الخزعلي يهدد كوردستان في اول ايام الاضحى

قال قيس الخزعلي زعيم جماعة "عصائب اهل الحق" الشيعية المنضوية تحت لواء الحشد الشعبي إنه يرفض انضمام كركوك للمشاركة في استفتاء الاستقلال.

اربيل (كوردستان 24)- قال قيس الخزعلي زعيم جماعة "عصائب اهل الحق" الشيعية المنضوية تحت لواء الحشد الشعبي إنه يرفض انضمام كركوك للمشاركة في استفتاء الاستقلال الذي يعتزم اقليم كوردستان اجراءه اواخر الشهر الجاري، ملوحا باستخدام القوة.

ولجماعة "عصائب اهل الحق" صلات وثيقة بإيران وتعتبر احد الاذرع القوية في الحشد الشعبي. وكانت الجماعة قبل ذلك جزءا من التيار الصدري قبل ان تنشق في السنوات الماضية وكثيرا ما توجه الجماعات تهديدات غير مباشرة الى اقليم كوردستان.

وقال الخزعلي في كلمة له بمناسبة عيد الاضحى إن "البعض قد ركز على قضية الدواعش في البوكمال وتعمد تضخيمها وتفعيلها ليغطي على قضية كركوك".

ويشير الخزعلي بكلامه الى اتفاق ابرمه حزب الله اللبناني مع تنظيم داعش مؤخرا ويقضي بنقل مسلحي التنظيم من مناطق جرود عرسال على الحدود مع لبنان وسوريا الى مناطق قريبة من الحدود الغربية للعراق لاسيما بلدة البوكمال على الجانب السوري.

وأثار الاتفاق انتقادا من جانب الحكومة العراقية على الرغم من أن مسؤولين آخرين شيعة بمن فيهم نائب الرئيس نوري المالكي دافع عن الصفقة.

واشار الخزعلي الى ان "شمول كركوك باستفتاء الانفصال مؤشر خطير وفيه دلالات خطيرة على وحدة العراق وسيادته"، معتبرا ان ردود الفعل من الحكومة العراقية والبرلمان على ملف كركوك "ليست بالمستوى المطلوب".

وصوت مجلس كركوك الاسبوع الماضي وبأغلبية الحاضرين على قرار يسمح للمحافظة المشاركة في استفتاء استقلال كوردستان.

يقول الخزعلي إنه يؤيد استفتاء كوردستان في حال تخلى الكورد عن المناطق المتنازع عليها بين اربيل وبغداد.
يقول الخزعلي إنه يؤيد استفتاء كوردستان في حال تخلى الكورد عن المناطق المتنازع عليها بين اربيل وبغداد.

وقال الخزعلي "لا بد من ردة فعل تتناسب مع حجم التهديد".

وينظر إلى الخزعلي في الوقت الراهن على انه احد مقربي رئيس الوزراء السابق نوري المالكي والذي هو الآخر لديه تاريخ من الخلافات مع الكورد.

وتنقسم جماعات الحشد الشعبي بشأن استفتاء الاستقلال الذي يعتزم الكورد اجراءه في 25 من الشهر الجاري رغم تحفظ الحكومة العراقية علنياً.

صوت مجلس محافظة كركوك في اذار مارس الماضي على رفع علم كوردستان الى جانب العلم العراقي فوق المؤسسات الحكومية في المدينة
صوت مجلس محافظة كركوك في اذار مارس الماضي على رفع علم كوردستان الى جانب العلم العراقي فوق المؤسسات الحكومية في المدينة

ويسوق الخزعلي لنفسه على انه من مؤيدي حق الكورد في تقرير مصيرهم شريطة ان يتنازلوا عن المناطق المتنازع عليها بين بغداد واربيل بما فيها كركوك.

