوات الاربع القادمة وان توفر الخدمات للمواطنين وان توفر الأمن وان توفر الازدهار".

وأشار  العبادي الى أن الاجتماع مع الصدر شهد "تطابقا في وجهات النظر"، وقال "نحن لسنا ضد أي احد من الكتل السياسية. نعمل مع الجميع".

ومضى للقول "لكن بحاجة الى من يقود هذه العملية ويسير بالاتجاه السليم للإسراع بتشكيل الحكومة القادمة (بعد) انعقاد مجلس النواب".

إقرأ ايضا: سليماني "يخفق" في مهمته ببغداد والصدر يفاجئ خصومه بلقاء الحكيم

ويتنافس على منصب رئيس الوزراء ثلاثة مرشحين هم العبادي وسلفه نوري المالكي وهادي العامري وهو وزير سابق للمواصلات عزز نفوذه خلال الحرب على داعش كقائد للحشد الشعبي الذي تربطه صلات وثيقة بطهران وحل في المرتبة الثانية في الانتخابات.

وأمام الفائز في الانتخابات مهمة شاقة تتمثل في إعادة بناء البلد الذي دمرته الحرب وخوض معركة ضد الفساد المستشري الذي يأتي على إيرادات البلاد من النفط.

ويحتاج العراق الى نحو مئة مليار دولار على الأقل لإعادة بناء المنازل والمصالح التجارية والبنية التحتية التي دمرتها الحرب طيلة السنوات الثلاث.

لم يمانع الصدر ان يتولى العبادي فترة ثانية في الحكم - صورة: مكتب العبادي
لم يمانع الصدر ان يتولى العبادي فترة ثانية في الحكم - صورة: مكتب العبادي

وقال الصدر في المؤتمر الصحفي "كان في هذا اللقاء (مع العبادي) رسالة طمأنينة للشعب العراقي (مفادها أن) حكومتهم ستكون ابوية. ستكون شاملة للجميع بدون اقصاء لأحد... ترعى كل الشعب بكل اطيافه لا نفرق بين احد منهم".

وتابع "يدنا ممدودة للجميع. بابنا مفتوح للجميع" على أن يشمل "من يريد أن يبني الوطن وأن يكون القرار عراقيا، وأن يكون ذات سيادة".

وسبق أن اجتمع الصدر في مكتبه بالنجف مع زعيم تيار الحكمة رئيس التحالف الوطني الشيعي عمار الحكيم الذي حصل على 19 مقعدا.

ولم يكشف الصدر في مؤتمره مع العبادي او الحكيم ما اذا كانت تلك اللقاءات تهدف لتشكيل الكتلة الأكبر داخل البرلمان لانتخاب الحكومة الجديدة.

ولم يرشح الصدر نفسه في الانتخابات كي يتولى رئاسة الوزراء شخصيا لكن اكتساحه الأصوات يمنحه وضعا قويا في مفاوضات تشكيل الحكومة.

ولطالما تعرض الصدر الى التهميش من الكتل الشيعية الاخرى وخصوصا تلك التي تربطها صلات وثيقة بالجمهورية الاسلامية الايرانية.

وتقول طهران إنها لن تسمح للائتلاف الذي يقوده الصدر بحكم العراق.

وفي وقت سابق من يوم السبت التقى الصدر مع سفراء دول الجوار العراقي باستثناء السفير الايراني. ودعا خلال الاجتماع إلى تعزيز العلاقات مع دول الجوار.