وفي أعقاب سقوط الموصل وفرار قوات الجيش من كركوك في منتصف عام 2014، أبقت قوات البيشمركة المدينة بعيدا عن خطر تنظيم داعش الذي احتل أجزاء من المحافظة لاسيما الحويجة والمناطق المحيطة بها وهي أراض مترامية تقطنها أغلبية عربية.

وتأتي تصريحات الخزعلي في الوقت الذي تتأهب فيه القوات العراقية للبدء بمعركة استعادة السيطرة على الحويجة وهي معركة تتطلب على الارجح تنسيقا حكوميا عراقيا مع الكورد.

وقال الخزعلي "إذا حصل الانفصال ستكونون حينها دولة وبحكم القانون والدستور فإن هذه الأراضي العراقية التي تسيطرون عليها ستكون محتلة... وحينها لن يقبل أي عراقي من حكومة أو برلمان أو أي عراقي شريف باحتلال جزء من بلده".

تعد كركوك بؤرة للمشكلات بين الكورد وبغداد
تعد كركوك بؤرة للمشكلات بين الكورد وبغداد

وهدد الخزعلي اقليم كوردستان باستعمال قوات الحشد الشعبي ضد الكورد بالقول "نحن لدينا تجارب سابقة في التعامل مع الاحتلال"، في اشارة الى القوات الامريكية التي اسقطت نظام صدام حسين عام 2003 وانسحبت من البلاد رسميا اواخر عام 2011.

ولم يصدر على الفور أي تعقيب رسمي من جانب اقليم كوردستان. وسبق أن طالبت اربيل الحكومة العراقية بالتدخل ضد تصريحات الخزعلي المناوئة.

وكان قادة الحشد الشعبي كرروا في مناسبات كثيرة من ان القتال مع البيشمركة "خط احمر".

دبابة تابعة لقوات البيشمركة - صورة ارشيفية لكوردستان24
دبابة تابعة لقوات البيشمركة - صورة ارشيفية لكوردستان24

ويقول النائب الأول لزعيم الاتحاد الوطني الكوردستاني كوسرت رسول إن المناطق التي حررتها البيشمركة ستشارك في الاستفتاء وستعود إلى إقليم كوردستان.

وتحدث رسول بهذا الكلام خلال تفقده قوات البيشمركة في بلدة طوزخوماتو جنوب كركوك وهي الاخرى من المناطق المتنازع عليها بين اربيل وبغداد.

وتشمل الاراضي المتنازع عليها بين الحكومة العراقية وحكومة اقليم كوردستان مناطق عديدة بعضها ذات اغلبية كوردية وأخرى تقطنها مجموعات عرقية مختلفة وأبرزها كركوك وسنجار وخانقين. وجميع هذه المناطق تحت سيطرة قوات البيشمركة.

وكركوك، التي يسكنها خليط من الكورد والتركمان والعرب والمسيحيين، هي واحدة من ابرز المناطق المتنازع عليها بين بغداد واربيل.

وطبقا للمادة 140 في الدستور الذي اقر عام 2005، كان يفترض البت في مستقبل كركوك، والمناطق المتنازع عليها الأخرى، على ثلاث مراحل تبدأ بالتطبيع ثم الإحصاء على أن يتبع ذلك استفتاء محلي بشأن عائديتها إلا أن ذلك لم ينفذ بسبب الخلافات السياسية.

وتتحفظ بغداد على اجراء استفتاء تقرير المصير في اقليم كوردستان وكركوك.

ويصف الكورد كركوك بأنها قلب كوردستان.

ويعد إقليم كوردستان شبه مستقل عن العراق، إذ يملك البيشمركة، وهي القوات المسلحة الرسمية، وله حكومة ووزارات وتعاملات اقتصادية وسياسية مستقلة.

ويريد الكورد إقامة دولة مستقلة بهم منذ انتهاء الحرب العالمية الأولى على الأقل عندما قسمت القوى الاستعمارية الشرق الأوسط لتترك الأراضي التي يسكنها الكورد منقسمة بين تركيا وإيران والعراق وسوريا.